لخص تقرير حديث نشرته شركة Epyllion حالة صناعة ألعاب الفيديو في أكثر من مائتي صفحة، حيث يستعرض هذا التقرير التحليلي الضخم كل ما يرتبط بالصناعة من إنفاق المستهلك إلى سجلات مبيعات الأجهزة.
وهذا ما يمنح القراء رؤى نقدية حول التوجه الذي اتخذته الصناعة وسياساتها في العقد الماضي، و يجعل الخبراء يخمنون ما سيحمله المستقبل من تغييرات في التوجه، ويكشف التقرير أنه بناءً على نقاط بيانات رئيسية من مصادر متعددة، أصبحت ألعاب الحاسب الشخصي قوية بشكل متزايد على مدار العقد الماضي أو نحو ذلك، حيث تجاوزت أجهزة الكونسول وحظيت بمزيد من الإنفاق والإيرادات.
وفي الواقع يوضح تقرير Epyllion بعض الحقائق القاسية والصارمة المرتبطة بصناعة ألعاب الفيديو، حيث كشفت إحدى الشرائح أنه ومنذ عام 2011، هيمنت إيرادات ألعاب أجهزة الحاسب على إيرادات ألعاب أجهزة الألعاب المنزلية بنسبة تزيد عن 65%، مع تحقيق أرباحٍ تزيد بنسبة 225% عند المقارنة بين الاثنين، وهذا يعني ما يصل إلى إجمالي 30 مليار دولار، وبالطبع لا تشمل هذه الأرقام مبيعات الأجهزة وملحقاتها نفسها وإنما فقط الألعاب والمحتويات الإضافية لها.
وأظهر التقرير أيضًا أن ألعاب المحمول تتقدم بفارقٍ كبير على ألعاب منصات الحاسب الشخصي والكونسول معًا، مما يقدم صانع الأموال الأول في عالم صناعة الألعاب في عصرنا الحالي، ويمكنكم رؤية الفرق والنسبة في الجدول أدناه:
تجدر الإشارة إلى أن هذه الإحصائية تشمل زيادة الإنفاق التي شهدتها منصات الكونسول والتي تقدر بحوالي 18 مليار دولار في عام 2024 مقارنة عما كانت تجنيه في عام 2011، ولكن لماذا أصبحت أجهزة الحاسب الشخصية مع كل هذا تحظى بشعبية متزايدة وتزداد ربحيتها، إليكم بعض الأسباب استنادًا لتقرير شركة Epyllion:
- تتمتع منصات الحاسب الشخصي بمكتبة ألعاب أكبر بكثير وتوافقية شبه مثالية مع الإصدارات السابقة على عكس الكونسول.
- أجهزة الحاسب الشخصي بإمكانها إنجاز العديد من المهام بنفس الوقت أثناء اللعب مثل البث والتواصل واستخدام اختصار Alt+Tab في أي لحظة بسرعة ومرونة، ناهيكم عن إمكانية استخدام الشاشات المتعددة.
- أسعار ألعاب أقل بالمقارنة مع أسعار الكونسول مع وجود مئات المتاجر التي تقدم العروض سنويًا.
- أداء تقني رسومي مرن أعلى في المستوى بالمقارنة مع الكونسول، وهو ما يبحث عنه اللاعبون الذين يطمحون للحصول على التجربة الأفضل.
- أدوات التحكم بالحاسب أفضل كفاءةً للألعاب الرياضية الإلكترونية والألعاب التنافسية لاسيما ألعاب التصويب والاستراتيجي.
- تحصل على المزيد من ألعاب الوصول المبكر.
- تحصل على إصدارات ألعاب سنوية أكثر
- الألعاب الحصرية لأجهزة الكونسول أصبحت تصدر بشكلٍ أكبر الآن للحاسب الشخصي.
لذا بعد قراءة مثل هذه التقارير يصبح من السهل علينا أن نرى من أين تأتي بعض إيرادات الحاسب، على سبيل المثال، تبلغ قيمة سوق الـ Skins الخاصة بلعبة Counter-Strike، التي ظهرت لأول مرة في عام 2013، حوالي 5 مليارات دولار الآن، وهي مرتبطة حصريًا بالحاسب الشخصي.
ونجد الخلاصة في أنَّ مبيعات أجهزة الكونسول انخفضت إلى حد ما في هذا الجيل مقارنة بما شهدته المراحل السابقة، بينما تستمر ألعاب الحاسب الشخصي في إظهار نمو ثابت، مع زيادة انتشار نشاطات إنشاء المحتوى والبث المباشر بشكلٍ بارز.
كما أن الجميع اليوم يريد اختبار ألعاب الفيديو بكامل طاقتها على الحاسب الشخصي سواءً من ناحية قوة الرسوم أو الأداء وتمرير الإطارات ما إن كان يمتلك ميزانيةً تسمح له بشراء أفضل قطع الحاسب، ناهيكم عن القفزات التكنولوجية التي تجعل القطع مثل بطاقات الرسوم التي تتفوق على الكونسول متاحة بسهولة أكبر وفي متناول الجميع، إثر عرضها في كثير من الحالات بأسعار معقولة.