أشعل تأكيد شركة روكستار جيمز عملها على تطوير الجزء الجديد من سلسلة Grand Theft Auto، المعروف اختصارًا بـ GTA 6، حماس جمهور اللاعبين حول العالم. فمنذ إطلاق الجزء الخامس في عام 2013، واللاعبون يتوقون لمعرفة المزيد واستكشاف عالم مفتوح جديد مليء بالمغامرات والتحديات.
ومع ذلك، لا يخفى على أحد أن ألعاب الفيديو أصبحت مرتعا للأجندات المتنوعة، مما يثير تساؤلات حول الرسائل والقصص التي قد تحملها لعبة GTA 6، فهل ستتمسك اللعبة بطابعها التقليدي الذي يركز على الجريمة والعنف وبعض العناصر التي الاستكشافية، أم ستسعى لتمرير أجندة أصبحت ظاهرة في ألعاب الفيديو، وتتبناها العديد من شركات تطوير في هذه الايام.
بالنسبة للذين يتساءلون عن مدى تأثير هذه الأجندات على لعبة ضخمة مثل GTA 6، التي ينتظرها الملايين حول العالم. فمن المتوقع أن نرى انعكاسًا واضحًا لهذه الأجندات في اللعبة، سواء من خلال رسائل مبطنة أو ربما لقطات صريحة. فاللعبة كما يتضح من الإعلان الرسمي، تسعى لتمثيل المجتمع الأمريكي بكل أطيافه، بما في ذلك الجوانب المثيرة للجدل. لكن يبقى السؤال الأهم هنا هو مدى عمق ووضوح هذا المحتوى، وهل سيتم تقديمه بطريقة تخدم القصة والشخصيات أم ستكون مجرد محاولة لفرض أجندات معينة على اللاعبين.
لا شك أن لعبة بهذا الحجم ستترك بصمة وتأثير عميق في ثقافة اللاعبين لسنوات قادمة، مما يجعلها أرضًا خصبة للمنظمات التي تسعى لغرس أجنداتها في عقول اللاعبين، وخاصة الشباب منهم. وستسعى هذه المنظمات لاستغلال عالم اللعبة الشاسع وقصتها وشخصياتها المتعددة كقنوات خفية لنشر معتقداتها وتطبيعها، بحيث تبدو جزءًا طبيعيًا من تجربة اللعب.
تاريخ روكستار مع هذه الأجندات
لطالما أثارت روكستار جدلاً حول محتوى ألعابها، بما في ذلك تصوير العنف والايحائات واللقطات المخلة الصريحة. اما فيما يتعلق بالمثلية أو الشذوذ الجنسي، اتخذت الشركة مواقف متباينة على مر السنين.
في الماضي، تضمنت بعض ألعاب روكستار مثل GTA 5، شخصيات متحولة جنسياً، ولكن غالبًا ما كانت هذه الشخصيات تم تصويرها بشكل نمطي أو ساخر، حيث أثار هذا الأمر انتقادات من بعض الجهات والمنظمات التي اعتبرت أن الشركة تساهم في ترسيخ الصور النمطية السلبية عن مجتمع الميم “القذر”.
في السنوات الأخيرة، يبدو أن روكستار رضخت واتخذت خطوات نحو تمثيل أكثر إيجابية لهذه الفئة من البشر، ففي عام 2021، أزالت الشركة بعض المحتوى المعادي للشذوذ من نسخة الجيل الجديد من لعبة GTA 5، كما أن بعض التسريبات والشائعات حول GTA 6 أشارت إلى أن اللعبة قد تتضمن شخصيات مثلية بشكل أكثر وضوحًا وإيجابية.
مع ذلك، لا يزال هناك جدل حول مدى التزام روكستار بتمثيل هذه الأجندات وإرضاء المنظمات التي تروج لهذه الأجندات، فالبعض قد يرون أن الشركة ستستخدم شخصيات شاذة كعنصر جذب للعبة، بدلاً من تقديم تمثيل حقيقي لفئة
يبقى أن نرى كيف ستتعامل روكستار مع قضية المثلية والشذوذ الجنسي في GTA 6. فهل ستواصل الشركة اتخاذ خطوات نحو تمثيل أكثر إيجابية، أم ستعود إلى الصور النمطية القديمة؟ هذا ما ستكشفه لنا الأيام القادمة.
