في ظل النمو الهائل الذي حققته منصة الألعاب الشهيرة “روبلوكس”، والذي تجاوزت فيه مبيعاتها 3.5 مليارات دولار مع أكثر من 68 مليون مستخدم نشط يوميًا، تطفو على السطح مخاوف جدية بشأن استغلال Roblox من قبل مجرمين يستهدفون الأطفال.
تكشف تقارير وتحقيقات عن تحول لعبة Roblox التي تجذب بشكل أساسي الأطفال دون سن الثالثة عشرة، إلى بيئة خصبة للمعتدين الذين يستغلون سياسات المنصة وأسلوب اللعب للتواصل مع الضحايا واستغلالهم، وقد تم توثيق حالات مروعة تشمل استدراج أطفال لتبادل صور مخلة مقابل عملة روبكس الرقمية داخل اللعبة، وصولًا إلى حوادث اعتداء جنسي واقعي بعد التعارف عبر المنصة.
تتسع دائرة الخطر مع قصص مثل دكتور روفاتنيك، وهو مطور ألعاب شهير داخل روبلوكس، تبين أنه متورط في خطف واعتداء على طفلة، مستغلًا شخصيته الافتراضية الجذابة لبناء الثقة مع الأطفال، وتبرز قضية جاوون شيدلتسكي، وهي شخصية وهمية أخرى تم إنشاؤها لاستدراج الأطفال عبر بناء هوية رقمية مرحة وسخية قبل توجيههم إلى منصات خارجية أقل رقابة مثل ديسكورد لاستغلالهم، ووصل الأمر الى اعتقال مشبته بهم في مثل هذه القضايا داخل الولايات المتحدة فقط!
على الرغم من ادعاءات إدارة Roblox بجهودها لحماية الأطفال، تشير تقارير إلى قصور كبير في آليات المراقبة والاستجابة للبلاغات، فقد كشف موظفون سابقون عن نقص حاد في عدد المشرفين وعدم تبني الشركة لتقنيات الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن حالات الاعتداء، وقد دفع هذا القصور بعض محبي اللعبة إلى إنشاء مجموعات تطوعية لرصد المعتدين والإبلاغ عنهم.
في ظل هذه المخاوف المتزايدة، يرى خبراء أن الدعوات لحظر اللعبة قد لا تكون مجدية نظرًا لشعبيتها الواسعة، ويؤكدون على أهمية دور الأهل في مراقبة أنشطة أطفالهم داخل المنصة وفهم المخاطر المحتملة، مشددين على أن الوقاية تظل الحل الأمثل لحماية الأطفال من براثن هؤلاء المجرمين في هذا العالم الرقمي الواسع.
تابعنا على