في منتصف عام 2022، كان الإعلان عن مشروع The Last of Us Online من أكثر الأخبار السارة التي تلقاها اللاعبين، حيث وعدنا مطور المشروع Naughty Dog بتجربة لعب فريدة من نوعها على مستوى آليات اللعب المتعددة، والتي كانت ستلبي رغباتنا في التعاون والمنافسة، والتركيز على عنصر البقاء وربط عالمها بأحدث القصة.
استقبل اللاعبون خبر مشروع The Last of Us Online بحماس شديد، فقد كان هذا المشروع يمثل آمال كبيرة في تلبية رغباتهم في تجربة مبتكرة تعيدهم مرة أخرى من جديد الى أجواء اللعبة المثيرة، لكن لماذا كل هذا الحماس؟ وماذا حدث بعد ذلك؟
حماس انتظار طور اللعب الجماعي الجديد
ان احدى أهم الأسباب التي جعلت اللاعبين متحمسين لتجربة طور اللعب الجماعي، هي ذكريات طور Faction الخاصة بالجزء الأول والذي صدر خلال عام 2013، حيث كان اللاعبون يعيشون تجربة فريدة من نوعها، ويتجولون في بيئات قاسية ومليئة بالخراب، ويواجهون تحديات البقاء على قيد الحياة وجمع أي عنصر أمامك للبقاء في عالم يسوده الفوضى.
كان طور Faction في The Last of Us يجسد جوهر التعاون والبقاء على قيد الحياة، حيث يتعاون اللاعبون في حماية بعضهم ومراقبة الأعداء وتصنيع الأسلحة والمؤن، والدفاع عنها من هجمات الآخرين، كانت كل قطعة من المعدات التي يتم صنعها وكل قرار يتم اتخاذه له تأثير مباشر على فرص البقاء، مما يزيد من الشعور بالألفة والانتماء إلى الفريق.
لا يمكننا نسيان أجواء اللعبة المظلمة والواقعية، مقترنة بموسيقى تصويرية مثيرة، تزيد من الشعور بالإثارة والتوتر والرغبة في البقاء والانتصار على المنافسين، وهو ما جعل من كل مواجهة مع اللاعبين والتعاون مع صديقك تجربة لا يمكن نسيانها بسهولة.
إلغاء مشروع The Last of Us 2 Online
مع الأسف، وبعد العديد من الشائعات والأخبار التي تحدثت عن إلغاء الطور الجديد المعلن، تم الإعلان عن إلغاء هذا المشروع، وكان الخبر بمثابة ضربة قاسية لمجتمع اللاعبين، الذين عبروا عن خيبة أملهم في فقدان فرصة العودة الى عالم اللعبة المميز بطريقة جديدة ومبتكرة.
جاء إعلان الإلغاء، بعد أشهر من ترقب اللاعبين والتخبط الذي يتسرب من داخل أروقة استديو التطوير Naughty Dog التابع لشركة سوني، حتى وصلت حكاية مشروع أونلاين The Last of Us 2 الى النهاية بشكل رسمي، حيث أكد المطور في بيان له بأنه كان قرارًا صعبًا حين تم الوصول إليه، ويعلم تمامًا مدى صعوبة هذا القرار بالنسبة الى اللاعبين وتحديدًا مجتمع The Last of Us Factions.
في نفس الوقت، أشار استديو التطوير Naughty Dog من خلال بيانه الرسمي أنه ما يزال يعمل على عدة مشاريع قصصية فردية جديدة تمامًا وهي في مراحل التطوير.
إلغاء المشروع خطيئة سوني و Bungie معًا
كان قرار إلغاء The Last of Us Factions 2 بمثابة صدمة هزت عالم الألعاب، وذلك لأن هذا المشروع الطموح كان يتوقع منه أن يقدم تجربة لعب فريدة من نوعها، قد لقي مصيراً محزنًا للغاية بعد سنوات طويلة من التطوير وإضاعة الجهد والمال.
