تشهد العاصمة الإماراتية أبوظبي تطورات متسارعة في مجال النقل، مع إطلاق خدمة سيارات الأجرة ذاتية القيادة رسميًا، مما يعزز مكانتها كمركز رائد للابتكار التكنولوجي في منطقة الشرق الأوسط. أطلقت شركة أوبر هذه الخدمة بالتعاون مع شركة WeRide الصينية، لتصبح أبوظبي بذلك رابع مدينة عالميًا تستضيف هذه التقنية المتطورة.
جاء هذا الإطلاق بعد فترة من الاختبارات والتجارب الناجحة، والتي بدأت بسيارات ذات سائقين احتياطيين لضمان أعلى معايير السلامة. تهدف هذه الخطوة إلى دمج حلول التنقل الذكية في الحياة اليومية، ووضع أبوظبي في صدارة المدن التي تتبنى تقنيات القيادة الذاتية على نطاق واسع. وتعتبر هذه الخدمة الجديدة نقلة نوعية في قطاع النقل، وستساهم في تحسين تجربة المستخدم وتقليل الازدحام المروري.
أبوظبي في طليعة تقنية سيارات الأجرة ذاتية القيادة
تتركز الخدمة في البداية ضمن منطقة جزيرة ياس، التي تمتد على مساحة 31 كيلومترًا مربعًا. يمكن لركاب UberX و Uber Comfort طلب سيارة أجرة ذاتية القيادة في مواقع محددة. وقد أضافت أوبر خيارًا جديدًا في تطبيقها باسم “القيادة الذاتية” بتكلفة مماثلة لخدمة Uber Comfort، لتشجيع المزيد من الركاب على تجربة هذه التقنية.
تؤكد أوبر على توفير الدعم الفني للركاب خلال الرحلة عبر التطبيق ولوحة تحكم داخل السيارة. وتشمل المرحلة الحالية من التشغيل خيارين رئيسيين: القيادة الذاتية الكاملة داخل جزيرة ياس، والرحلات مع سائق سلامة على الطرق السريعة، ومن وإلى مطار أبوظبي، والجزر الأخرى، لتغطية مساحة إجمالية تبلغ 78 كيلومترًا مربعًا.
مراحل التشغيل والتوسع المستقبلي
تعتبر هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أوبر الأوسع نطاقًا لدمج تقنيات القيادة الذاتية في خدماتها العالمية. على الرغم من بيع قسم القيادة الذاتية التابع لها في عام 2020، إلا أن الشركة تعود بقوة من خلال الشراكات الاستراتيجية، مثل تلك التي تجمعها مع WeRide.
تخطط أوبر و WeRide لتوسيع نطاق تشغيل المركبات ذاتية القيادة ليشمل مناطق أخرى في أبوظبي، بالإضافة إلى مدينة دبي في المستقبل القريب. كما تهدف الشركتان إلى التوسع في 15 مدينة أخرى حول العالم خلال السنوات القادمة، خارج الولايات المتحدة والصين.
الأثر الاقتصادي والتنظيمي لسيارات الأجرة ذاتية القيادة
لا يقتصر تأثير إطلاق هذه الخدمة على الجانب التكنولوجي فحسب، بل يمتد ليشمل جوانب اقتصادية وتنظيمية مهمة. يعكس نجاح تشغيل هذه الخدمة في أبوظبي قوة البيئة التنظيمية في الإمارة، وقدرتها على استقطاب الاستثمارات في مجال التكنولوجيا المتقدمة.
من المتوقع أن تحفز هذه الخطوة المزيد من الشركات العالمية على إنشاء مراكز أبحاث وتطوير في أبوظبي، للاستفادة من البنية التحتية المتطورة والدعم الحكومي. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى خلق فرص عمل جديدة في مجالات الذكاء الاصطناعي وهندسة البرمجيات وتقنيات السلامة.
الابتكار في قطاع النقل وتأثيره على سوق العمل
يمثل إطلاق خدمة سيارات الأجرة ذاتية القيادة في أبوظبي جزءًا من اتفاقية واسعة النطاق بين أوبر و WeRide، والتي تهدف إلى التوسع في أسواق جديدة حول العالم. وقد أطلقت أوبر بالفعل خدمات تجريبية مع سائقي سلامة في الرياض، كخطوة أولى نحو إدخال الروبوتاكسي إلى المملكة العربية السعودية.
بالإضافة إلى ذلك، توفر أوبر خدمات ذاتية القيادة في الولايات المتحدة بالتعاون مع Waymo، في مدن مثل فينيكس وأوستن وأتلانتا. وتشير هذه التطورات إلى التزام أوبر بتطوير حلول تنقل مبتكرة، وتعزيز مكانتها كشركة رائدة في مجال التكنولوجيا.
من المتوقع أن تشهد أبوظبي المزيد من التطورات في مجال النقل الذكي خلال الفترة القادمة، مع استمرار الشراكات بين القطاعين العام والخاص. وستشمل هذه التطورات توسيع نطاق خدمات سيارات الأجرة ذاتية القيادة، وتطوير البنية التحتية اللازمة لدعم هذه التقنية، ووضع الأطر التنظيمية المناسبة لضمان سلامة وأمن المستخدمين. وستراقب الجهات المعنية عن كثب أداء هذه الخدمة، وتقييم تأثيرها على قطاع النقل والاقتصاد المحلي، لاتخاذ القرارات المناسبة بشأن مستقبلها.
