يمكن القول بأنَّ التوقعات الإيجابية المتزايدة باستمرار في صناعة الألعاب، تلعب دورًا كبيرًا في نجاح اللعبة والتسويق لها وغير ذلك من الجوانب المهمة التي تساهم بشكلٍ جوهري في تحديد مصيرها، لذا فُانَّ إدارة التوقعات أمرٌ هامٌ للغاية في الصناعة اليوم، إذ أنَّ أي عمل يشابه لعبةً مثل Silent Hill لابد أن تكون التوقعات بخصوصه هائلةً للغاية.
حيث حصلت الألعاب الثلاثة الأولى من سلسلة رعب البقاء الغنية عن التعريف على إشادةٍ واسعة، وخصوصًا اللعبة الأولى والثانية، وكان ما يميز الجزء الأول الأصلي لعام 1999 هو تركيزه على الرعب النفسي وبيئة اللعبة المؤرقة والمخيفة باستمرار، والتي يمكن القول بأنها تُمثل أحد المُثل العليا التي تسير على نهجها ألعاب الرعب الحديثة اليوم، لاسيما ألعاب سايلنت هيل القادمة على الأرجح.
وعلى الجهة الأخرى، لم يصدر مبتكر سلسلة سايلنت هيل الشهير “Keiichiro Toyama” ألعاب رعب بقاء أخرى للسلسلة منذ فترة طويلة، وكانت آخر لعبة رعب له هي Siren: Blood Curse التي صدرت في عام 2008، إلا أنَّ لعبة الرعب القادمة من عمله “Slitterhead” تبدو واعدة وقد تؤثر على النهج المتبع في تصميم ألعاب الرعب في الصناعة بأكملها، تمامًا مثل ما فعلت سلسلة Silent Hill سابقًا.
يسعى Toyama من خلال لعبته القادمة Slitterhead إلى الجمع بين الرعب والحركة بطرق ليست شائعة كثيرًا في ألعاب الرعب الحديثة، وذلك باستخدام “مانجا السينين” التي رأيناها في أعمالٍ مثل Parasyte و Tokyo Ghoul كمصدر إلهام لمشروعه القادم، حيث سيأخذ اللاعبون في اللعبة دور “Hyoki” الذي يمكن وصفه بكيان بلا شكل ولا ذاكرة قادر على الاستحواذ على الأجساد، وذلك لمطاردة وقتل Slitterheads، الذين يمتصون العقول ويسرقون الذكريات من البشر.
وقد تحدث Keiichiro Toyama الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة Bokeh Game Studio مؤخرًا في مقابلةٍ أجريت معه حول اللعبة، حيث أشار إلى حقيقة هامة، وهي أنَّ ألعاب رعب البقاء كانت تعاني في الموازنة بين الرعب والأكشن خلال السنوات الماضية، حيث يمكن لوتيرة اللعب السريعة أن تؤثر سلبًا على عنصر الرعب، بينما الوتيرة البطيئة في اللعب ستضر بعناصر الحركة والأكشن.
وذكر ريميك Silent Hill 2 كمثالٍ ناجحٍ للموازنة بين العنصرين السائدين اليوم في ألعاب هذا النمط، حيث قال بأنَّ الريميك يمتلك عناصر حركة أكثر من ما امتلكته النسخة الأصلية لعام 2001، لكنه حافظ على الرعب الكلاسيكي الأصلي في جوهره وكان مُخلصًا للأسلوب القديم والمحبوب، وبقي مُصنفًا على كونه لعبة رعب بقاء، وأكد بأن لعبته التالية Slitterhead ستكون كذلك أكثر توازنا بين الرعب والأكشن، كما ستسير قصتها بوتيرة أبطأ متوقعة ومناسبة تمامًا لألعاب الرعب والغموض، في حين أن أسلوب اللعب سيكون أكثر تركيزًا نحو قتال الوحوش المرعبة بطريقةٍ مشوقة.
تابعنا على