دخلت مايكروسوفت سوق ألعاب الفيديو قفزةً واحدةً من خلال إنتاج أول جهاز ألعاب منزلي خاص بها تحت اسم Xbox. هذه المنصة التي دخلت خضم المنافسة الكبرى التي كانت تجري بين العديد من المنصات المنزلية الأخرى مثل بلايستيشن من سوني وجيم كيوب من نينتندو ودريم كاست من سيجا.
في نهاية المطاف استقر الأمر على 3 شركات استمرت في هذه المعركة وهي سوني ومايكروسوفت ونينتندو، الا ان الاخيرة ارادات ان تخرج من المنافسة المباشرة من خلال التركيز على جمهور مختلف واستغلال قوة عناوينها الكلاسيكية للحفاظ على ولاء الجمهور من خلال منصة متواضعة القوة.
هذا يعني ان معركة الأجهزة المنزلية اصبحت تنحصر بين منصتين هما بلايستيشن من سوني و اكس بوكس من مايكروسوفت. لكن يبدو ان الاخيرة سوف تبحث عن طريق اخر مختلف هي الاخرى من اجل الاستمرار في سوق العاب الفيديو.
مايكروسوفت كثفت في الاونة الاخيرة عمليات الاستحواذ على شركات تطوير العاب الفيديو مقابل عقد صفقات ضخمة. توسيع ترسنتها من الاستديوهات والشركات المختصة في تطوير الالعاب ذات الميزانيات الكبيرة والمتوسطة وحتى الصغيرة هذا لم يأتي من اجل تدعيم منصات اكس بوكس فقد، بل لهدف اخر وهو التحول لتصبح شركة طرف ثالث.
مايكروسوفت شركة تطوير ألعاب طرف ثالث!
تكلفة تطوير ألعاب الفيديو أصبحت كبيرة في المقابل النمو في القاعدة الجماهيرية للمنصات المنزلية اصبح صغير جدا. وهنا اصبح لكل منصة جمهورها الشبه ثابت حيث تمتلك مايكروسوفت الجمهور الاقل والذي لا يفي لتحقيق المبيعات المطلوبة من اجل تغطية تكلفة انتاج العاب الطرف الاول.
تبقى كل من سوني ونينتندو اللتان تحتفظان بالقاعدة الجماهيرية الكبيرة والتي يمكنها تغطية تكلفة انتاج العاب الطرف الاول لكل منهما. وهناك في الجهة المقابلة يوجد جمهورين كبيرين تريد هذه الشركات الاستفادة منه والوصول اليه وهو جمهور الحاسب الشخصي والهواتف الذكية الذي يتفوق على جمهور سوني ونينتندو ومايكروسوفت مجتمعة.
رغم ان مايكروسوفت تستفيد بعض الشيء من جمهور الحاسب الشخصي، لكن يبدو ان اطماعها لن تنحصر عند هذا الحد. اقصد انها تستمر في اصدار العاب الطرف الاول على منصة الحاسب الشخصي من اليوم الاول لاصدارها على منصات اكس بوكس ولكن اعينها ايضا على جمهور سوني ونينتندو الكبير.
هذا الجمهور الكبير يمكن ان يحقق لمايكروسوفت الكثير من العوائد من خلال اصدار العاب استديوهاتها على جميع المنصات دون استثناء. وهذا يمكن ان يتم من خلال الاستحواذ على شركات تمتلك عناوين اساسية في الاسواق مثل اكتيفجن وبثيسدا وKing وغيرها. وهذا ما تم بالفعل وليتبقى الجزء الثاني من الخطة وهو اصدار عناوينها على جميع هذه المنصات والاستفادة من مليارات اللاعبين حول العالم.
منصة ألعاب أم المزيد من خدمات الألعاب؟
من الناحية الاخرى ومع توسيع نشر العاب الطرف الاول على جميع المنصات، تسعى مايكروسوفت للدفع بخدمتها الشهرية Xbox Game Pass بشكل متدرج لتصل الى عدد اكبر من المستخدمين حول العالم. الخدمة متاحة على منصات اكس بوكس وكذلك الحاسب الشخصي، لكن لا نستبعد ان نراها في يوم من الايام تصل الى اجهزة بلايستيشن ونينتندو.
هذا التوجه من مايكروسوفت قد يكون ذكي وذو حدين، الاول التحول لتصبح شركة تطوير العاب طرف ثالث تعتمد عليها شركات ذات جماهير كبيرة مثل سوني ونينتندو بالاضافة الى جمهور الحاسب والهواتف الذكية. والاخر السيطرة على سوق الالعاب السحابية وتقديم خدمة شهرية مثل خدمة Game Pass التي يعتقد الكثير من خبراء الصناعة انها مستقبل الالعاب كما هو الحال مع خدمة نيتفليكس.
مايكروسوفت على مفترق طرق
حتى الآن ما زالت مايكروسوفت متمسكة بمنصة اكس بوكس التي تستمر في دعمها، ولكن من خلال مراقبة نهجها في التسويق لمنتجاتها فهي تركز على الخدمة الشهرية والعاب الطرف الاول من استديوهاتها بشكل أكبر، الأمر الذي قد ينتهي بخروجها من سوق العاب الفيديو التركيز على انتاج ونشر ألعاب الفيديو كطرف ثالث.
في الختام، يكمننا أن القول أنه تنتظرنا أيام حاسمة في صناعة ألعاب الفيديو، حيث تتواتر الشائعات عن حدث Xbox Games Showcase المرتقب، والذي قد يُكشف فيه عن خطط مايكروسوفت المستقبلية، وستلعب حصريات إكس بوكس التي صدرت على PS5 دورًا هامًا في تحديد مستقبل هذه المنصة، حيث ستُظهر مدى قدرة مايكروسوفت على جذب اللاعبين وجذبهم إلى نظامها البيئي. مع تزايد التنافس بين شركات الألعاب، ستكون الأيام القادمة مليئة بالمفاجآت والتحولات.