ها نحن أمام النسخة المحسنة من الجزء الثاني المحبوب الذي سيأتينا بعنوان Onimusha 2: Samurai’s Destiny Remaster. فبينما تحمل هذه العودة في طياتها ذكريات الماضي ووعود التحديث البصري والعديد من التحسينات، فإن الانطباعات الأولية لدينا تشير إلى أن Capcom اختارت طريقًا أقل طموحًا مما توقعه البعض.
بعد عدة ساعات من اللعب، يمكننا القول أنه بلا أدنى شك بأننا نستقبل بحماس الحفاظ على جوهر التجربة الأصلية التي يعتز بها اللاعبون القدامى من الجيل الذهبي، لكن محدودية التغييرات الجذرية هنا تثير بعض التساؤلات حول مدى جاذبية هذا الريماستر للاعبين الجدد أو حتى للاعبين القدامى الذين يتطلعون إلى أكثر من مجرد ترقية بصرية طفيفة، حتى وإن تم دعمها باللغة العربية.
فالتركيز هنا فقط على تقديم رسومات أفضل قليلًا من حيث الدقة وإضافة بعض تقنيات الإضاءة وتحسين الخلفيات، مع امتلاك عناصر تحكم أكثر عصرية وحداثة، يمثل بلا شك نقطة إيجابية تسهل الانغماس في اللعبة، ولكن في المقابل، فإن الإبقاء على نظام الكاميرا الثابتة الذي كان يمثل تحديًا في وقته، قد يُنظر إليه اليوم على أنه عائق أمام تجربة لعب سلسة وحديثة.
وكذلك فإن أحد الجوانب الفريدة والمميزة في هذه اللعبة يكمن في نظام العلاقات المتشعب مع الشخصيات غير القابلة للعب التي ترافق Jubei في رحلته، فبدلاً من مجرد مرافقين آليين، يتمتع كل من Ekei و Magoichi و Kotaro و Oyu بشخصيات واضحة وتفضيلات خاصة.
وهنا يتيح للاعب استكشاف هذه الشخصيات من خلال تقديم الهدايا التي تتناسب مع أذواقهم، وهذا ايضا يؤدي إلى تعميق الروابط وتغيير ديناميكية التفاعل، ولا يقتصر هذا النظام على مجرد تبادل سطحي للعناصر، بل يؤثر بشكل مباشر على مسار القصة والأحداث التي يشهدها اللاعب، ولكن الابقاء على نظام الهدايا وتفرعات القصة دون تغيير يثير تساؤلات حول ما إذا كان هذا النظام الذي قد يكون عفا عليه الزمن سيصمد أمام معايير ألعاب اليوم.
في الختام، يبدو أن Onimusha 2: Samurai’s Destiny Remaster تقف على مفترق طرق، فبينما يمكن أن تنجح هذه النسخة في استحضار القليل من ذكريات اليل الذهبي وتقديم تجربة بصرية محسنة، فإنها قد تفشل في تقديم التحديثات الجوهرية التي يمكن أن تجذب جمهورًا أوسع أو حتى إرضاء أولئك الذين كانوا يأملون في إعادة تصور أكثر طموحًا لهذه الكلاسيكية.
وعلى الرغم من الترقب الكبير لعودة سلسلة أونيموشا مرة أخرى، والتي ستأتينا بقوة من خلال Onimusha: Way of the Sword، يبدو أن كابكوم اختارت أن تقف على مفترق طرق بشكل حذر وربما أكثر مما هو مطلوب، ولكن ويبقى أن نرى ما إذا كان هذا النهج المحافظ سيكفي لإعادة إحياء السلسلة بنجاح في عصر أصبحت متطلبات اللاعبين أكثر من أي وقت مضى، وخاصة اللاعبين الجدد.