افتتحت جامعة أبوظبي أوَّل مزرعة هوائية متحركة وقابلة للنفخ في حرمها الجامعي، بالتعاون مع شركة «ميدبار» الكورية الجنوبية المتخصِّصة بالتكنولوجيا الزراعية الذكية، والشركة القابضة لسعادة راشد بن خلفان المطوع الظاهري، في إطار إستراتيجية الابتكار «جامعة أبوظبي تبتكر» التي اعتمدتها الجامعة ضمن جهودها لتسريع وتيرة تطوير الحلول المبتكرة الداعمة للتنمية الزراعية المستدامة.
وتعد المزرعة الجديدة والمبتكرة من ثمار اتفاقية التعاون التي جرى توقيعها بين جامعة أبوظبي وكل من شركة ميدبار والشركة القابضة لسعادة راشد بن خلفان المطوع الظاهري بهدف إيجاد إطار عمل شامل لتوفير أفضل حلول الإمداد والبحث والتطوير العلمي لعدد من قطاعات الأعمال الحيوية في السوق الإماراتية، بما يشمل: القطاع الزراعي، وإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، والرعاية الصحية، وتحلية المياه.
وتهدف جامعة أبوظبي من خلال هذه المزرعة إلى تعزيز ثقافة الابتكار والتفكير الإبداعي من خلال تزويد الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية بأفضل الحلول المستدامة والشاملة للتصدي للتحديات المختلفة، حيث ستتيح المزرعة للطلبة وأعضاء هيئة التدريس فرصة المساهمة في مبادرات وجهود التنمية الاجتماعية من خلال توفير فرص التعلم العملي، والارتقاء بآليات التعاون بين التخصصات المختلفة، وتعزيز الابتكار، والمساهمة في إيجاد حلول زراعية مستدامة تماشياً مع التزام دولة الإمارات بتحقيق مستقبل أكثر استدامة وازدهار.
ويوظف هذا المشروع عدداً من التقنيات المبتكرة مثل: إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي إلى جانب أكثر من 15 من الحلول التقنية المتقدمة لخلق بيئة حيوية لتعزيز استدامة القطاع الزراعي، والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي.
وأقيم حفل افتتاح المزرعة بحضور عدد من أعضاء الإدارة العليا لدى جامعة أبوظبي بمن فيهم البروفيسور غسان عواد مدير جامعة أبوظبي، وسعادة سعيد بن راشد بن خلفان الظاهري نائب رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لسعادة راشد بن خلفان المطوع الظاهري والسيد موسى سيو الرئيس التنفيذي لشركة ميدبار، وبحضور عدد من الممثلين عن الشركة القابضة لسعادة راشد بن خلفان المطوع الظاهري، ومجموعة جراسيا، وهيئة ترويج التجارة والاستثمار الكورية، وغرفة التجارة الأمريكية في أبوظبي، ومودوس كابيتال، وإيليت أغرو بروجيكتس.
وشارك الحضور في جولة استكشافية للتعرف على مميزات المزرعة الهوائية، واختبروا خلالها الحصاد الأول من الإنتاج الزراعي الطازج والذي جسد قدرة هذا النوع من الحلول الزراعية على المساهمة في تعزيز الأمن الغذائي والممارسات الزراعية المستدامة على مستوى العالم، إذ تلعب حلول الزراعة الذكية المتقدمة دوراً هاماً في دعم المجتمعات من خلال المساهمة في زيادة غلال المحاصيل بنسبة تصل إلى 30% وخفض تكاليف العمالة بما يصل إلى 80%، فضلاً عن الحدّ من استهلاك مياه الري واستخدام الأسمدة.
وقال البروفيسور غسان عواد، مدير جامعة أبوظبي: “يسعدنا التعاون مع شركة ميدبار لتدشين هذه المزرعة المبتكرة في حرم جامعة أبوظبي في خطوة هامة في مسيرة تبني الحلول المستدامة الجديدة التي تعود بالنفع على أفراد المجتمع. نهدف من خلال هذه المزرعة إلى تزويد الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية بالأدوات والموارد التي تمكن من استكشاف الأفكار الجديدة، وتساهم في إعداد القادة القادرين على دعم أهداف التنمية المستدامة. ونلتزم في جامعة أبوظبي بتوفير بيئة ملهمة لا تساهم فقط في تحفيز الابتكار والتفكير النقدي لدى الطلبة، بل تمكنهم أيضاً من تطوير الأفكار الإبداعية التي تساهم في بناء مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً لأجيال المستقبل.”
وتركز جامعة أبوظبي في ثلاثة محاور رئيسية هي: الابتكار والبحث والدعم، التي تعمل جميعها بمثابة قوى دافعة لترسيخ ثقافة الابتكار وريادة الأعمال لدى الطلبة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتوفر هذه الإستراتيجية “منطقة آمنة” للاكتشاف والاختبار والمخاطرة المدروسة بما يوفر فرصاً مثالية لرعاية ونجاح العقول المبدعة. كما تستفيد هذه الإستراتيجية من البحوث التي تجريها الجامعة لتمكين المبتكرين الطموحين والمتمرسين على حد سواء من اعتماد آليات جديدة لابتكار وتقديم المنتجات القيمة التي تساهم في إيجاد عالم أكثر استدامة وشمولاً.
وتُعد ميدبار من الشركات الابتكارية المتخصصة بتكنولوجيا الزراعة الذكية التي تساعد المزارعين في المناطق التي تعاني من تحديات اقتصادية واجتماعية ومناخية في مختلف أنحاء العالم، وتمكنهم من زراعة المحاصيل الزراعية بأسلوب مستدام وفعال وبأسعار معقولة.
وتعتمد حلول الزراعة الذكية المتكاملة لشركة ميدبار على تقنيات مبتكرة مطورة ذاتيا وحاصلة على براءات اختراع، إذ تستخدم أحدث التجهيزات والحلول المتقدمة وإنترنت الأشياء وأنظمة التحكم الآلي.