أعلنت شركة ميتا، الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام، عن استحواذها على شركة Manus، وهي منصة صينية ناشئة متخصصة في الذكاء الاصطناعي. يأتي هذا الاستحواذ في وقت تشتد فيه المنافسة في مجال تطوير الذكاء الاصطناعي، وتسعى فيه ميتا لتعزيز قدراتها التكنولوجية لمواجهة منافسين كبار مثل OpenAI وجوجل. وتعتبر هذه الخطوة نادرة، حيث تشهد استحواذ شركة أمريكية على شركة ذكاء اصطناعي ذات أصول صينية.
تم الإعلان عن الصفقة في وقت متأخر من يوم الاثنين، وتتضمن الاستحواذ على جميع خدمات Manus وتقنياتها، والتي سيتم دمجها في منتجات ميتا الحالية والمستقبلية، بما في ذلك روبوت الدردشة Meta AI. على الرغم من عدم الكشف عن القيمة المالية الدقيقة للصفقة، تشير التقديرات إلى أنها تتراوح بين 2 و 3 مليارات دولار أمريكي.
استحواذ ميتا على Manus: تعزيز القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي
يُعد هذا الاستحواذ جزءًا من استراتيجية أوسع تتبناها ميتا، بقيادة الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج، للاستثمار بكثافة في مجال الذكاء الاصطناعي. تهدف ميتا إلى تطوير ما تسميه “الذكاء الفائق الشخصي”، والذي يتجاوز قدرات روبوتات الدردشة التقليدية ويقدم تجارب مخصصة للمستخدمين. وتشمل هذه الاستراتيجية الاستثمار في البنية التحتية، وتوظيف أفضل الكفاءات، والاستحواذ على شركات ناشئة واعدة.
Manus: وكيل ذكاء اصطناعي متعدد الأغراض
تصف ميتا Manus بأنها “وكيل ذكاء اصطناعي عام” قادر على أداء مجموعة واسعة من المهام، بما في ذلك أبحاث السوق، والبرمجة، وتحليل البيانات. تقدم Manus خدماتها للشركات مقابل رسوم اشتراك شهرية تبدأ من 20 دولارًا أمريكيًا. وقد اكتسبت Manus شعبية كبيرة هذا العام بعد إطلاقها منتجًا قادرًا على اتخاذ القرارات وتنفيذ المهام بشكل مستقل، مع تدخل بشري أقل مقارنةً بالنماذج الأخرى مثل ChatGPT.
تأتي هذه الصفقة في وقت حساس على الصعيد السياسي، حيث تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة والصين توترات متزايدة، خاصة في مجال التكنولوجيا. قد يثير الاستحواذ تساؤلات في واشنطن وبكين حول نقل التكنولوجيا والاعتبارات الأمنية.
يذكر أن فريق Manus، الذي يضم حوالي 100 موظف حول العالم، قد انتقل إلى سنغافورة في وقت سابق من هذا العام. وقد أثار هذا الانتقال انتقادات من بعض وسائل الإعلام الصينية، بينما واجهت شركة Benchmark، وهي شركة استثمار أمريكية قادت جولة تمويل لشركة Manus الأم، انتقادات داخل الولايات المتحدة بسبب استثماراتها في مجال الذكاء الاصطناعي الصيني.
تؤكد Manus أن منتجاتها غير متاحة داخل الصين، وأن أداء وكيلها الذكي يتفوق على بعض الخدمات المنافسة، بما في ذلك خدمة DeepResearch التابعة لـ OpenAI. كما أنها تربطها شراكة استراتيجية مع مجموعة علي بابا الصينية، بهدف التعاون في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي.
تواجه ميتا حاليًا ضغوطًا من المستثمرين لتوضيح كيفية تحقيق عائد على استثماراتها الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي. وتدرس الشركة إمكانية إطلاق اشتراكات مدفوعة لمساعدها Meta AI، والتي قد تشمل ميزات مثل حجز المواعيد وإنشاء مقاطع الفيديو. هذه الخطوة تهدف إلى تحويل الاستثمار في الذكاء الاصطناعي إلى مصدر دخل ملموس.
بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن ميتا تستكشف طرقًا لدمج تقنيات Manus في تطبيقاتها الحالية، مثل فيسبوك وإنستغرام، لتحسين تجربة المستخدم وتقديم ميزات جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي. وتشمل المجالات المحتملة للتكامل تحسين محركات البحث، وتخصيص المحتوى، وأتمتة المهام المتكررة.
من المتوقع أن تواصل ميتا في البحث عن فرص للاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي، سواء من خلال الاستحواذ على شركات ناشئة أو من خلال تطوير تقنياتها الخاصة. وستراقب الأوساط التقنية والسياسية عن كثب تأثير هذا الاستحواذ على المنافسة في السوق، وعلى العلاقات بين الولايات المتحدة والصين في مجال التكنولوجيا. الخطوة التالية لميتا ستكون دمج Manus في عملياتها، وهو ما قد يستغرق عدة أشهر، مع التركيز على تطوير ميزات جديدة لـ Meta AI.
