يقدم لنا الناشر الكبير 505 Game بالتعاون مع المطور المخضرم MercurySteam المعروف بأعماله المميزة من Castlevania: Lords of Shadow وصولاً إلى الأكشن المتقن في Metroid Dread ليقدّم لنا تجربة جديدة مستوحاة من الأساطير القديمة، حيث تدور أحداثها في عالم ممزق تُحاصر أطرافه بحارً من الجمر وتخترقه عواصف لا تهدأ ونيران لا تخبو، وهي لعبة Blades of Fire.
وسط هذا الخليط المُلتهب من الفنتازيا والقتال يبقى السؤال، هل نجح الفريق في صهر هذه العناصر داخل قالبٍ متماسك يستحق التجربة؟ في هذه المراجعة نستعرض معاً الجواب.
مرحباً بكم في مراجعة Blades of Fire.
المطور والناشر | MercurySteam، 505 Games |
---|---|
تصنيف اللعبة | أكشن، مغامرات، قتال من منظور الشخص الثالث |
المنصات | PS5 ،Xbox Series X|S، الحاسب الشخصي عبر متجر Epic |
تاريخ الإطلاق | 22 – أيار – 2025 |
سعر الإطلاق | $59.99 دولارًا أمريكيًا |
زمن اللعب | ~40 ساعة |
نسخة المراجعة | PS5 |
القصة والسرد
ملخص القصة
“سيولد من بين اللهيب من هو ليس ببشر ولا نار، يسمونه ‘المولود من الجمر’ سيكون هو الرابط الأخير بين الشفرات، فإن جمعها عاد التوازن وإن خانها احترق العالم بالنار الأبدية.”
من رحم الحكايات القديمة نُقشت هذه النبوءة تنتظر ميلاد المنقذ القادم، وهنا يبدأ مسار بطلنا “آران“ رجل يحمل على كتفيه ماضياً مثقلاً بالغموض والمآسي تقع على عاتقه مهمة مصيرية وهي اغتيال الملكة التي تهدد بخراب العالم.
لكن “آران” لا يخوض هذا الطريق وحده حيث يرافقه الشاب الذكي “أدسو “الذي لا يلعب دوراً تقليدياً كمساعد بل يتحول إلى ركيزة استراتيجية حاسمة مما يمنح “آران” ميزة معرفية في ساحة المعركة ويفتح الباب أمام تكتيكات أكثر تنوعاً وفعالية.
رغم أن قالب القصة قد لا يبدو جديداً بالكامل إلا أن طريقة التقديم والتنفيذ تسحر اللاعب منذ اللحظة الأولى، الشخصيات مرسومة بعناية حواراتها ثرية وعالمها ينبض بالحياة، هناك لحظات تذكرك بسحر الأدب الخيالي الكلاسيكي كأنك تقرأ فصلاً من روايات ج. ر. ر. تولكين حيث يتقاطع الخيال والسحر مع الحماسة والمعاناة في كل زاوية.
أسلوب اللعب
- تعتمد اللعبة بشكل أساسي على القتال المباشر باستخدام مجموعة متنوعة من الأسلحة حيث تجري المواجهات داخل مناطق مصممة بعناية ضمن بيئة خطية لكنها واسعة تُذكرنا بأسلوب تصميم المستويات في God of War (2018).
- توزّيع المخلوقات والأعداء تم بعناية ما يجعل كل مواجهة تحمل طابعاً خاصاً من حيث التحدي والتكتيك خاصة أن أسلوب القتال يقوم على نظام الاتجاهات الأربعة بحيث يمكن للاعب تنفيذ هجمات خفيفة وثقيلة في كل اتجاه مما يفتح المجال أمام تنويع في الحركات والتكتيكات خلال القتال.
- رغم أن القتال يُبقي اللاعب في نطاق الاشتباك القريب في أغلب الأحيان إلا أن اللعبة لا تغفل عن جانب التطوير إذ يمكن ترقية وتعديل الأسلحة عبر جمع الموارد.
- أنت لست وحيداً في هذا المشوار، فـ”أدسو” رفيقك الدائم لا يكتفي بالتعليق بل يسجل كل ما تكتشفونه من معلومات حول الأعداء والبيئة في كتاب السفر، ليمنحك أفضلية استراتيجية، هذه العناصر تُذكّرنا بألعاب مثل The Witcher و Dark Souls حيث لا يكفي أن تكون قوياً بل عليك أن تكون واعياً.
الترقية والتطوير
- الحدادة: لا يقتصر على صنع الأسلحة فحسب بل يشكل العمود الفقري لتقدمك وتفوقك، تبدأ رحلتك على طاولة التصميم حيث يمكنك ابتكار أسلحتك باستخدام أوراق التصميم والمواد التي تجمعها خلال مغامرتك.
- صياغة السلاح: عملية التشكيل بحد ذاتها أشبه بطقسٍ مقدّس حيث تضرب الحديد المتوهج بالمطرقة في المنطقة المحددة وكلما اقتربت من الشكل المثالي زادت نجوم “الحدادة” كما يجب الحذر وعدم المبالغة فالإفراط في الطرق قد يفسد السلاح، فكل نجمة مكتسبة تعني أن سلاحك أكثر متانة وستُترجم لاحقاً إلى عدد إصلاحات مجانية.
