صدرت لعبة المغامرة الشيقة Indiana Jones and the Great Circle قبل عدة أيام، وقد نالت إشادة واسعة سواء من النقاد أو اللاعبين على حد سواء، ولكن هناك شيء واحد أزعج كثيرًا، بل أثار غضب فئة معتبرة من لاعبي الحاسب الشخصي، وهي متطلبات تشغيلها.
حين تم الإعلان عن متطلبات التشغيل العالية للعبة Indiana Jones and the Great Circle، التي تم الكشف عنها قبل صدور اللعبة بأيام قليلة، أثارت حينها موجة من الغضب بين اللاعبين بسبب المتطلبات العالية للعبة، حيث اعتقد عدد كبير من أصحاب أجهزة الحاسب من الفئة المتوسطة نسبيًا والضعيفة، أنهم الأقل سيكونون قادرين على تشغيلها أقل جودة ممكنة، لأن محرك اللعبة id Tech 7 يعتبر أقل قوةً لو تمت مقارنته مع قدرات Unreal Engine 5.
صدمة أصحاب البطاقات القديمة نسبيًا
لكن غضب واستياء اللاعبين ازداد بشكل جنوني وأصحاب شريحة كبيرة منهم بعد صدور اللعبة، والصدمة حين لم يتمكن هؤلاء اللاعبين من تشغيل Indiana Jones and the Great Circle، خاصةً أولئك الذين يمتلكون بطاقات رسومية من فئة GTX من NVIDIA أو بعض بطاقات AMD القديمة نسبيًا رغم قوة المعالج المركزي والذاكرة العشوائية، وذلك لأن المتطلبات التي تعتبر مرتفعة بشكل ملحوظ، تقصي فعليًا عددًا كبيرًا من اللاعبين الذين لا يمتلكون أحدث البطاقات الرسومية من فئة RTX، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان هذا التوجه مدفوعًا باعتبارات تجارية بحتة.
متطلبات تشغيل مُبالغ فيها
تتطلب لعبة Indiana Jones and the Great Circle وفقًا للمعلومات الرسمية، مواصفات تقنية عالية نسبيًا حتى لتشغيلها على إعدادات منخفضة، فمثلًا، يُعتبر وجود بطاقة رسومية مثل RTX 2060 Super أو RX 6600 كحد أدنى لتشغيل اللعبة، وهو ما يعني أن العديد من بطاقات GTX الشائعة، مثل GTX 1060 و GTX 1080، أصبحت خارج نطاق الدعم. أما لتجربة اللعبة بإعدادات أعلى مع تفعيل تقنية تتبع الأشعة، فإن الأمر يتطلب بطاقات من فئة RTX 30 أو RTX 40 أو ما يعادلها من AMD، ما يُعتبر قفزة كبيرة في متطلبات الأجهزة.
ومن الأخطاء التي تظهر للاعبين عن محاولة تشغيل اللعبة عبر بطاقة GTX 1080 Ti على سبيل المثال، هي كالتالي..
Missing Vulkan device extension(s), please update your graphics driver or GPU:
- VK_KHR_deferred_host_operations
- VK_KHR_pipeline_library
- VK_KHR_ ray_tracing_pipeline
- VK_KHR_acceleration_structure
- VK_ KHR_ray_query
هذا الخطأ يعني أن بطاقة الرسوميات (GPU) وبرنامج تشغيلها (driver) لا يدعمان بعض امتدادات Vulkan المطلوبة لتشغيل اللعبة أو التطبيق، وبالطبع Vulkan هي واجهة برمجة تطبيقات رسومية منخفضة المستوى، ومثل أي واجهة برمجة تطبيقات، تعتمد على “امتدادات” لإضافة وظائف جديدة، وهنا اللعبة تتطلب امتدادات معينة متعلقة بتتبع الأشعة (ray tracing) وبعض المتطلبات الأخرى المفقودة.
دعم تتبع الأشعة: ميزة أم عبء؟
تُعد تقنية تتبع الأشعة من التقنيات الرسومية الحديثة التي تحسن بشكل كبير من واقعية الإضاءة والانعكاسات في الألعاب، ومع ذلك، تتطلب هذه التقنية قوة معالجة رسومية كبيرة وتقنيات جديدة يعتقد أنها تجارية أكثر من كونها قفة نوعية، ما يجعلها حكرًا على البطاقات الرسومية الحديثة نسبيًا، ودعم Indiana Jones and the Great Circle لهذه التقنية، مع متطلبات التشغيل العالية الأخرى، يُجبر اللاعبين فعليًا على امتلاك بطاقة RTX للاستمتاع بتجربة اللعبة الكاملة، ما يُثير تساؤلات حول مدى ضرورة هذا الدعم في هذه المرحلة.
