بعد النجاح المفاجئ للجزء الفرعي Ninja Gaiden: Ragebound، تعود السلسلة الرئيسية أخيرًا إلى الواجهة مع Ninja Gaiden 4 الإصدار الذي يعدنا بإعادة تعريف هوية السلسلة في هذا الجيل الجديد.
فمنذ بداياتها على أجهزة NES في الثمانينيات مرورًا بثلاثية Xbox الأسطورية، ظل اسم Ninja Gaiden مرادفًا لأقصى درجات التحدي والمهارة، ولأسلوب القتال الذي يُكافئ الإتقان ويُعاقب التردد. واليوم، يجد ريو هايابوسا نفسه أمام عالم جديد يتقاطع فيه الماضي بالحاضر، حيث يُعاد تقديمه بمحرك رسوم متطور وسينمائية قريبة من أفلام الساموراي الحديثة، دون أن يتخلى عن جذور الأكشن السريعة التي أحبها اللاعبون منذ أول ضربة كاتانا، وتحمل رؤية فنية جديدة أكثر نضجًا من الأجزاء السابقة،
Ninja Gaiden 4” ليست مجرد جزء جديد، بل هي نتاج تحالفٍ غير مسبوق بين عمالقة الصناعة.
يقف Team Ninja، وهو الأب الروحي للسلسلة وصانع هويتها القتالية، حاملاً إرث الصعوبة والانسيابية، وعلى الجهة الأخرى، يدخل PlatinumGames بخبرته الفذة في تصميم أنظمة القتال السريعة والإخراج السينمائي المذهل.
أما Koei Tecmo، فهي المظلة التي جمعت هذا التعاون، بينما تتولى Xbox Game Studios وMicrosoft مهمة الإشراف والنشر عالميًا، لتمنح المشروع دفعة إنتاجية غير مسبوقة في تاريخ السلسلة.
وتحت شعار عودة الأسطورة إلى الحاضر، يحاول هذا التحالف إعادة تعريف هوية Ninja Gaiden بما يليق بعصر الرسوم الفائقة، الفيزياء الواقعية، والذكاء الاصطناعي المتقدم، دون أن يفقد جوهره الأصلي المتمثل في السرعة، القسوة، والدقة القتالية المتناهية.
تحليل آليات القتال والتقدم

تكشف الساعات الأولى من اللعبة عن نظام لعب يركز بشكل مكثف على “الكومبوهات” أو لنسمها الضربات المتتالية، وعلى الرغم من أن اللعبة تبدأ بوتيرة تعليمية تدريجية، إلا أنها سرعان ما تقدم الآلية المحورية الجديدة المعروفة باسم Blood Bind. هذه الميزة عبارة عن قوة خاصة يتم شحنها عبر القتال الدموي والوحشي وتنفيذ حركات التقطيع، وعند تفعيلها، يستخدم اللاعب سيفًا كبيرًا خاصًا بفاعلية مدمرة.
يتكامل هذا النظام مباشرة مع شجرة تطوير مرنة؛ فالقتال الفعال بالكومبوهات يمنح اللاعب نقاطًا تعمل كعملة خبرة، وهذه النقاط تُستخدم لشراء حركات وعناصر جديدة، والأهم أن اللاعب هو من يختار الحركات التي يريد إضافتها لترسانته، مثل إضافة حركة الصد (Parry). هذه الحرية في الاختيار تجعل حفظ الكومبوهات وتطبيقها أسهل، لأنها مبنية على أسلوب اللعب الذي يفضله اللاعب بنفسه.
هيكل اللعبة والاستكشاف

لا يقتصر التقدم في اللعبة على القتال العنيف فقط. يوفر تصميم المراحل فترات لالتقاط الأنفاس، حيث تمنح اللعبة اللاعب فرصة للقيام بالترقيات بين كل جزئية وأخرى. كما تكافئ اللعبة الاستكشاف النشط في الخريطة بالعثور على زعماء سريين.
هزيمة هؤلاء الزعماء تمنح اللاعب نقاط خبرة إضافية، مما يساعده على تطوير شخصيته وشراء حركات جديدة بشكل أسرع. أما بالنسبة للزعماء الرئيسيين، فقتالاتهم جيدة ولكل منهم أسلوب وطريقة معينة يجب على اللاعب تحليلها وفهمها، ويعتمد النجاح في هذه المواجهات بشكل كبير على مدى ترسانة الكومبوهات التي قام اللاعب بفتحها وتطويرها.
فلسفة الصعوبة والذكاء الاصطناعي

