تواصل Capcom التألق وإبهار الجميع مع سلسلة ألعاب Resident Evil الخاصة بها، إذ حظينا بألعاب مذهلة مثل Resident Evil Village و Resident Evil 2 Remake، كما حاولت الشركة أيضًا تقديم بعض العناوين التي تركز على اللعب الجماعي إلا أن الحظ لم يحالفها وكانت النتائج متفاوتة.
بدأ دخولها في عالم الألعاب الجماعية مع لعبة Umbrella Corps، والتي اعتُبرت من أسوأ ألعاب عام 2016 من حيث التقييمات، تلتها لعبة Resident Evil: Resistance التي لم تحظى بنجاح جيد، والآن Resident Evil Re:Verse التي ستُغلق مخدماتها قريبًا، مما يعني أن جميع هذه العناوين الجماعية الثلاثة فشلت في تحقيق التوقعات وبدأت تفقد جاذبيتها بسرعة، لكن في الحقيقة كان لدى Capcom لعبة جماعية تعاونية ناجحة للغاية من ناحية الأفكار لكنها صدرت في زمنٍ لم يكن مفهوم اللعب عبر الشبكة أمرًا معتادًا ومنتشرًا فيه وهي Resident Evil Outbreak لجهاز PS2.
كانت Resident Evil Outbreak أول لعبة جماعية في تاريخ سلسلة رعب البقاء، وقد حظيت بتكملة تحمل اسم Resident Evil Outbreak File 2 تضيف المزيد من الخرائط والسيناريوهات، وتعتبر اللعبتان من أكثر عناوين السلسلة التي لم تنَل التقدير الذي تستحقه.
يطالب عشاق السلسلة اليوم كابكوم بإصدار ريميك لألعاب السلسلة الكلاسيكية الخالدة مثل Code: Veronica، لكن Outbreak في الحقيقة تستحق نسخة ريميك أكثر من غيرها، نظرًا لروعة أسلوب اللعب التعاوني الذي تميزته به وكان سابقًا لعصره بحق، كما أنها للوهلة الأولى تبدو شبيهة جدًا بألعاب ريزدنت إيفل الكلاسيكية المحبوبة، إلا أنها قدمت العديد من التغييرات وآليات اللعب المذهلة، لاسيما في التخلي عن نظام التحكم الكلاسيكي المعروف بـ ‘tank controls’، والقدرة على توزيع الذخيرة بين اللاعبين، وكذلك سد الأبواب لمنع الزومبي من الدخول للغرف.
تجدر الإشارة إلى أن خوادم اللعبة الرسمية توقفت منذ أكثر من عقد من الزمن، إلا أنها لا تزال تحتفظ بقاعدة لاعبين نشطة بشكل لا بأس به على مخدماتٍ خاصة على الحاسب الشخصي نظرًا لمتعة اللعب الكبيرة التي ما زالت تقدمها.
منحت لعبة Outbreak الأصلية اللاعبين أسلوبين للعب، الأول من خلال اختيار بدء اللعب مع فريق مكون من شخصيات يتحكم بها الذكاء الاصطناعي إن لم يكن لديه وصولٌ للشبكة للبحث عن لاعبين أخرين للعب الجماعي، والثاني من خلال البحث عن اللاعبين عشوائيًا على الشبكة، علمًا أن قسمًا كبيرًا من أجهزة PS2 لم يكن مجهزًا بمدخل لكابل الانترنت، وكان هناك قطعة خارجية يتم شرائها لدمجها مع الجهاز ليتمكن من الاتصال بالشبكة، إذ لم تكن تقنية الاتصال اللاسلكي أمرًا متواجدًا في الأجهزة في ذلك العصر، باستثناء بعض الحواسب المحمولة، مما زاد من مشكلة عدم توفر اللاعبين في عصر Outbreak.
لكن الزمن قد اختلف كثيرًا الآن، إذ أصبح لاعبو الكونسول يركزون بشكل أكبر على ألعاب الخدمة الحية ويمضون عشرات الساعات اسبوعيًا في منافساتها، لذا يمكن أن يكون الوقت المناسب لإعادة إحياء لعبة ريزدنت إيفل التعاونية الكبيرة قد أصبح مثاليًا، ليختبر اللاعبون مآساة مدينة الراكون من منظور أخر والتعرف على معظم مناطقها التي لم تظهر في الأجزاء الرسمية مثل حديقة الحيوان في مدينة الراكون، أثناء تعاونهم وتكاتفهم معًا للنجاة من هذا الكابوس.
ما الذي يميز Resident Evil Outbreak حقًا
تتميز Resident Evil Outbreak بكونها تجمع بين متعة إدارة المخزون والتعاون مع جميع الناجيين إذ أن معظم الشخصيات لا يمكنها حمل أكثر من أربعة عناصر، لذا يلجئ اللاعبون إلى تبادل الذخيرة أو القطع أو المفاتيح أو غير ذلك بين أفراد الفريق في محاولة للنجاة والهروب معًا دون أن يفقدوا أحدهم، وهذا ما شهدناه في ألعاب Left 4 Dead التي تمتلك شعبية كبيرة للغاية.
