تشهد صناعة ألعاب الفيديو مع الأسف تحولًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث باتت الألعاب تحمل رسائل وأجندات “مبطنة وظاهرة” تتجاوز مجرد الترفيه والتسلية، وتدريجيًا، أصبحت هذه الأجندات أكثر وضوحًا، وبدأت تفرض نفسها على اللاعبين، متنافية مع قيمنا ومبادئنا، فهل تحولت الألعاب من مجرد وسيلة للترفيه إلى أداة للتغيير الاجتماعي؟ وهل هذا التغيير يخدم مصلحة اللاعبين أم أنه يحاول فرض ثقافات منفرة عليهم؟ وما يحدث مع لعبة Kingdom Come Deliverance 2 نموذج جديد يسلط الضوء على هذه الظاهرة.
بات من الواضح أن صناعة ألعاب الفيديو تتجه نحو فرض أجندات معينة على اللاعبين، فبعد أن كانت الألعاب هواية مسلية ووسيلة للتسلية والمتعة وتحسين المزاج ومصدر دخل للبعض، أصبحت الآن وسيلة لنقل أفكار ومعتقدات قد لا يتفق معها الكثير من اللاعبين، وهذا التوجه يثير تساؤلات حول حق اللاعبين في رفض أو اختيار ما يريدون.
وبالعودة الى لعبة Kingdom Come Deliverance 2، علمنا أن اللعبة قد تم منعها بشكل رسمي داخل أسواق المملكة العربية السعودية، وهذا المنع إما “لسبب ديني أو أخلاقي” وما نزال ننتظر توضيحات أكثر من هيئة المرئي والمسموع السعودية التي بدورها تواصلت معنا حول هذا الأمر.
أحد مطوري لعبة Kingdom Come Deliverance 2 أساء للدين الإسلامي في وقت ما!
قبل عدة سنوات، شهد حوار على منصة اكس “تويتر سابقًا” حوارًا ساخنًا بين Daniel Vávra وهو أحد مطوري لعبة Kingdom Come Deliverance 2 مع أحد المطورين، وهو المطور والفنان المستقل Tom Janosik حول العلاقة بين الدين والإرهاب، والذي اتضح أنه معادي بشكل كبير للدين الإسلامي، ويحمل أفكار متطرفة تجاهنا.
عاجل ورسمي:
حظر لعبة Kingdom Come Deliverance Il في السعودية، بسبب وجود مشاهد شذوذ غير قابلة للتخطي في طور القصة ❌❌❌ pic.twitter.com/81XofFEGsD
— ڤيديو جيمز فور عرب | VGA4A (@VGA4A) January 14, 2025
بدأ Vávra بتصريح مفاده أنه يرى أن الدين نفسه قد يكون مصدرًا للمشكلة، مستشهدًا بعدم وجود إرهاب بوذي، إلا أن المطور Janosik رد عليه بأن هناك الكثير من العنف والإرهاب المرتكبان باسم البوذية، وإن كان ذلك أقل تداولاً. لكن Vávra دافع عن رأيه بالإشارة إلى الإحصائيات حول أعمال الإرهاب الإسلامي “على حد زعمه” بينما أصر Janosik على أن هذه المقارنة غير عادلة وأن التركيز يجب أن يكون على الأفراد وليس على الدين ككل.
وبمناسبة الحديث عن المطور التشيكي Tom Janosik، فهو فنان مستقل عمل على العديد من الألعاب مثل سلسلة العاب إطلاق النار Call of duty وسلسلة ألعاب Forza و أيضاً بعض عناوين نظارات الواقع الافتراضي الخاصة بجهاز PS4.
أما Daniel Vávra فهو الكاتب والمخرج والمصمم التشيكي، هو المؤسس المشارك لاستوديو Warhorse Studios مطور ألعاب Kingdom Come Deliverance، كما أنه اشتهر بكونه الكاتب الرئيسي لألعاب مافيا و Kingdom Come Deliverance 1.
نحن بدورنا، نرفض بشكل قاطع أي محاولة لتعميم الأحكام على أي دين أو مجموعة من الأشخاص بناءً على أفعال بعض الأفراد، فهذا النوع من التعميم يعزز الكراهية والعنصرية ويؤدي إلى تفاقم المشاكل بدلاً من حلها، فالدين الإسلام يدعو إلى السلام والرحمة والتسامح. كما ونؤكد على أهمية احترام القوانين والأعراف المجتمعية في جميع الدول ومعتقداتهم، ومثل هذه التصريحات لا تساهم في بناء مجتمعات سلمية ومتسامحة تؤدي الى التعايش والتعاون الإيجابي واحترم الآخرين.
بالطبع الأمر لم ينتهي عند هذا الحد، حيث وفي خضم النقاش مع المتابعين بسبب الأجندات وتذمر العديد من المعجبين “الأجانب” وقرار حظر اللعبة داخل السوق السعودية الذي أثير بسبب إعادة تغريدة حساب VGA4A حول الخبر، قام أحد المتابعين بالبحث عن خلفيات Daniel Vávra الثقافية، ليتضح أنه من ديانة معروفة بتعصب العديد منهم ضد الدين الإسلامي، ليرد عليه Vávra بكل وقاحة أنه “لا يرد على النازيين الحمقى مثله“.
تواصلنا مع المطور التشيكي Tom Janosik حول الأسباب التي أدت لافتعال هذا النقاش في وقت ما وخلفياته وما إذا كان له علاقة بالأجندات من عدمها، وسنوافيكم بكل جديد حالما يصلنا الرد. لكن يسعدنا أن تشاركونا رأيكم بكل حرية حول خلفية أحد أهم مطوري ومؤسسي الاستديو المطور للعبة Kingdom Come Deliverance 2 وترابط هذه الأحداث، وهل هذه التصريحات القديمة أو حتى الحديثة، تمثل سياسة استوديو Warhorse؟ أم أن المطور لديه رأي آخر؟ وهل مصير اللعبة سيكون مشابهًا لمصير Dragon Age: The Veilguard التي فشلت على جميع المستويات.