قطع جهاز بلايستيشن 5 نصف عمرة الافتراضي حتى الان، ورغم ان سنوات الاصدار الاولى كانت دسمة بالعناوين الكبيرة التي صدرت مع اصدار الجهاز. الا ان هذا المعدل خاصة في عناوين الطرف الاول بدأ في التراجع خلال السنوات الاخيرة.
ربما يتسائل الكثير في هذه الاثناء، لماذا تأخرت سوني اصدار عناوينها الجديدة على بلايستيشن 5؟ لماذا لم نرى اي اعلانات او حتى تشويق لمشاريع استديوهات سوني خلال السنة الماضية وما تبقى من هذا العام؟
سوني اكدت انه خلال السنة المالية الحالية لا يوجد لديها اي مخططات لاصدار اي من عناوين الطرف الاول على منصاتها. هذا يعني اننا لن نرى اي من عناوين استديوهات بلايستيشن الكبيرة حتى بداية شهر ابريل من العام القادم 2025.
خلال الفترة الماضية وما تبقى حتى نهاية السنة المالية الحالية، ستعتمد سوني على عناوين الطرف الثالث والحصريات المؤقتة التي تحصل عليها من شركائها مثل Stellar Blade و FF16 و FF7 Rebirth وغيرها من اجل المحافظة على اتزان اصداراتها المميزة.
لكن ما السر وراء ذلك؟
السر يكمن في ان تطوير العاب الفيديو اصبح ذو تكلفة عالية جداً الامر الذي يتطلب بيع نسخ عديدة من هذه الالعاب من اجل ان تتمكن سوني من الوصول الى نقطة جني الارباح بعد تغطية تكلفة تطوير وانتاج وتسويق هذه الالعاب.
من خلال تقارير غير رسمية علمنا ان لعبة Spider Man 2 قد بلغت تكلفة انتاجها وتسويقها 300 مليون دولار. بينما احتاجت سوني لبيع اكثر من 7 مليون نسخة من اجل تغطية تكلفة الانتاج البدء في جنى الارباح ولحسن الحظ فقد بلغت مبيعات اللعبة في احدث الاحصائيات 12 مليون وحدة.
لكن هذا الامر قد لا يحدث مع عنوان جديد كلياً، فعنوان مثل Spider Man يمتلك شعبية كبيرة وسيجد اقبال كبير من الجمهور المحب لهذه الشخصية الايقونية. بينما اذا ارادت سوني تقديم عنوان جديد فقد تكون هناك مخاطرة كبيرة في دفعه الى الاسواق مع وجود قرابة 60 مليون جهاز بلايستيشن 5 في الاسواق في المرحلة الحالية.
بعد ان دفعت سوني جميع استديوهاتها للعمل على عناوين مخصصة للجيل الجديد، هذا الامر قلص من نسبة المبيعات التي يمكن ان تتم لاي من هذه العناوين. فجهاز بلايستيشن 4 يمتلك قاعدة ضخمة تبلغ اكثر من ضعف ما يمتلكه جهاز بلايستيشن 5. لكن لا يمكن الاستفادة من هذا الجمهور في هذه المرحلة كون عناوين استديوهات سوني التي تقبع الان تحت التطوير جميعها مجهزة فقط للجيل الجديد.
هذا الامر سيضع سوني امام قرار واحد لا مفر منه، وهو، تأخير اصدار عناوينها الجديدة قدر الامكان والتعامل معها بشكل حساس ودقيق حتى لا تقع في نفق الخسائر بسبب قلة المبيعات الذي يعود لصغر القاعدة الجماهيرية لجهاز بلايستيشن 5. والاعتماد في نفس الوقت على عنصرين:
الاول: العاب الطرف الثالث والشركاء التى يمكن ان تغلق هذه الثغرة لبعض الوقت رغم انها تشكل مخاطرة كبيرة في حال كان العنوان مخصص فقط للجيل الجديد وقد رأينا ذلك مع العاب شركة سكوير انكس التي انهت في قرار صارم عقود الحصريات والتوجه لاصدار عناوينها المستقبلية الى جميع المنصات. وذلك بسبب تدني المبيعات على جهاز بلايستيشن 5.
الثاني: العاب الخدمة الحية، مثل هذه العناوين لا تتطلب ميزانية تطوير عالية، في ذات الوقت يمكن ان تصدر على منصات الجيل الجديد والجيل السابق بالاضافة الى الحاسب الشخصي. ناهيك عن العوائد الكبيرة التي يمكن ان تجنيها سوني من هذا النوع من الالعاب وقد نجحت تجربة سوني بالفعل مع لعبة Helldivers 2.
ربما تقوم سوني بازاحة اصدار عناوين الطرف الاول على منصة بلايستيشن 5 قد الامكان من خلال اتباع اي من النقاط التي ذكرناها بالاعلى. في المقابل دفع مبيعات المنصة قدر الامكان لتبلغ حد الامان الذي يمكن ان يضمن تحقيق مبيعات جيدة لاي من هذه العناوين عند صدورها.
شركة روكستار تعمل على نفس استراتيجية سوني، حيث اخرت اصدار لعبة GTA 6 قدر الامكان كون اللعبة مخصصة للجيل الجديد من المنصات المنزلية دون الحاسب الشخصي. هذا الامر قد يضع الشركة امام عقبة سرعة انتشار هذه الاجهزة ولتخطى هذه المخاوف تحاول روكستار تأخير اصدار اللعبة قدر الامكان.
لعبة GTA 6 بعد ان كان مقرر لها ان تصدر مطلع العام القادم 2025، تم تأجيل اللعبة داخلياً ليصبح الموعد نهاية العام نفسة. بينما تأمل روكستار ان تشهد الاجهزة المنزلية الحالية تحسن في المبيعات وتبلغ ارقام يمكن ان تطمئنها بتحقيق مبيعات كبيرة عند اصدار اللعبة.
هل تعتقد ان هذه هي بالفعل الاستراتيجية التي تدفع سوني لتأخير اصدار عناوينها الجديدة على منصة بلايستيشن 5 خلال الفترة الاخيرة؟ شاركنا رأيك في قسم التعليقات بالاسفل..