مراجعة وتقييم Call of Duty: Black Ops 6

أعادت لنا Call of Duty: Black Ops 6 الإثارة التي افتقدناها في الأجزاء السابقة، فهي تقدم تجربة لعب غنية ومتنوعة تلبي تطلعات عشاق السلسلة، مع نظام حركة جديد ثوري، وقصة قيل أنها مشوقة، وطور زومبي أكثر تفصيلاً من أي وقت مضى، فهل نجحت Treyarch في إعادة إحياء أشهر سلسلة تصويب حربية؟ دعونا نكتشف ذلك في هذه المراجعة السريعة.

Black Ops 6 هي مغامرة جريئة من استديو Treyarch، حيث تحاول الشركة الخروج من منطقة الراحة المعتادة لسلسلة Call of Duty، وتخوض مخاطرة جديدة من أجل إعادة بريق سلسلة بلاك أوبس من جديد، مع قصة مثيرة للجدل، وآليات لعب محدثة، ويمكننا القول بصيغة أخرى، أن اللعبة تمكنت من كسر القالب الذي أصبحت عليه السلسلة مؤخرًا، حيث قدمت تجربة لعب منعشة تختلف عن الأجزاء السابقة. على عكس الأجزاء الأخيرة التي اعتمدت على نفس الصيغة.

قدمت هذه اللعبة طور “قصة” أو حملة قصة مثيرة للجدل، ونهاية ليست الأفضل على الاطلاق، حيث تدور أحداثها في فترة ما بعد حرب الخليج الثانية، حيث تتشابك الأحداث الحقيقية مع خيوط مؤامرة مربكة ومعقدة، وتركز بالأساس على فريق من عملاء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الذين يتورطون في مطاردة مجموعة مرتزقة غامضة تدعى “بانثيون”.

تكشف الأحداث عن فساد محتمل داخل الوكالة نفسها، مما يدفع الفريق إلى القيام بمهام محفوفة بالمخاطر في مختلف أنحاء العالم، ولكن ما يميز القصة أكثر، هو عمق الشخصيات وتطورها على مدار الأحداث، حيث تتاح للاعب الفرصة للتفاعل معهم بشكل أكبر بفضل الحوارات المطولة والمشاهد القصيرة بين المهمات، وكل ذلك على مدار ثماني ساعات تقريبًا من المشاهد وإكمال المهام.

ورغم اتباعها للقالب التقليدي لسلسلة Black Ops، فإن لعبة Black Ops 6 تتميز ببناء شخصيات متفاوت، وأحيانًا أخرى يجعلها تبرز عن الأجزاء السابقة، مثل الأداء الصوتي والمرئي المتميز والحوارات العميقة أحيانًا، وجميعا ساهم في خلق شخصيات واقعية ومؤثرة، ومع ذلك قد يجد بعض اللاعبين أن القصة تتبع نمطًا مألوفًا.

أكثر ما أثار إعجابي في مهام قصة اللعبة، كانت المهام شبه المفتوحة في صحراء العراق، تخيل نفسك في قلب معركة حقيقية، حيث تقوم بمهام سرية خطيرة لدعم فريقك، فكل مهمة تقريبًا لها طابع مختلف بأفكار جديدة ومبتكرة، ولكن بشكل عام، استمتعت بدمج اللعبة بين عناصر كلاسيكية لسلسلة Call of Duty، ورغم أن بيئة الصحراء قد تبدو مألوفة ومتكررة، إلا أن اللعبة قدمت مواقع مدنية خلابة لإضفاء أجواء أكثر حيوية.

نظام الحركة الشامل الجديد هو نقلة نوعية في اللعبة، حيث يسمح لك بإتقان حركاتك بكل سلاسة ومرونة، ولم يعد اللاعب مقيدًا بحركات نمطية، بل أصبح بإمكانه التحرك بحرية تامة في أي اتجاه، والانزلاق والغطس في لحظة، مما يضفي على اللعبة ديناميكية غير مسبوقة.

تتيح لك اللعبة تخصيص أسلحتك بشكل كامل بفضل نظام Gunsmith المبتكر، فكل سلاح يأتي مع واجهة سهلة الاستخدام تعرض تأثير التعديلات على أداء السلاح، ويمكنك الاختيار من بين مجموعة واسعة من التعديلات لتحسين دقة السلاح، مدى إطلاقه ومعدل إطلاقه وغيرها الكثير، ويمكنك أيضًا تخصيص مظهر سلاحك بإضافة الملصقات والتصاميم المميزة.

هذا التغيير الثوري في نظام الحركة قلب مفاهيم ألعاب التصويب رأسًا على عقب، فلم أشعر قط بهذا القدر من الحرية والسيطرة على شخصيتي في لعبة من قبل، حيث أشعر وكأنني رقاص ساعة يتحرك بسلاسة ورشاقة في عالم اللعبة، وهذا النظام الجديد غير من نكهة اللعب، بحيث أستطيع تنفيذ العديد من الحركات التي تجعل كل مواجهة مع الأعداء تجربة فريدة وممتعة، ولكن أوصيكم بعد الاعتماد عليها كليًا، فقد تصبح فريسة سهلة إذا وصلت الاعتماد عليها بشكل مبالغ فيه.

طور الزومبي في بلاك أوبس 6 يقدم تجربة فريدة من نوعها هي الأفضل في كل اللعبة، وذلك بفضل العديد من العناصر وآليات اللعب، مثل نظام التقدم الجديد الذي يسمح للاعبين بتطوير أسلحتهم وفتح المهارات الجديدة، وكذلك الخرائط المعقدة والزعماء وأنواع مختلفة من الزومبي بهجمات وسرعات مختلفة. كل ذلك أضاف عمقاً إضافياً للعبة ويشجع على إعادة اللعب والاستمرار فيه.

الطور أيضًا يضيف أنظمة Gobble Gum والبيركات والتطويرات الميدانية التي تضيف عمقًا إضافيًا لها، حيث تسمح للاعبين بتخصيص تجربتهم وتطوير شخصياتهم بشكل كبير، فسواء كنت تبحث عن قوة تدميرية فورية أو تعزيزات تدوم طويلًا، فإنها توفر لك الخيارات التي تحتاجها لتحقيق النصر، ويقدم مجموعة متنوعة من التأثيرات التي تغير بشكل جذري من طريقة لعبك، ومن أجل تفعيل هذه الميزة المؤقتة، اضغط على الزر المخصص، اختر العلكة التي تريدها، ثم استهلكها، وهي على عكس بيركات “Perk-A-Colas” حيث لا يتم تنشيط العلكة فور الحصول عليها من الجهاز، بل يتم تنشيطها عند الحاجة لتأثيرها.