اللعبة ليست سهلة بأي شكل، فحتى المستوى المتوسط، يتطلب تركيزًا عاليًا من اللاعب. لكن تصميم الصعوبة يلمع حقًا في المستويات الأعلى، حيث لا تكتفي اللعبة بزيادة إحصائيات الأعداء، بل يتطور ذكاؤهم الاصطناعي بشكل ملحوظ ويبدأون في استخدام كامل إمكانياتهم.
على سبيل المثال، قد يتوزع الأعداء المسلحون في زوايا الماب لإطلاق النار من كل جهة، بينما يهاجمك الأعداء المقاتلون بالسيوف في نفس التوقيت تمامًا، وهذا سيضع اللاعب في مواقف حشر صعبة تتطلب منه صد الطلقات ومهاجمة الأعداء في آن واحد. هذا الذكاء الاصطناعي يزيد من الضغط، ويجبر اللاعب على تبني فلسفة اللعبة الأساسية: الهجوم هو أفضل وسيلة للدفاع.
لا مجال للتباطؤ أو الاكتفاء بالصد، فالسرعة والهجوم المستمر هما مفتاح النجاة. وتصبح المواجهات مزيجًا فوضويًا ومنظمًا حين تجتمع فئات مختلفة من الأعداء (مثل القناصة، والأعداء الطائرين، والمقاتلين) في هجوم واحد دفعة واحدة.
مراجعة وتقييم Ninja Gaiden 4
الإيجابيات ✅
- نظام قتال مذهل ومُتقن يمتاز بسرعة عالية ودقة متناهية، واستجابة ممتازة للحركات، يجعلك تشعر أن كل مواجهة اختبارًا للمهارة لا تعتمد على مجرد ضربات عشوائية.
- تنوع الأسلحة والتكتيكات، فهنا كل سلاح يمتلك أسلوبه الخاص وحركات فريدة، وتعطي دافعية للتجربة والتبديل المستمر أثناء المعارك.
- تصميم بصري أنيق ومفعم بالحياة، فلدنيا المدن المضيئة بالنيون والمناطق المدمرة تخلق مزيجًا بصريًا مثيرًا بين المستقبلية والفوضى.
- سلاسة الأداء وثبات الإطارات مع دعم ممتاز لوضع 60 و120 إطارًا، ويساعد ذلك على جعل القتال أكثر سلاسة.
- موسيقى تصويرية مميزة، وألحان صاخبة أثناء المعارك، وكلها تضيف شعور بتدفق الأدرينالين والدافعية والانغماس العاطفي، خاصة في مواجهات الزعماء.
- تقديم قوي لشخصيات جديدة، والبطل “ياكومو” يُقدَّم بشكل مختلف عن “ريو هايابوسا”، مع تطور درامي يميل الى الواقعية يجعله مقبولًا حتى لعشاق السلسلة القديمة.
- تنوع في أساليب التنقل والاستكشاف من الانزلاق على القضبان، إلى التحليق عبر التيارات الهوائية، تضيف هذه الميكانيكيات إيقاعًا ممتعًا للحركة.
- مستوى صعوبة متوازن لكي يوفر تحديًا إضافيًا للمخضرمين دون أن يكون مستحيلًا للمبتدئين، مع خيارات مساعدة عادلة.
السلبيات ❌
- كاميرا مزعجة أحيانًا، حيث تواجه صعوبة في تتبع الحركة خلال المعارك الكثيفة، وهي مع الأسف تربك الرؤية وتؤدي فقدان الإيقاع.
- دمج زر التصدّي والمراوغة في زر واحد كان قرارًا سيئًا، حيث يؤدي غالبًا إلى أخطاء قاتلة أثناء القتال.
- نظام القفل على الأعداء غير دقيق ويفتقر إلى الاستجابة، ويصعّب التركيز على الخصوم في المعارك المزدحمة.
- إطالة غير ضرورية في المعارك، فبعض المواجهات تستمر بشكل مبالغ فيه حتى مع الأعداء العاديين، فتصبح مرهقة أكثر من اللازم.
- تصميم المراحل متذبذب، فلدينا البداية قوية وغنية بالتفاصيل، لكن المناطق اللاحقة تصبح أكثر فراغًا وتشبه المصانع العامة دون هوية.
- رغم الجودة العالية في القتال فهناك ضعف حافز لإعادة التجربة، والتكرار في الإيقاع وقصر القصة يقللان من الرغبة في الإعادة بعد الإنهاء الأول، وبعض معارك والمهام الفرعية تعيد نفس الأنماط بشكل ممل وأحيانًا أعداد مبالغ فيها للأعداء.
عودة ناجحة تنبض بالأدرينالين – 8
8
عودة ناجحة تنبض بالأدرينالين
Ninja Gaiden 4 تعود لتُثبت أن الإرث لا يصدأ، بل يمكن صقله من جديد. اللعبة تمزج بين حدة أسلوب Team Ninja الكلاسيكي ولمسة PlatinumGames السينمائية في تجربة أكشن سريعة، فالقتال فيها ليس مجرد أزرار تُضغط، بل استراتيجية تحتاج لسرعة ودقة وجرأة، ورغم بعض العثرات التقنية، إلا أنه يمكن اعتبارها واحدة من أفضل عودات هذا الجيل.
