قد تكون الأحلام أحيانًا نافذةً إلى التاريخ أو الماضي، وهذا ما تقدمه لعبة dreams on a pillow للمطور الفلسطيني الأصل، إذ أنها تُدخل اللاعبين في تجربة عاطفية برحلة إلى أحد أكثر اللحظات حزنًا في التاريخ العربي الحديث والمتمثل في نكبة عام 1948.
تروي قصة لعبة dreams on a pillow أو أحلام على وسادة مقتطفاتٍ من ما جرى في نكبة عام 1948 في فلسطين، وهي من بطولة إمرأة فلسطينية تُجبر خلال أحداث اللعبة على الفرار من المجازر الصهيونية آنذاك بعد مقتل زوجها، حاملةً معها طفلها الرضيع، لكن بسبب الأهوال والفظائع التي تخوضها وهروبها دون إداركها لمحيطها في البداية، تكتشف بعد بعض الوقت بأنها تحمل وسادةً عوضًا عن إبنها، وهذا ما يفسره الخوف والفزع الشديد من بطش الصهاينة الذي حجب رؤيتها عن الواقع.
يُعرف مطور Dreams on a Pillow الفلسطيني الأصل رشيد أبوعيدة بلعبته السابقة “ليلى وظلال الحرب“، التي تدور قصتها حول فتاة صغيرة تحاول البقاء على قيد الحياة وسط أهوال حرب غزة عام 2014، وقد جمع المطور الآن أكثر من 200 ألف دولار لدعم مشروعه الجديد “أحلام على وسادة”.
تصف الأمم المتحدة نكبة عام 1948 بكونها النزوح الجماعي والتشريد الفلسطيني خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، لكن اللعبة ستقدم للعالم ما هو أكثر من هذا، وتري الجميع المعاناة والوحشية المرتبكة بحق الشعب الفلسطيني والأهوال التي كان على السكان بما فيهم الأطفال مواجهتها، والأحلام التي تلاشت بسبب دخول اليهود إلى فلسطين في تلك الحقبة
تروي الأمم المتحدة روايتها الخاصة من قصة ما قبل النكبة في فلسطين، التي تقول بأنها كانت مجتمعًا متعدد الأعراق والثقافات، وقد اشتد الصراع بين العرب واليهود في ثلاثينيات القرن العشرين مع زيادة الهجرة اليهودية إليها بسبب اضطهادهم في أوروبا، ومع سعي الحركة الصهيونية إلى إنشاء دولة يهودية في فلسطين.
ورغم أن الأعوام الخمسة والسبعين الماضية شهدت عدداً لا يُعد ولا يحصى من القرارات التي تدعو إلى حق العودة للاجئين الفلسطينيين، إلى جانب إعادة الممتلكات والتعويضات، فإن حقوق الفلسطينيين لا تزال محرومة إلى يومنا هذا، على الرغم من أن هيئة الأمم المتحدة تشير إلى استمرار سياسة طرد الفلسطينيين وتهجيرهم من منازلهم بسبب توسع المستوطنات الإسرائيلية، بما تشمله من عمليات الإخلاء، ومصادرة الأراضي، وهدم المنازل.
حظيت لعبة المطور رشيد أبوعيدة السابقة ليليا وظلال الحرب بإشادة واسعة، لكنه يقول بأنه قد واجه صعوبة في العثور على دعم لمشاريع جديدة، حيث شعر الناشرون بأن موضوعه “مثير للجدل للغاية”، ولم يقم أحد بتبني المشروع وتمويله، لذا قام بترك تطوير الألعاب حينها وافتتح متجرًا بالقرب من مسقط رأسه في نابلس لإعالة أسرته.
ولكن مع الهجوم الإسرائيلي المستمر على غزة أجبر على التخلي عن المتجر، وقرر العودة إلى إنشاء الألعاب، والاعتماد على التمويل الجماعي لتطوير Dreams on a Pillow، وتجدر الإشارة إلى أن حملة جمع التبرعات الجماعية للعبة تستمر حتى نهاية 13 من شهر يناير 2025، وقد جمعت بالفعل أكثر من 214 ألف دولار، متجاوزة بذلك هدفها الأصلي الذي كان 194800 دولار.
وسيسمح هذا المبلغ بتطوير اللعبة ونقلها إلى مرحلة الإنتاج الكامل، مع إنشاء عدد قليل من المراحل والخرائط الأساسية للعبة، مع مخططها بالكامل وجدولته، ووضع النماذج الأولية لها، كما ستُبذل الجهود الإضافية لجمع المزيد من التبرعات لإكمال اللعبة مع وجود نسخة أكثر تقدمًا من اللعبة، استنادًا لما ذكره المطور الفلسطيني الواعد.
ما رأيكم في لعبة أحلام على وسادة، هل ستنقل آلام الشعب الفلسطيني لاسيما في هذه المرحلة الحرجة التي يعيشونها، وهل ستدفع المزيد للتدخل لإيقاف معاناتهم، شاركونا آرائكم في التعليقات.
إن أردتم التبرع للمطور ما يزال لديكم أقل من 9 ساعات حتى إنتهاء الفترة المسموحة لذلك، ويمكنكم التبرع عبر هذا الرابط الرسمي للمطور الآن