في عالم صناعة الألعاب، تتأرجح الآمال والتوقعات على شفا جرف هار، فبينما نترقب بشغف إصدارات جديدة تحمل وعودًا بمغامرات شيقة تلتصق بذكرياتنا، تظل هناك قصص لألعاب غرقت في ظلمات التطوير، لتختفي في نهاية المطاف كأنها لم تكن، ولعبة كابكوم Pragmata المعلن عنها من شركة Capcom، تبدو الآن وكأنها تسير على نفس خطى لعبة Deep Down المنسية. فما الذي يحدث في كواليس تطوير براغماتا؟ هل هي ضحية لإعادة تصميمات داخلية لا تنتهي؟ أم أن هناك عوامل أخرى تعيق تقدمها؟ وهل سنشهد يومًا إطلاقها، أم أنها ستنضم إلى قائمة الألعاب التي تبخرت أحلامها؟
حين صدر عرض لعبة Pragmata، حملت معها آمال كبيرة لتجربة فريدة من نوعها، وتقديم شيء جديد تمامًا من خلال تصميمها الفني الفريد ومفاهيم اللعب المبتكرة، لكن اللعبة كانت لغزًا إلى حد ما، وظرً إلى الوضع المحيط بتاريخ إصدارها، افترض الكثيرون أن اللعبة تمر بمرحلة تطوير صعبة، وبدا أن الأمور لا تسير بسلاسة بالنسبة لهذه اللعبة الجديدة.
تم الإعلان عنه اللعبة أول مرة في عام 2020، وقد أثارت Pragmata إعجاب الجميع بإعدادها الغامض المتعمد ومقطع دعائي سينمائي أثار المزيد من الأسئلة بدلاً من الإجابات، إلى جانب صور بدت وكأنها عرض حقيقي لقوة منصات الألعاب من الجيل التالي. كان من المقرر إصدارها في وقت ما في عام 2022، ولكن تم تأجيلها بعد ذلك مرتين، والآن في عام 2024، لا توجد أي علامات على إصدارها، لذلك نسأل السؤال.. ما الذي يحدث بالضبط مع براغماتا؟
لاستعادة جميع الأحداث المتعلقة باللعبة، ظهرت Pragmata لأول مرة بمقطع دعائي لم يكن لديه الكثير ليظهره باستثناء الصور الغريبة، رائد فضاء وفتاة صغيرة جميلة من المحتمل أن تلعب دورًا حيويًا في القصة، ولم يكن لدينا حينها الكثير من المعلومات حول ما ستشمله اللعبة بالضبط وماهيتها، وكيف سيتم تصميم طريقة اللعب، أو ما يمكن توقعه من براغماتا في المستقبل. كان هناك قدر كبير من الإثارة حول هذه اللعبة الجديدة على ما يبدو، وكان المعجبون متشوقين بشكل مفهوم لمعرفة ما تخبئه كابكوم في جعبتها.
بعد ذلك المقطع الدعائي الأول، تلقينا الأخبار بأن الإصدار سيتأخر إلى عام 2023 إلى جانب بعض الأعمال الفنية الجديدة، وفيما يتعلق بالتأجيل المذكور، صرح المطور حينها:
“يعمل فريقنا بجد على المشروع، ولكن لضمان أن تكون هذه مغامرة لا تُنسى، قررنا تغيير نافذة الإصدار إلى عام 2023.”
عادت Pragmata إلى الظهور مطلع العام الماضي بمقطع دعائي جديد ومبهر، عرض بعض لقطات اللعب التي تركز على ديانا ورائد الفضاء، وأظهرت لقطات اللعب تجربة تبدو وكأنها سريعة الخطى من نوع هاك أند سلاش – Hack-and-Slash أشبه الى حد ما بلعبة Vanquish. ومع ذلك، جاءت كل تلك اللقطات بخبر “تم تأجيل اللعبة الآن إلى أجل غير مسمى!”.
