يتلاشى عصر الألعاب المادية أو الملموسة تدريجياً، ويتحول الناشرون والمطورون على حد سواء نحو الإصدارات الرقمية “أجهزة الألعاب الرقمية” فقط. قد يبدو السعر المنخفض للأجهزة الرقمية مغريًا، لكنه مجرد تكتيك لجذب اللاعبين إلى نظام بيئي محدود.
يرى العديد من اللاعبين والخبراء أيضًا أن الأجهزة الرقمية بالمستهلكين، وذلك لأنها تقوض فرص الحفاظ على ألعاب الفيديو التي نعرفها، وتحد من خيارات البيع أو المشاركة أو التصرف بها بكل الطرق القانونية المتاحة بكل حرية.
الاستعداد لعصر رقمي بالكامل:
يختبر مصنعو الأجهزة مثل مايكروسوفت وسوني الانتقال إلى أجهزة الألعاب الرقمية، وجهاز Xbox Series S يمثل خطوة نحو هذا الاتجاه وكذلك، حيث يركز على الخدمات الرقمية مثل خدمة الاشتراك Game Pass كذلك، وتقدم سوني كذلك النسخة الرقمية من جهاز PS5 Digital Edtion كمرحلة انتقالية نحو مستقبل بدون أقراص.
هذا النموذج الجديد، يمكن أن يوفر للشركات والمطورين العديد من المزايا، من بينها تقليل التكاليف من خلال التخلص من الأقراص وتوفير تكاليف التصنيع والتوزيع، والوصول إلى جمهور أوسع، مما قد ينعكس على سعر الجهاز النهائي، بالإضافة الى مكافحة القرصنة، حيث أن الألعاب الرقمية أكثر صعوبة في نسخها وتوزيعها بشكل غير قانوني، مما يحمي حقوق الملكية الفكرية للشركات.
هذا النموذج يمكن أن يعزز من خدمات الاشتراك، حيث يسهل على الشركات الترويج لخدمات الاشتراك مثل Game Pass، ويمكن للمستخدمين الوصول إلى مكتبة ضخمة من الألعاب الرقمية مقابل رسوم شهرية.
سلبيات أجهزة الألعاب الرقمية:
هذا التوجه يثير أيضًا العديد من المخاوف لدى اللاعبين المتمثل في فقدان الملكية وارتفاع أسعار بعض الألعاب، بالإضافة الى المشاكل التقنية واستقرار البنى التحتية في تذبذب سرعات الانترنت، وهناك سلبيات أصبحت ملموسة في اقتناء الأجهزة الرقمية في وقتنا الحالي.
من بين هذه السلبيات هو فقدان الخيارات عند شراء جهاز رقمي فقط، يفقد اللاعبون حرية اختيار الألعاب المادية أو الرقمية، ويصبح هؤلاء معتمدين كليًا على الناشرين، ولا يمكنهم إعادة بيع الألعاب أو مشاركتها بسهولة، بالإضافة الى صعوبة الحفاظ على الألعاب، وذلك لأن ان الألعاب المادية تبقى ملكًا للاعبين، في حين أن الألعاب الرقمية قد تختفي في حال تم إلغاء تراخيصها.
وعلى الرغم من أن الأجهزة الرقمية غالبًا ما تكون أرخص، إلا أن أسعار الألعاب قد تكون مرتفعة ولا توجد خيارات للشراء المستعمل او استئجارها أو الاستعارة من الأصدقاء.
ولعل إحدى أكبر المخاوف التي تثير قلق اللاعبين هي مسألة “الحذف الرقمي” حيث يمكن سحب الألعاب من المتاجر الرقمية لأسباب مختلفة، مثل انتهاء صلاحية التراخيص أو قرارات تجارية من الناشرين، وهذا يعني أن اللاعبين قد يفقدون إمكانية الوصول إلى الألعاب التي اشتروها، حتى لو دفعوا ثمنها بالكامل.
وقد شهدنا بالفعل حالات لألعاب شهيرة تم حذفها من المتاجر الرقمية، مما أثار تساؤلات حول مستقبل الألعاب التي يقتنيها اللاعبون في هذا العصر الرقمي.
الألعاب المادية: أكثر من مجرد قطعة بلاستيكية!
الألعاب المادية “الملموسة” ليست مجرد وسيلة للعب، بل هي جزء من ثقافة الألعاب وذكريات اللاعبين جزءًا من تاريخ الألعاب، إنها تحمل قيمة عاطفية وتاريخية تتجاوز مجرد كونها بيانات رقمية، والتخلي عن الألعاب المادية يعني التخلي عن جزء من هوية اللاعبين وتاريخهم مع هذه الصناعة، كما أنها تساهم في الحفاظ على الألعاب وضمان استمرار الوصول إليها.
في الختام، فإنه على الرغم من أن التحول إلى الأجهزة الرقمية قد يبدو حتميًا، إلا أنه من المهم أن يظل خيار الألعاب المادية متاحًا، ويجب على اللاعبين أن يكونوا على دراية بسلبيات هذه الأجهزة فقط وأن يدافعوا عن حقهم في اختيار الطريقة التي يفضلونها للاستمتاع بالألعاب.