رغم التسريبات التي سبقت حدث State of Play حول Days Gone Remastered الا ان الكشف عنها بشكل رسمي خلال الحدث كان مفاجأة رائعة، وربما هذه المفاجأة لا تتعلق باللعبة ذاتها كما هي متعلقة بأمال عودتها بجزء جديد.
خاضت سوني خلال السنوات الأخيرة مغامرة فاشلة بعد الغاء العديد من العناوين القصصية ودفع استوديهاتها في اتجاه العاب الخدمة الحية. ومن ضحايا هذا التوجه المثير للجدل كانت لعبة Days Gone 2 التي كانت جاهزة للدخول في مرحلة التطوير والإنتاج الا ان سوني لم تعطي استوديو Bend الضوء الأخضر ورفضت المشروع بالكامل وغيرت التوجه.
لا نريد الغوص في المواجهة التي نشبت بين مخرج اللعبة جون غارفين وبلاي ستيشن والذي أدى في النهاية لخروج غارفين من استوديو Bend. لكن، يبدو ان سوني وبعد الغاء العديد من مشاريع الخدمة الحية التي تتضمن مشروع لعبة كان يعمل عليها استوديو Bend نفسه، تريد العودة الى المسار الصحيح بالتركيز على العناوين القصصية الفردية.
سوني قامت بعمل تغييرات كبيرة في قيادة قسم الترفيه وتم تحريك الكثير من المناصب البارزة بعد موجة الالغاءات الأخيرة. ويبدو ان إعادة اصدار لعبة Days Gone بنسخة محسنة Remastered هي إشارة حسن نية الى العودة الى المسار الصحيح.
وفي حال ارادت سوني ان تظهر حسن نيتها بشكل كبير للجمهور الذي شعر بخيبة امل كبيرة خلال السنوات الأخيرة، فربما يجب عليها ان تعطي استوديو Bend الضوء الأخضر الان من اجل العمل على Days Gone 2. وربما إعادة غارفين الى الفريق ليتولى اخراج الجزء الثاني ستكون خطوة جيدة وتضمن تقديم المزيد من الأفكار الإبداعية التي كان يجهزها هو وفريقة قبل صدهم من سوني.
قدمت لعبة Days Gone تجربة لعبة مثيرة تركز اكثر على عنصر المغامرة في عالم محفوف بالمخاطر التي تضعك على حافة الهاوية. الجنون يبدأ عندما ترى جحافل الزومبي التي تندفع كأمواج البحر لا هدف لها سوى الوصول اليك والتهامك.
لا ننكر ان اللعبة افتقدت عنصر التنوع في عالمها، لكن تم تقديم الفكرة الأساسية التي كانت تتمحور حول المواجهة مع الزومبي ووضع الكمائن والافخاخ من اجل القضاء على اكبر عدد منها بشكل جيد، ولا ننكر انها كانت تجربة ممتعة.
ربما لو سمحت سوني للإستوديو بالعمل على Days Gone 2 فكنا سنرى الفريق يعالج كل المشاكل التي واجهها في الجزء الأول وهذا امر بديهي ويحدث مع الكثير من العناوين السابقة التي حققت نجاح اكبر في اجزائها التالية.
يمكن تخيل عالم اكثر حيوية وتفاعلاً، حيث لا تكون البيئة مجرد خلفية، بل شريك ديناميكي في القصة. قد تتحول الفصول الأربعة إلى عنصر مؤثر، فشتاء قارس يعيق الحركة ويجبر اللاعب على البحث عن ملاجئ مؤقتة، بينما يزيد الربيع من نشاط الكائنات المفترسة والقطعان الجائعة.
لا ننسى وسيلة ديكون الرئيسية للتنقل، حيث يمكن للدراجة ان تتحول الى قاعدة متحركة مثلاً، مع إمكانية إضافة وحدات تخزين او حتى أسلحة مثبتة عليها، مما يسمح بمواجهات اكثر تنوع واثارة.
كذلك بالنسبة لقطعان الزومبي التي يمكن ان تتطور سلوكيات وتصبح اكثر ذكاء، من خلال استخدامها ممرات سرية او هجمات منسقة لمحاصرة ديكون. بينما يمكن ان تظهر كائنات متحورة جديدة اكثر ذكاء تتحدى استراتيجيات البقاء التقليدية.
ماذا عن الليل الذي كان عنصر مهم في تغيير أسلوب اللعب، وقد يصبح مملكة للخطر الحقيقي، حيث تكتسب الكائنات حدة وحساسية اكبر للصوت والحركة، مما يدفع اللاعب لاعتماد التخفي بشكل كلي، بينما يمكن خلال النهار ان تصبح اقل حدة وخطر بينما تتاح للاعب فرص اكبر لإصلاح المعدات واستكشاف عالم اللعبة بحرية اكبر.
يمكن لفريق التطوير في استوديو Bend جعل المناخ في لعبة Days Gone 2 اكثر ديناميكية وتأثير على نظام اللعب. فمثلاً، يمكن للعواصف المفاجئة ان تعيد تشكيل البيئة، كانهيارات أرضية تغلق الطرق والمسارات او فيضانات تخلق ممرات مائية جديدة.
هناك أيضا أفكار إبداعية أخرى ممكن ان تطال عناصر عالم اللعبة الأخرى مثل، الحيوانات البرية التي يمكن ان تكون كخصوم او حتى حلفاء، كالذئاب الجائعة المصابة بالفيروس والتي تهاجم القطعان او حتى الطيور تنذر بوجود خطر قريب. او تخيل ان تساعد ذئب او كلب خلال استكشافك لعالم اللعبة، ليتحول ويصبح حلبف مخلص لك يساعدك في القضاء على جحافل الزومبي او حتى تنفيذ مهمات من خلال الوصول الى أماكن لا يمكنك انت الوصول اليها.
يمكن للعبة Days Gone 2 ان تتناول أيضا العلاقات مع المجتمعات المتبقية، حيث تصبح الخيارات الأخلاقية للاعب محورية في تشكيل التحالفات والعداوات. تخيل إنقاذ مجموعة من الناجين يؤدي لاحقًا إلى مساعدتهم للاعب في معركة مصيرية، بينما إهمال طلب مساعدة قد يثير غضب جماعة مسلحة تطارده عبر الخريطة.
أيضا يمكن استغلال هذه الفكرة في جوانب أخرى أوسع مثل ان تسمح اللعبة ببناء مجمعات او مخابئ، حيث يصمم اللاعب دفاعات ويجمع الناجين لإدارة الموارد فيها، مما يخلق توازن بين المغامرة والمسؤولية الجماعية. يمكن أيضا دمج عناصر من الغموض العلمي، كاكتشاف مختبرات سرية تكشف عن أصول الوباء، او مواجهة كائنات مهجنة تجمع بين السمات البشرية والحيوانية، مما يضيف طبقات جديدة من العمق السردي والتحدي التكتيكي.
كل هذه العناصر، اذا نسجت بحرفية، ستجعل العالم اكثر ديناميكية ويشعر اللاعب بالاستمرارية مع عنصر المفاجأة، مما يثري رحلة اللاعب ويجعل كل قرار يتخذه اللاعب، امر مهم مؤثر في مسيرة بطل اللعبة ومجريات الاحداث.
يمكن الحديث عن الكثير من الأفكار التي يمكن لفريق التطوير في استوديو Bend استغلالها وتوسيعها في لعبة Days Gone 2 ونحن متشوقون لنرى كيف يمكن ان تتوسع فكرة إعادة اصدار اللعبة الأولى بنسخة محسنة لتمتد لجزء ثاني.