إذن، ما الذي يمكن أن يكون قد حدث بالفعل خلال هذا الإطار الزمني الذي تسبب في مثل هذا التأخير؟ لا يُعرف الكثير عن الأمر بشكل رسمي، ولكن وفقًا للشائعات، تم إعادة بناء اللعبة داخليًا في مرحلة ما أثناء التطوير، وهذا يعني هذا أنه في مرحلة ما أثناء تطوير اللعبة، قرر فريق التطوير إعادة بناء اللعبة من جديد بشكل جذري، وقد يعني هذا تغيير القصة أو أسلوب اللعب، أو حتى المحرك الذي تعمل عليه اللعبة. هذا القرار عادة ما يكون صعبًا ويتطلب الكثير من الوقت والجهد، ولكنه قد يكون ضروريًا إذا كان الفريق يعتقد أن اللعبة لن تحقق رؤيتهم الأصلية أو لن تكون ناجحة في صورتها الحالية.
على كل حال، جاء هذا التقرير الذي صدر قبل عدة أشهر من المصدر موثوق والمطلع على ألعاب كابكوم AestheticGamer، وكما جرت العادة، فمن الأفضل دائمًا أخذ مثل هذه المعلومات بحذر ولكن بالنظر إلى السيناريو الحالي، يبدو من المحتمل جدًا أن يكون لهذه الشائعات بعض الحقيقة فيها.
وكما يمكن أن نرى من خلال العرض، فأن اللعبة ليست جزءًا من سلسلة ألعاب معروفة مسبقًا، سواء كانت ألعاب قتال سريعة (Hack-and-Slash) أو ألعاب رعب، وهذا يعني أنها ليست مقيدة بقواعد أو توقعات محددة من قبل اللاعبين بناءً على أجزاء سابقة. كونها لعبة جديدة تمامًا، فإن مرحلة التصميم والتخطيط الأولي قد تستغرق وقتًا طويلًا، وهنا يجب على المطورين تحقيق توازن دقيق بين الحفاظ على رؤيتهم الإبداعية الأصلية وتقديم لعبة تجذب اللاعبين وتحقق النجاح.
ان عملية تطوير الألعاب مليئة بالتجارب والمحاولات، وقد يستغرق فريق التطوير من كابكوم وقتًا طويلاً في تصميم أفكار مختلفة للعبة (نماذج أولية)، ثم اختبارها في بيئات اللعب للتأكد من أنها تعمل معًا بشكل جيد، وفي بعض الأحيان، قد يبدأ الفريق في تنفيذ فكرة ما بشكل كامل، ثم يكتشف لاحقًا أنها لا تصلح ويضطر للعودة إلى نقطة البداية، وهذا ما يسمى بـ “إعادة التشغيل أو البناء الداخلي”، وهو أمر شائع في صناعة الألعاب.
ورغم ذلك، لم يتم تأكيد أ من التقارير المتعلقة بإعادة البناء أو التطوير بشكل رسمي، ولكن السيناريو الحالي للعبة يعطينا أسبابًا كافية على الأقل للتأكد من أن الأمور لم تكن تسير بسلاسة تمامًا خلف الأبواب المغلقة داخل كابكوم التي كانت منشغلة تمامًا في نسخ الريميك وبعض العناوين والأجزاء الجديدة مثل مشاريع أخرى مثل Resident Evil 9 أو غيرها.
ولكن بالرغم من أن إعادة تصميم اللعبة من جديد قد تكون سببًا للتأخير، إلا أنها في النهاية تصب في مصلحة اللاعبين، وذلك لأن منح المطورين الوقت الكافي لإكمال اللعبة أفضل من إصدار لعبة غير مكتملة بسبب ضغوطات خارجية، وقد يكون التأجيل محبطًا، لكنه يزيد من احتمالية حصولنا على لعبة بجودة عالية تلبي توقعات اللاعبين.
في نهاية المطاف، يظل مصير لعبة Pragmata معلقًا في الهواء، ومحاطًا بغموض يثير القلق والتساؤلات، ونأمل بكل تأكيد ألا تلقى نفس مصير لعبة كابكوم المنسية Deep Down، تلك اللعبة التي غرقت في غياهب التطوير ولم تر النور أبدًا.
نذكر متابعينا أن اللعبة لم تحصل بعد على تاريخ إصدار، ولكن من المقرر إصدراها على منصات بلايستيشن 5 واكس بوكس سيريز، والحاسب الشخصي.