غضب اللاعبين وتخوفاتهم
عبّر العديد من اللاعبين على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر منتديات اللعبة في Reddit عن غضبهم واستيائهم من هذه المتطلبات العالية على منصات التواصل الاجتماعي والمنتديات المتخصصة، والجميع ما يزال يبحث عن حل لهذه المشكلة، ويشعر الكثيرون بأنهم مُجبرون على شراء بطاقات رسومية جديدة من فئة RTX للاستمتاع باللعبة، وهو ما يُعتبر مكلفًا للغاية بالنسبة للكثيرين، كما يرى البعض أن هذا التوجه يُقصي شريحة كبيرة من اللاعبين الذين لا يمتلكون أحدث الأجهزة، ما يُقلل من قاعدة جمهور اللعبة المحتملة.
أصحاب البطاقات القديمة نسبيًا لم يفقدوا الأمل
يظل بصيص أمل خافت لأصحاب بطاقات GTX و AMD القديمة نسبيًا في إمكانية تشغيل اللعبة، وإن كان ذلك عبر طرق غير رسمية، ويتمثل هذا الأمل كما جرت العادة في مجتمع “المودرز” (modders) أو معدلي الألعاب، الذين لطالما أثبتوا قدرتهم على إحداث تغييرات جذرية في الألعاب، بما في ذلك تحسين الأداء وتخفيض متطلبات التشغيل.
من المتوقع، وإن كان الأمر ليس مؤكدًا، أن يبدأ المودرز العمل على تعديلات تحسن أداء اللعبة على الأجهزة الضعيفة نسبيًا، وقد تشمل هذه التعديلات تقليل جودة الرسوميات، أو تعطيل بعض المؤثرات البصرية المُكلفة مثل Ray-Tracing أو حتى إعادة هيكلة بعض جوانب اللعبة التقنية، لكن من المهم الإشارة إلى أن هذا الأمر ليس مضمونًا، وأن احتمالية نجاح هذه التعديلات تعتمد على العديد من العوامل
بالنسبة مستخدمي نظام لينكس مع بطاقات رسومية من AMD، يظهر بصيص أمل آخر في إمكانية تجربة تتبع الأشعة، وذلك عبر استخدام برنامج التشغيل مفتوح المصدر RADV، حيث تشير بعض المصادر إلى أن RADV يُمكن أن يُقدم أداءً جيدًا في محاكاة تتبع الأشعة في بعض الحالات، مما يفتح الباب أمام تجربة هذه التقنية حتى على الأجهزة التي لا تدعمها رسميًا.
وكحل بديل، يُقترح إعداد قرص تخزين SSD خارجي وتثبيت نظام Arch Linux عليه، وذلك لتجربة هذه الإمكانية بشكل مُنفصل دون التأثير على نظام التشغيل الرئيسي، قد يكون هذا الخيار مُجديًا لأولئك الذين يرغبون في اختبار أداء تتبع الأشعة على أجهزتهم بنظام لينكس، مع الأخذ في الاعتبار أن النتائج قد تختلف تبعًا لتكوين الجهاز وإعداداته.
هل هو توجه تجاري؟
يثير هذا الوضع تساؤلات حول ما إذا كان هذا التوجه مدفوعًا باعتبارات تجارية بحتة، حيث يُشجع اللاعبين على شراء أحدث البطاقات الرسومية للاستمتاع بأحدث الألعاب. يرى البعض أن هذا التوجه يُهمل شريحة كبيرة من اللاعبين الذين ما زالوا يمتلكون بطاقات من فئة GTX وهي فئة تمثل شريحة كبيرة من لاعبي منصة الحاسب الشخصي، التي تُعتبر قوية بما يكفي لتشغيل العديد من الألعاب الحديثة، ولا ننسى ظهور شعار Nvidia في بداية تشغيل اللعبة، والذي يعطي مؤشرًا على التوجه التجاري على حساب جيوب اللاعبين شكل مالغ فيه.