لو كنت لاعبًا عربيًا في 2025، فأنت تعرف شعور الإحباط. فمثلاً عند صدور لعبة جديدة، لكن تفتقر إلى دعم اللغة العربية وإن تم دعمها فقد تكون ترجمتها مليئة بالأخطاء أو السيرفرات بعيدة جدًا. أو قد يكون شراء اللعبة رحلة معقدة.
هذه التحديات اليومية تجعل تجربة اللاعبين العرب أقل متعة، وغالبًا ما تتجاهلها الشركات الكبرى. في هذا المقال، سنشارك معكم وجهة نظرنا كموقع إعلامي عربي ومن خلال إطلاعنا على تجارب الكثير من اللاعبين العرب لكشف العقبات الأساسية التي تواجههم بشكل شبه يومي.
الترجمات والدبلجة: تجربة نصف مكتملة
لا ننكر أن هناك عدد من الشركات التي بدأت بدعم اللغة العربية بشكل شبه كامل في عناوينها على رأسها شركة سوني واستوديوهات بلايستيشن. كذلك شركة يوبي سوفت التي تدعم هي الاخرى اللغة العربية في عدد كبير من مشاريعها المختلفة.
لكن في المقابل، ما زال هناك عدد كبير من الشركات التي لا تضع بال للمجتمع العربي رغم أن الاقبال على ألعابها كبير على رأسها شركة روكستار التي تتمتع عناوينها الرئيسية بشهرة وانتشار واسع في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. روكستار بجانب عدد كبير من الشركات الناشرة الاخرى ما زالت تضع اللاعب العربي في ذيل قائمة اهتمامها ان لم يكن فيها ابداً.
في الوسط، هناك بعض الشركات التي تغامر بطريقة غير احترافية لدعم ترجمات عربية في العابها لكن غالبًا ما تكون غير دقيقة ومليئة بالأخطاء أو الجمل المفككة. أحيانًا النصوص لا تعكس روح اللعبة بالشكل التي تسمع للاعب بالاندماج في أجواء القصة. نحن لا نعيب على هذه الشركات التي تسعى جاهدة لارضاءنا (مقابلة: كيف يتم تعريب الالعاب)، لكن نتمنى أن يتم توظيف مختصين محترفين من أجل ترجمة النصوص والحوارات وتقديم تجربة متكاملة للاعب العربي.
سوق ألعاب الفيديو في الوطن العربي شهد توسع كبير وأصبح الألعاب أحد وسائل الترفيه الأولى في المنطقة سواء على أجهزة الحاسب أو الأجهزة المنزلية. ونتمنى أن يشكل هذا التوسع دافع قوى للشركات الناشرة بدعم اللاعب العربي من خلال المحتوى المخصص واللغة العربية المتقنة.
من وجهة نظرنا نرى أن الترجمة العربية ليست رفاهية، بل اصبحت ضرورة الان. اللاعب العربي يريد أن يعيش القصة كما يفعل اللاعب الغربي ونحن متأكدين أن هذا سيشجع اقبال الجمهور على شراء هذه الألعاب المدعومة في المنطقة وسينعكس ذلك على ارادات الناشر بشكل مباشر.
السيرفرات: العدل بين اللاعبين مفقود
بعد اللغة العربية، هذه هي المعضلة الثانية التي تواجه اللاعبين العرب. تخيل أنك تلعب لعبة أونلاين تنافسية لكنك تخسر بسبب تأخير الاستجابة (ping). هذا لأن معظم السيرفرات التي تعتمد عليها الشركات تقع في أوروبا أو أمريكا، ما يسبب تأخير كبير في اللعب الجماعي. وهذا في النهاية ينعكس بشكل سلبي على تجربة اللاعب العربي الذي سشعر غالبًا بأنه خارج المعادلة.
من وجهة نظرنا كلاعبين عرب قبل أن نكون جهة اعلامية متخصصة في هذا المجال نعتقد في هذه المرحلة وفي عام 2025 أن وجود سيرفرات إقليمية هو حق للاعب العربي. رغم أن بعض الألعاب مثل Fortnite و Call of Duty بدأت توفر سيرفرات في الإمارات لكنها استثناء وهناك الكثير من الألعاب الاخرى التي تمتلك جمهور ضخم الا أنها لا توفر سيرفرات محلية رغم أننا اصبحنا الأن في عام 2025.
طرق الدفع: عقبة غير متوقعة
العقبة المزعجة الثالث وهي شراء الألعاب الرقمية في الدول العربية فهي ليس دائمًا سهلة. رغم توفير عدة وسائل دفع ودمج الخدمات المصرفية المحلية في بعض المتاجر الرقمية مثل متجر بلايستيشن، الا أن قلة انتشار البطاقات الائتمانية وحظر بعض طرق الدفع المحلية السريعة والحلول البديلة مثل بطاقات مسبقة الدفع ما زالت غير شائعة في كثير من المتاجر الرقمية العالمية.
نتمنى أن تقوم هذه المنصات والمتاجر بتوفير طرق دفع محلية مثل الدفع عبر فواتير الجوال والمحافظ الإلكترونية لتسهيل الوصول للسوق العربي وتشجيع شرعنة الألعاب التي بدأت تجد طريقها في المنطقة بشكل واسع وسريع.
ماذا يريد اللاعب العربي؟
بالمختصر المفيد، ما زالت هناك 3 عقبات تقف في طريق اللاعب العربي والتي تؤثر بشكل كبير ومباشر على تجربته:
- ترجمات ودبلجة دقيقة واحترافية
- سيرفرات إقليمية تضمن لعب سلس وعادل
- طرق دفع محلية سهلة ومريحة
في النهاية ورغم التهسلات والتي بدأت تظهر في السنوات الأخيرة، ما زالت تجربة اللاعب العربي في 2025 مليئة بالتحديات. ومع تزايد عدد اللاعبين وتوسع السوق المحلي، نعتقد أنه حان الوقت للشركات الناشرة الكبيرى لتضعنا على الخريطة بشكل جدي. كل لاعب عربي يريد أن يشعر أن صوته مسموع، وأن لعبته تجربة حقيقية تستحق التقدير.