شهد الإعلان الثاني للعبة GTA 6 المرتقبة، الكثير من ردود الأفعال التي كانت في معظمها تشيد بقوة الإعلان والرسومات والتفاصيل التي سيحصل عليها اللاعبون في اللعبة، وبعد حوالي مليار مشاهدة للإعلان، فمن الطبيعي ان تصبح اللعبة حديث الساعة على المستوى العالمي، وملاكم الكيك بوكسينغ السابق Andrew Tate يدخل على خط الترند.
وفي خطوة أثارت عاصفة من ردود الفعل والجدل بين مجتمعات اللاعبين ومتابعيه على حد سواء، نشرت شخصية الإنترنت الشهيرة أندرو تيت (Andrew Tate) تغريدة مطولة يقدم فيها قراءته لإعلان لعبة GTA 6 الثاني، ولم تكن قراءة عادية، بل كانت تحليلاً عميقاً يراه من منظوره الخاص والمثير للجدل كعادته لطبيعة اللعبة وما تعكسه عن حال “الرجل العادي” في عالم اليوم.
يزعم أندرو تيت في تحليله الصادم لإعلان GTA 6 الثاني أن اللعبة ليست مجرد ترفيه عابر، بل هي انعكاس دقيق ومثير للقلق لوضع العالم الحالي وما يعيشه “الرجل العادي”. يشير تيت بقوة إلى أن الإعلان يستهدف هذا الرجل تحديداً، مركزاً على نقاط الألم التي يشعر بها الكثيرون مثل الوحدة وغياب الشريك الحقيقي والصداقات القوية، والشعور بعدم امتلاك الوقت أو القوة في حياتهم.
ويرى أن اللعبة تقدم علاجاً لهذه المشاكل من خلال شخصية البطل، الذي يظهر وكأنه يعيش الحياة التي يتمناها الكثيرون يمتلك وقته كاملاً يعيش بحرية، مرتبط بامرأة جذابة جداً ومخلصة، ويتمتع بنوع من القوة التي تمكنه حتى من تجاوز عواقب أفعاله مثل صفع أمين صندوق وسرقة المال دون حساب، بالإضافة إلى كونه مرغوباً من النساء ويمتلك ماضياً صعباً يعتبره البعض جزءاً من إرث او حلم يتوق إليه الرجال.
ينتقل تيت من وصف “الحلم” الرقمي الذي تقدمه اللعبة إلى المقارنة القاسية بينه وبين الواقع الذي يعيشه برأيه 99.9% من الرجال، ويصف حياتهم بحدة بأنها وجود بائس، ويرجع عدم سعيهم لتحقيق حلم اللعبة في الواقع إلى أنهم خائفون وكسولون جداً ليحاولوا أصلاً.
ومن هذا المنطلق، يخلص تيت إلى أن GTA 6 تعمل كمخدر وهروب مثالي، أو مصفوفة افتراضية (The Matrix) صُممت خصيصاً لتمكين الرجال من نسيان واقعهم المؤلم دون تحمل أي مخاطرة حقيقية، و هي ببساطة من وجهة نظره مجرد أداة إلهاء لإبقاء “نيو” يقصد ببطل فيلم ماتريكس (الرجل العادي) نائماً في واقعه المزعج.
بهذا التحليل المثير للجدل، لا يقدم Andrew Tate مجرد رأي في لعبة فيديو، بل يطلق اتهاماً مباشراً للاعبين، وخاصة الرجال منهم، ويضع GTA 6 في خانة الهروب السلبي والمخدر الذي يبعدهم عن مواجهة واقعهم وتحسين حياتهم، ويصفهم بكلمات قاسية.
فهل تلامس قراءة تيت هذه حقيقة معينة في العلاقة بين اللاعب وواقعه؟ أم أنها مجرد محاولة أخرى لركوب موجة اهتمام عالمية بلعبة ضخمة، بآراء صادمة كعادته تستهدف استفزاز مجتمع اللاعبين وإثارة ردود فعل غاضبة لزيادة انتشاره؟
للرد على تيت او طيط او أيا كان، فصحيح أن الألعاب قد توفر ملاذاً مؤقتاً احيانا، لكن اختزال ملايين اللاعبين ووصفهم بالرجل العادي الخائف والكسول ذي الوجود البائس لمجرد أنهم يستمتعون بلعبة مثل GTA 6 هو تعميم مبالغ فيه يفتقر تماماً للدراسة والواقع.
حياة الناس أكثر تعقيداً من أن تُختزل في هذا الوصف القاسي، وأسبابهم للعب تتنوع بين الترفيه ولتحدي الذهني والتواصل الاجتماعي، وحتى تقدير العمل الفني، فوصف الألعاب بالمخدر لمجرد أنها تقدم عالماً خيالياً هو تجاهل لكل الجوانب الإيجابية أو حتى مجرد الترفيه البريء الذي توفره.
وهل حياة أندرو تيت نفسها تعتبر مثالا لجميع الرجال، ويجب ان يحتذو به؟ السؤال يبقى مطروحاً للنقاش