كان هذا المشروع يمثل استثماراً ضخماً من قبل سوني واستوديو Naughty Dog في خدمات الألعاب الحية، فبعد سنوات من التطوير وميزانية ضخمة، كان الفريق قد حقق تقدماً ملحوظاً في تطوير اللعبة كما علمنا، واللاعبين كانوا يتطلعون إلى العودة لعالم The Last of Us مع آليات اللعب التنافسية والتعاونية.
بالتأكيد كان هناك أسباب عديدة أدت إلى إلغاء هذه اللعبة الحية الطموحة، والتي من بينها أن فريق التطوير قد واجه صعوبات تقنية في تحقيق الرؤية المبتكرة للعبة، وخشية المنافسة الشديدة في سوق ألعاب الخدمة الحية قد دفعت سوني لإعادة تقييم أولوياتها مع التغييرات التي شهدتها القيادة.
بالإضافة إلى ذلك، هو اختلافات الرؤى بين فريق التطوير وشركة Bungie التي استحوذت عليها سوني، حيث علمنا أن مطور لعبة Destiny قد قيم مشروع فريق التطوير في Naughty Dog، وأعطى نصيحة بإيقاف العمل عليه، مع العلم أن مطور The Last of Us يمتلك خبرة كافية تجعله يقيم مشاريعه بنفسه.
استديو التطوير Bungie الذي اعتبره من أسوأ صفقات الاستحواذ التي قامت بها شركة سوني، وكان بالنسبة لي مجرد رد فعل سريع “عاطفي” غير مدروس على تحركات مايكروسوفت في سوق ألعاب التصويب واستحواذها على أكتفيجين، حيث ظهر أنه لا يملك القدرة على إدارة موارده أو حتى تحقيق الأرباح الكافية والالتزام بمواعيد التحديثات الخاصة بلعبته، كما أننا شهدنا انزعاج سوني الشديد والتصريحات التي مست عدد كبير من موظفيه.
كان يجب إلغاء العمل على Concord وليس مشروع The Last of us Online
بعد الإعلان الرسمي عن إلغاء المشروع، عبر بعض مطوري اللعبة عن صدمتهم وحزنهم على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد وصفوا المشروع بأنه طموح للغاية وأنه كان سيقدم تجربة لعب فريدة من نوعها. هذه التصريحات تؤكد حجم الجهد الذي بذله الفريق في تطوير اللعبة، وتزيد من حدة الصدمة التي شعر بها اللاعبون.
في حين أن إلغاء المشروع قد أثار حزن عشاق السلسلة، إلا أنه من المنطقي مقارنته بمشروع Concord الذي كان يعاني من مشاكل واضحة منذ البداية، فبينما كان مشروع The Last of Us Online يحظى بتوقعات عالية واهتمام كبير من قبل اللاعبين، شهد العرض الأول للعبة كونكورد استقبال بارد، والعديد من أزرار “عدم الاعجاب” على عروضه، ورغم ذلك استمر الدعم والتطوير لأشهر وسنوات.
مواضيع قد تهمك: استحواذ سوني الفاشل على Bungie: مجرد ردة فعل وانقاذ من انهيار مالي!
لعبة Concord وبعد صدورها الآن تكافح بشدة من أجل البقاء، فمع انطلاقة باهتة وأعداد لاعبين متواضعة، كان واضحاً أن هذا المشروع يواجه مصيراً محتوماً بالفشل، وكان من الأفضل توجيه الموارد والمجهودات نحو تطوير مشاريع أخرى مثل مشروع The Last of Us Online، بدلاً من الاستمرار في إنفاق الأموال التي بلغت أكثر من 150 مليون دولار كما أفادت التقارير الجديدة وإضاعة ثمانية سنوات من التطوير على مشروع خدمة حي مليء بالألوان وانعدام الابتكار.
في الختام، يعتبر إلغاء مشروع The Last of Us Factions 2 بمثابة درس قيم لصناعة الألعاب، وذلك لأنه يذكرنا بأن تطوير الألعاب عملية معقدة غير مفهومة أحيانا وتخضع للعديد من المؤثرات، وتتطلب اتخاذ قرارات صعبة، وأن التوقعات العالية قد لا تتحقق دائماً.