في لعبة GTA 6 القادمة يمكن أن يتجلى هذا الأمر في عدة أشكال:
هناك عدة عناصر في لعبة GTA 6 يمكن ان تتناولها هذه الاجندات خاصة ان اللعبة من المتوقع لها ان تقدم قصة وشخصيات وعالم اعمق من اي وقت مضى.
الشخصيات:
قد يتم تقديم شخصيات مثلية أو متحولة جنسياً في الألعاب بطريقة تهدف إلى تطبيع هذه التوجهات الجنسية والهويات الجندرية في نظر اللاعبين، وخاصة الشباب منهم.
القصة:
قد تتضمن قصص الألعاب عناصر تروج لأفكار المساواة بين الجنسين وحقوق المثليين، ولكن بطريقة تهدف إلى التأثير على قيم اللاعبين ومعتقداتهم دون ان يكون هذا متمثل في شخصيات ظاهرة امامهم وهذا يعد من اخطر الطرق التي يمكن اتباعها حيث تقدم المحتوى للاعبين دون ان يلاحظوه.
الحوار:
قد تتضمن حوارات الشخصيات في الألعاب عبارات أو تعليقات تدعم أجندات معينة، مثل التشكيك في الأدوار التقليدية للرجال والنساء أو الترويج لفكرة أن الجنس هو مجرد بناء اجتماعي. وهو امر خطر ايضاً كما هو الحال مع عنصر القصة حيث يمكن تمرير محتوى غير لائق دون شعور اللاعبين.
التسويق:
قد تستخدم الحملات التسويقية للألعاب صورًا أو شعارات تدل على الاجندات، وهذا امر شائع تتبعه الكثير من الشركات الناشرة في العابها، لكن يبقى تأثيرها غير عميق كما هو الحال مع عنصر القصة والحوارات والشخصيات.
احتمالية حجب لعبة GTA 6 في بعض الدول العربية
هناك احتمال أن يتم حجب لعبة GTA 6 في بعض الدول العربية للعديد من الاسباب، من بينها المحتوى المثير للجدل. حيث لطالما اشتهرت السلسلة بمحتواها العنيف والجنسي والمقامرة وغيره الكثير، والذي قد يتعارض مع القيم الثقافية والدينية في بعض الدول العربية.
بالنسبة للرسائل السياسية، فقد تتضمن اللعبة محتوى سياسيًا حساسًا أو تنتقد سياسات بعض الدول أو الشخصيات الرسمية، مما قد يؤدي إلى حظرها في تلك الدول. وقد يصل الأمر أن تمارس بعض الجماعات المحافظة ضغوطًا على الحكومات لحظر اللعبة بسبب محتواها المثير للجدل، وهو ما رأيناه سابقًا في ألعاب مثل فورتنايت وببجي موبايل وغيرها.
في الختام، يبقى من الصعب تحديد احتمالات حظر GTA 6 في المنطقة العربية بشكل دقيق، لأن ذلك يعتمد على طبيعة محتوى اللعبة بشكل كامل بعد، وقد يكون هناك بعض التعديلات التي تقلل من احتمالات الحظر، وقد تختلف ردود فعل الحكومات بحسب القوانين السارية، فقد تقرر بعض الدول حظرها بينما تسمح بها دول أخرى.
يبقى ان نراقب ونرى مدى تأثر اللعبة بظاهرة الاجندات التي اصبحت تؤرق الكثير من مجتمع اللاعبين العرب بينما ظهرت منظمات مدعومة بشكل كامل من اجل نشر مثل هذه الظواهر الغير اخلاقية والتي لا تتمشى مع طبيعة النفس البشرية.
ما هي توقعاتك لموقف لعبة GTA 6 من الاجندات المدسوسة وهل تعتقد انه هي الاخرى ستكون مرتعاً لمثل هذه الظاهرة الشاذة عن الطبيعة؟ شاركنا رأيك في قسم التعليقات بالاسفل..