- أدوات التخصيص: السلاح لا يُصنع فقط بل يُبنى طبقةً فوق طبقة حيث يمكن اختيار نوع المقبض، الحافة، المعدن الأساسي، وكل تفصيلة تؤثر على السمات النهائية مثل السرعة، القوة، وحتى القدرة على التحمل، الأمر يتطلب بحثاً وتأنّياً فاختياراتك تحدد مصيرك في ساحة المعركة.
- تآكل الأسلحة: أسلحتك ليست أبدية حيث ستتآكل مع مرور الوقت واستخدامها المتكرر.
الأعداء
يجدر الإشادة في اللعبة لكثرة تنوع الأعداء وطرق قتالهم لكن لا يكفي أن تمتلك سيفاً لامعاً أو رمحاً ثقيلاً بل عليك أن تفكر كحدّاد، كل عدو له درعه وكل درع له نقطة ضعف مقسمة كالتالي:
- الإطار الأخضر: سلاحك وأسلوبك الحاليان يخترقان درع العدو ويلحقان أقصى ضرر ممكن.
- الإطار البرتقالي: تخترق درع العدو لكن لا تُسبب الضرر المثالي قد تحتاج لتغيير الأسلوب أو تعزيز السلاح.
- الإطار الأحمر: لا جدوى من الهجوم، سلاحك لا يخترق درع العدو إطلاقاً ومن الأفضل الانسحاب أو التبديل فوراً.
هذه الآلية تجبرك على مراقبة العدو وتحليل خصائصه قبل الهجوم مما يذكرنا بلعبة Monster Hunter .
العالم والتصميم الفني
الرسوميات والتصميم
- التوجه الفني ساحر ويثري التجربة رغم وجود ألعاب بتفوق بصري أعلى.
- الخلفيات غنية بالتفاصيل وتحكي قصصًا صامتة وتصاميم الشخصيات تعكس طابع اللعبة الغامض.
- الإضاءة الداكنة والدافئة تعزز الأجواء وتبرز سحر العالم.
- تصميم العالم خطي ويحتوي على أماكن سرية تشجع على الاستكشاف.
- شجرة المهارات موجودة لكنها محدودة وبسيطة.
- في حال سقطت السندان المقدّس يعيدك إلى الحياة مع استرجاع نقاط التحمل وجرعات العلاج لكن سلاحك يبقى متحجرًا في موقع سقوطك.
- خريطة اللعبة تُحدث تلقائياً أثناء تقدمك وتوفر معلومات دقيقة حول المهام، الأعداء، والنقاط المهمة.
- النظام لا يرشدك بشكل مباشر لكنه يترك لك هامشاً للاكتشاف.
الأداء والتقنية
- اللعبة مستقرة في معدل الإطارات ورغم بعض الثغرات لكنه لا يُفسدها بشكل كامل ويمكن تحسينها في المستقبل.
- لا يمكن تجاهل وجود شاشات تحميل كثيرة تكررت بشكل ملحوظ طوال اللعبة.
الصوتيات والموسيقى
- يأتي الأداء التمثيلي للشخصيات بمستوى متقن ورائع، حيث يظهر الانسجام بين الشخصيات ما يجعل المشاهد تبدو مؤثرة.
- الموسيقى من أجمل جوانب اللعبة حيث تأتي بجودة رائعة تناسب مع الأجواء خصوصاً في معارك الزعماء
- التأثيرات الصوتية البيئية تشكل جزء من الإحساس بالانغماس وتجعل العالم أكثر واقعية وقدرة على جذب اللاعب إلى أجوائه.
إيجابيات Blades of Fire
- قصة قوية ومليئة بالتفاصيل تشد اللاعب.
- سرد العالم رائع ومتكامل مع أسلوب اللعب.
- أسلوب قتال حماسي يرفع الأدرينالين.
- تنوع ممتاز في الأعداء يضيف تحدياً مستمراً.
- مواجهات الزعماء متنوعة وتطلب استراتيجيات خاصة.
- ميكانيكيات اللعب متعددة وتمنح تنوعاً مقبولاً.
- الأداء التمثيلي مميز ويبرز تفاعل الشخصيات.
- شخصيات الرحلة متنوعة ولكل منها طابعها الخاص.
- موسيقى مميزة تعزز الأجواء خاصة في القتال.
- صوتيات بيئية تغمر اللاعب في العالم.
- توجه فني جميل يثري التجربة.
- نظام تطوير العدة والأسلحة مبتكر وممتع.
سلبيات Blades of Fire
- اللعبة لا تدعم أي لغات سوى الإنجليزية.
- غياب الألغاز أثر سلباً على تنوع التجربة.
- شاشات تحميل متكررة بشكل مزعج.
- الإعدادات محدودة وتفتقر لخيارات تخصيص كافية.
- بعض المشاهد السينمائية ضعيفة إخراجياً وتبدو مبتذلة.
- نظام الصد غير متقن أحياناً ويؤثر على سلاسة القتال.
- شجرة المهارات بسيطة ومحدودة في التأثير.
يذكر أن اللعبة لا تدعم اللغة العربية سواء على مستوى القوائم أو النصوص
لعبة طموحة – 8
8
لعبة طموحة
لعبة طموحة تتجاوز كونها مجرد تجربة أكشن تقليدية حيث تمزج بين القتال التكتيكي وتطوير الأسلحة بعمق، وسرد قصصي بأسلوب ملحمي، رغم بعض النواقص التي حالت دون بلوغها الكمال إلا أنها تظل تجربة حماسية تستحق الاستمرار فيها خاصة لعشاق Severance وLords of Shadow .