في هذا الجيل، قامت أغلب شركات الألعاب برفع أسعار ألعابها من 60 دولار أمريكي إلى 70 دولار، وفي بعض المتاجر وصل السعر إلى 80 دولار. لكن هذه ليست سوى البداية فقط، لأننا مقبلين على زيادة في رفع الأسعار خلال العقد القادم.
في الاختراق الذي تعرض له فريق Insomniac Games وأسفر عن تسريب العديد من خطط الأستوديو، حصلنا على بعض الملفات أيضًا تحوي اجتماعات داخلية لشركة سوني وأحدها كان يتحدث عن رفع سعر الألعاب الخاصة بالشركة من 80-100 دولار أمريكي خلال فترة الخمس سنوات المقبلة. للمزيد من التفاصيل هنا.
هذه الأخبار جعلت مجتمع اللاعبين في حالة غضب شديد، ولكنها في الحقيقة واقع سنضطر للتعايش معه لعدة أسباب سنقوم بذكرها أدناه.
الأسباب التي قد تجعل الشركات ترفع من أسعار الألعاب في المستقبل
هناك أسباب كثيرة وعديدة تدافع عن الشركات في رفع أسعار الألعاب بشكل عام. يعود معظمها إلى الوضع الاقتصادي العالمي الذي يزيد سوءًا كلما تقدمنا في السنوات وغيرها من الأسباب منها:
1-تكاليف تطوير الألعاب المرتفعة
في تسريبات فريق Insomniac Games، تبين أن لعبة Marvel’s Spider-Man الثانية التي صدرت هذا العام كمثال كلف تطويرها قرابة 315 مليون دولار. بينما تبلغ تكلفة تطوير Marvel’s Wolverine القادمة قرابة 305 مليون دولار.
كمفارقة ومقارنة في ذات الوقت، تكلفة تطوير لعبة GTA V ذات العالم المفتوح والتي صدرت في عام 2013 بلغت 5 مليون دولار شاملة لتكاليف التسويق. هذه المقارنة ترينا الارتفاع الكبير في تكاليف تطوير ألعاب AAA خلال 10 سنوات بالطبع. والسبب هو استخدام تقنيات جديدة تساهم في زيادة الواقعية وتحسين الرسومات وغيره.
2-التضخم الاقتصادي
لنتحدث بواقعية قليلًا هنا، الإقتصاد بشكل عام هو السبب الرئيسي في زيادة أسعار كل سلعة في العالم. لك أن تتخيل أن لعبة صدرت في عام 1999 بسعر 40$ لو صدرت في الوقت الحالي لبلغ سعرها الآن قرابة 202$. والسبب هو تغير العملة وانخفاضها وتأثرها بين الدول وغيرها من العوامل الأخرى.
كنا في الماضي نعيش حياة بسيطة وتذهب لقضاء يوم كامل في أفضل الأماكن بسعر زهيد. أما الآن لكي تقضي ذات الأيام في ذات الأماكن ستحتاج إلى مئات الدولارات وربما آلاف الدولارات. هذا ما كان يطلق عليه أجدادنا اسم “الجيل الطيب” البسيط. لكن ومع تقدم السنوات وتطور التكنولوجيا وظهور العديد من أصحاب رؤوس الأموال والأعمال التي تؤثر على العالم تلاشت هذه الأيام.
حلول محتملة قد تتبعها الشركات لتجنب رفع أسعار الألعاب مستقبلًا
هناك بعض الحلول التي من الممكن أن تنقذ الشركات واللاعبين من مبدأ رفع أسعار الألعاب بل من الممكن أيضًا أن تنقذ صناعة الألعاب بشكل عام وهي:
1-إطلاق أجهزة منزلية رقمية فقط
أحد الحلول التي قد تتبعها الشركات المصنعة للأجهزة المنزلية مثل مايكروسوفت وسوني هي إطلاق أجهزة رقمية فقط. هذا الأمر قد يدفعها للإستغناء بشكل كامل عن الأجهزة الفيزيائية التي تعمل “بالشريط”.
إيقاف تصنيع أجهزة فيزيائية لن يساهم بتقليل التكاليف والحد من رفع أسعار الألعاب. بل الإستغناء عن أقراص Blue Ray والأغلفة هي العوامل التي قد تساعد في إلغاء فكرة رفع أسعار الألعاب. فعندما تقوم الشركات بإطلاق ألعابها على المتاجر الرقمية ستكون التكلفة أقل بكثير من صنع نسخ ملموسة يرافقها تكاليف الصنع والشحن وغيرها.
2-استدامة أنظمة المشتريات الداخلية في الألعاب Microtransactions
كحل بديل للاستغناء عن رفع أسعار الألعاب، قد تقوم بعض الشركات بالحفاظ بشكل دائم على نظام المشتريات الداخلي Microtransactions في ألعابها.
فمثلًا، تقوم بإرفاق أزياء إضافية بأسعار رمزية في الألعاب. أو حتى إضافات بأسعار معقولة لتعويض التكلفة العالية لتطوير لعبة ما. هذا النظام موجود في أغلب الألعاب حاليًا ولكنه اختياري وإذا تم اللجوء إليه مستقبلًا فقط يكون دائم وإجباري.
الخلاصة
لا يوجد مفر واضح من مصير رفع أسعار الألعاب سواء خلال 5 سنوات أو حتى 10 سنوات، حيث كان لتسريبات Insomniac Games دور في تسليط الضوء على أفكار ومشاريع سوني المبتكرة في جني رفع الأسعار بطريقة غير مباشرة من خلال تقسيم ألعابها AAA إلى AA لتقليل التكلفة وزيادة المبيعات وهذا حل آخر.
لكن يبقى أمر صناعة الألعاب ومستقبلها في مواجهة زيادة الأسعار مجهولًا وخاصةً مع سياسة شركة سوني.