معظم اللاعبين حول العالم يتوقون بشدة موعد إطلاق GTA 6 في العام المقبل، بعد انتظار دام لأكثر من 12 عام منذ صدور الجزء الخامس من السلسلة، ورغم الحماس الجارف والظاهر، نحن نرى أن الجزء القادم لن يمثل طفرة ونقلة في الصناعة وحسب، بل تحولاً جديدًا قد نرى فيه فصل جديد تمامًا علينا، لإنها لا تمثل فقط عالم افتراضي بل مرآة لإيقاع العصر.
غياب يؤكد تغير هوية السلسلة
اعتدنا أن تكون سلسلة GTA هي مرآة للثقافة الشعبية الأمريكية، تحمل في جعبتها شخصيات مألوفة ورموز ثابتة مقل المذيع الساخر “لازلو حونز“، لكن مع اقتراب GTA 6 تبدو الصورة أوضح .. نحن أمام لعبة تعيد تشكيل هوية السلسلة، وتعلن نهاية مرحلة كاملة من تاريخها.
غياب لازلو ليس شيئًا بسيطًا، بل إشارة رمزية إلى أن روكستار تريد أن تطوي صفحة الماضي، فإن الشخصية التي رافقتنا في السلسلة منذ 2001 على محطات الراديو الإذاعية أو في المشاهد الكوميدية اللاذعة التي تمثل الحمض النووي للسلسلة، كل شيء يقول أن الملامح جديدة كليًا.
من الحنين إلى التجديد
التحولات لم تقف على غياب شخصية أو رمز مهم في العنوان، لكن GTA 6 مرشحة لأن تكون أول لعبة في السلسلة تبنى بعقلية جيل جديد تمامًا من اللاعبين في عالم يسود به جيل Z أو كما يطلق عليه GEN Z، والذي سيساعد على بناء محتوى متجدد باستمرار من خلال بعض العوامل التي نعيشها في العصر.
نحن أمام نبرة مختلفة تمامًا في شكل السخرية الاجتماعية، والتي تتناسب مع 2026 أكثر من بدايات الألفية الجديدة، وإن كانت الأجزاء الأولى أقرب إلى الراديو، فإن الجيل الحالي أقرب إلى منصات التواصل الإجتماعي والهواتف والمقاطع القصيرة والتجربة الحية سريعة التجدد، إنها الآن لغة العصر ومن الممكن أن تشكل قلق للبعض “هل ستقدر السلسلة على الحفاظ على روحها، حتى مع تعريف العلاقة الجديدة بين السلسلة واللاعبين في عصرنا الرقمي؟”
في عالم يتحكم فيه “التريندات” وتتشكل فيه الذكريات عبر مقاطع التيكتوك، من الطبيعي جدًا ان تغير GTA جلدها، اللعبة الأشهر في تاريخ الصناعة قررت الآن مع إيقاع زمننا .. سريع ومتجدد ومرتبط باللحظة أكثر من أي وقت مضى .. وهو ما يجعلنا متطلعين ومتحمسين للعبة الأكثر انتظارًا سواء كمعجبين للسلسلة أو كشخص من هذا الجيل الجديد في الأساس.
تابعنا على
