تعد لعبة Red Dead Redemption 2 واحدة من أبرز ألعاب الفيديو في التاريخ، وقد حظيت باهتمام واسع من قبل اللاعبين والمطورين على حد سواء. فما هو السر وراء هذا التأثير الكبير؟
تقدم لعبة الغرب المحظور تجربة غنية وواقعية، من خلال تمكين اللاعب من الاستكشاف والتفاعل مع عالم واسع مليء بالتفاصيل. فالعالم المفتوح الذي تقدمه Red Dead Redemption 2 يمكن اللاعب من التجول فيه بحرية، والتفاعل مع الشخصيات، والقيام بمهام متنوعة، واختيار مصير الشخصيات، وكل ذلك ساهم في تقديم تجربة مثيرة للإعجاب ومكنت اللاعب من الغوص في العالم والشعور بأنه جزء منه.
تأثير لعبة Red Dead Redemption 2 على اللاعبين
احد المهمات التي كان لها اثر كبير على اللاعبين هي مهمة “The First Night of the Rest of Your Life”، حيث تمكن للاعب من اختيار طريقة التعامل مع احد محاولات السرقة، حيث يمكن له اما أن يساعد الضحية ويقضي على اللصوص ويستعيد اغراض الضحية اليها أو أن يساعد اللصوص، وكل اختيار له عواقب مختلفة، ويمكن أن يؤثر على مصير الشخصيات والعالم من حوله وبعض مسارات قصة اللعبة ايضاً.
هناك الكثير من المواقف المشابه التي تضع اللاعب امام قرار صعب يدفعة اما باظهار النزعة العدوانية او الجانب الصالح من الشخصية. بجانب ذلك، تقدم اللعبة قصة غنية ومعقدة وشخصيات مثيرة للإعجاب، تدفع اللاعب للتعاطف مع الشخصيات والتفكير في مشكلاتهم وأهدافهم. كذلك تثير القصة الجدل حول المواضيع الاجتماعية والسياسية وتمكن اللاعب من التفكير في هذه المواضيع من زاوية مختلفة.
بالطبع لن ننسى شخصية Arthur Morgan بطل اللعب والمحور الاساسي فيها، وهو شخصية معقدة، وتمكن اللاعب من التعاطف معه والتفكير في مشاكله التي يواجهها وأهدافه، بينما تدفع اللاعب لاختيار طريقة التعامل مع هذه المشاكل والعقبات بطريقته الخاصة، وهذا سيجعل منه اما أن يصبح شخص أفضل أو أن يصبح أكثر وحشية. لكن في النهاية، لا اعتقد ان احد منا تمكن من امساك دموعه خلال ذلك المشهد الذي لا ينسى والذي وضع نهاية لهذه الشخصية.
اضف الى ذلك ان لعبة Red Dead Redemption 2 تقدم تجربة سينمائية مثيرة للإعجاب، حيث تشعر اللاعب بأنه جزء من فيلم، وذلك من خلال الاخراج المميز والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة في هذا العالم الواسع، والاستخدام الرائع للموسيقى و الضوء والظلال. عالم اللعبة كان حي ونابض بالحياة طوال الوقت وفي اي مكان يمكن ان تصل اليه حيث تجد الحيوانات البرية وهي تهاجم فريستها، او حيوانات مفترسة وهي تظهر غريزة البقاء وتتقاتل من اجل النجاة. وسكان المدن والقطاعات الذين يتنقلون ويعيشون حياتهم بشكل طبيعي وبطريقة ديناميكية تجعلك تشعر بأنك اما مشهد سينمائي وليس لعبة فيديو.
واحد المشاهد الرائعة التي سيتذكرها الكثير هو مشهد مدينة Blackwater والتي تعكس مدى روعة العالم وكيف تم توظيف المؤثرات البصرية والتقنية من اجل اخراجه بهذا الابداع المنقطع النظير.
تأثير اللعبة على المطورين:
ألهمت Red Dead Redemption 2 مطوري ألعاب الفيديو لتقديم تجربة أفضل للاعبين، وخاصة في مجال تصميم العالم المفتوح وقصة اللعبة والشخصيات. اللعبة وضعت معيار جديد في تصميم العالم المفتوح، وألهمت الكثير من الألعاب الأخرى بتقديم عالم واسع وغني بالتفاصيل والتفاعل.
من ابرز الامثلة التي يمكن ضربها هو تقدم اللعبة نظام الطقس الواقعي، حيث يمكن للاعب أن يشعر بتغير الطقس و تأثيره على العالم و الشخصيات بشكل مباشر وحي، وذلك من خلال الاستخدام الرائع للإضاءة والظلال و التأثيرات البصرية.
كذلك تقدم اللعبة نظام ذكاء صناعي متطور، حيث يمكن للاعب أن يشعر بأن شخصيات NPCs لها قصتها الخلفية وتتصرف وتتفعال مع بعضها البعض بطرق مختلفة، وذلك من خلال الاستخدام الرائع للذكاء الصناعي والتحكم في سلوك الشخصيات. هذا الامر لم نراه كثيراً في العاب العالم المفتوح التي تتطلب تركيز كبير على تفاصيل العالم والخصيات والمهمات.. الخ.
و من خلال تقديم تجربة غنية وواقعية، وقصة غنية ومعقدة، وشخصيات مثيرة للإعجاب، أصبحت Red Dead Redemption 2 واحدة من أفضل ألعاب الفيديو في التاريخ.