علينا أن نذكر واحدة من أبرز ميزات اللعبتين Outbreak File #1 و File #2 وهي الموسيقى التصويرية، التي ساهم في تأليفها Tetsuya Shibata الذي عمل أيضًا على موسيقى ألعاب Devil May Cry 3 و 4، وكذلك Resident Evil 5 المعروفة بمقاطع الموسيقى القوية والبارزة في الصناعة، مما يعني أن موسيقى Outbreak تُعد من الأفضل في السلسلة بلا منازع، وذلك بدءًا من لحن المقدمة الحزين والمؤثر، ووصولًا إلى موسيقى ملحمة المواجهة الأخيرة ضد الزعيم النهائي Thanatos.
إن شاهدت مقطعًا لأسلوب لعب Outbreak ستلاحظ الاختلافات الكبيرة في تصميم المراحل بالمقارنة مع الأجزاء الكلاسيكية للسلسلة المنتشرة في تلك الفترة، حيث أصبح بإمكان اللاعبين الاستكشاف بشكل أوسع وأكثر تعقيدًا مقارنة بالأجزاء السابقة.
يمكن للاعبين إعادة كل مرحلة أو مهمة عدة مرات دون أن يشعروا بالملل
تتوفر العديد من الطرق المختلفة لإتمام المهام، إذ يمكن أن يحصل تغيير جذري في الأحداث اعتمادًا على خيارات اللاعبين، بما في ذلك موت شخصية رئيسية في المهمة أو حتى تغير طريقة الهرب من المكان في النهاية، مما يضيف عنصرًا آخر يُعتبر من أبرز نقاط قوة Outbreak، وهو جذب اللاعبين لإعادة كل تجربة أو مرحلة أو مهمة عدة مرات، مما يطيل من عمر اللعبة ويمنح اللاعبين تجربة متجددة مثيرة.
وهذا ما شهدنا شيئًا شبيهًا به بعض الشيء مع Left 4 Dead، كما تقدم لعبتا Outbreak مجموعة متنوعة من السيناريوهات والمهام للاختيار بينها، لكن الاختلاف بين السلسلتين هو أن Left 4 Dead تعتمد على العشوائية لتجديد التجربة في كل مرة، بينما تتميز Outbreak بتقديم محتوى غني ومتشعب داخل كل سيناريو.
تجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من المهام الجانبية الاختيارية التي تمنح مكافآت إضافية في اللعبة، ومسارات مختلفة للنهاية، بالإضافة إلى قرارات مصيرية مثل استخدام ضوء النهار “Daylight” في سيناريو Decisions, Decisions، إذ أن كل سيناريو يتضمن قائمة إنجازات، مما يغري اللاعبين للسعي لإكمالها بنسبة 100%، خاصة وأن بعض السيناريوهات ممتعة جدًا لإعادة اللعب.
وهناك نقطة أخرى هامة وهي القدرة على اللعب بشخصيات مختلفة مما يُضيف تنوعًا وتجددًا مرحبًا به في أسلوب اللعب، كما من المفيد أحيانًا اختيار شخصيات معينة في سيناريوهات محددة، مثل شخصية “Yoko” في مهمة Below Freezing Point نظرًا لكونها موظفة سابقة في شركة Umbrella، ما يمنحها بعض الميزات في المهمة بالمقارنة مع باقي الشخصيات.
كما تتضمن اللعبة عددًا كبيرًا من العناصر القابلة للفتح، بما في ذلك أزياء سرية لشخصيات قابلة للعب، كما كان هناك القدرة على فتح شخصيات سرية عن طريق كلمات الغش مثل شخصية Hunk المثيرة للاهتمام لكونها أحد أكثر الشخصيات تميزًا وغموضًا في تاريخ سلسلة Resident Evil بأكملها.
تقدم لعبة Outbreak File #2 مجموعة سيناريوهات تحديات إضافية كمحتوى مكافأة بعد إنهاء المهام للمرة الأولى، وهي Elimination بثلاث مستويات، و Showdown بثلاث مستويات أيضًا، وتُعد هذه السيناريوهات تحديًا حقيقيًا، خصوصًا في ما تقدمه Showdown من مواجهات زعماء متتالية، والتي تشتهر بصعوبتها الشديدة، ولهذا السبب تعتبر Outbreak File #2 من أصعب ألعاب Resident Evil لتحقيق نسبة إنجاز 100%.
ومع ذلك، فإن هذه التحديات الإضافية ممتعة للغاية وتضيف جرعة جديدة من المحتوى الغني للعبة، التي تُعد أصلًا واحدة من أكثر عناوين السلسلة تنوعًا من حيث المحتوى، لذا إن كانت Capcom تعاني في الزمن الحالي لإصدار لعبة جماعية تضمن النجاح، فإن الحل موجود بالفعل وهو قيامها بالعمل على ريميك لألعاب Outbreak، وربما إضافة المزيد من الشخصيات والمهام الجديدة التي تعرفنا أكثر على مآساة مدينة الراكون و ما عانته السلطات والشرطة في مقاومة تفشي فيروس تي منذ البداية