أوضحت أمازون أن مشروع كويبر نجح في التحقق من صحة التكنولوجيا الرئيسية التي من شأنها زيادة الإنتاجية وتقليل زمن الوصول للعملاء الذين يستخدمون خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية.
وتُسمى هذه التقنية “الربط البصري بين الأقمار الصناعية“، وهي نوع من الاتصالات البصرية التي تستخدم أشعة الليزر تحت الحمراء لإرسال البيانات بين المركبات الفضائية في المدار.
وتتوفر هذه التقنية منذ مدة من أجل تمكين الاتصالات بين الأقمار الصناعية، مع أن الأجيال السابقة كانت مقتصرة على ربط قمرين صناعيين فقط في المرة الواحدة.
وتستطيع أقمار مشروع كويبر الاتصال بالعديد من المركبات الفضائية الأخرى في وقت واحد، مما يشكل شبكة متداخلة في الفضاء.
وتعد هذه القدرة الشبكية أمرًا أساسيًا، إذ إنها تتيح لأقمار مشروع كويبر نقل البيانات بشكل سريع بنسبة مقدارها 30 في المئة تقريبًا مقارنةً بكابلات الألياف الضوئية الأرضية التي ترسل البيانات عبر مسافة مماثلة.
وتغلبت أمازون على عدد من التحديات في سبيل تشغيل تقنية “الربط البصري بين الأقمار الصناعية“.
وتشمل تلك العقبات وجوب احتواء أجهزة الليزر على شعاع ضيق ودقيق للغاية من أجل ضمان الاتصال عبر مسافة مقدارها 2600 كم، في حين تتحرك المركبات الفضائية بسرعة مقدارها 25 ألف كم في الساعة، كما يجب مراعاة جميع الديناميكيات المدارية المصاحبة.
وأوضحت أمازون أنها أكملت بعد إطلاق النماذج الأولية في شهر أكتوبر عروضًا متعددة لتقنية “الربط البصري بين الأقمار الصناعية“، التي تحافظ خلالها الأقمار الصناعية على روابط بسرعة مقدارها 100 جيجابت في الثانية عبر مسافة تزيد على ألف كم.
وقالت الشركة: “أثبتت هذه الاختبارات صحة المكونات في بنية الاتصالات المتقدمة لمشروع كويبر، وتضمن النتائج تشغيل التقنية عبر أقمارنا المقرر في النصف الأول من عام 2024 إطلاقها”.
وأكدت أمازون في الشهر الماضي أنها تحققت من صحة جميع الأنظمة الأساسية والفرعية الموجودة عبر النموذجين الأوليين للقمرين الصناعيين.
وتعد هذه المرة الأولى التي تكشف فيها الشركة عن تفاصيل تقنية “الربط البصري بين الأقمار الصناعية“.
وقال راجيف باديال، نائب رئيس التكنولوجيا في مشروع كويبر، في بيان: “يعمل مشروع كويبر بشكل فعال بصفته شبكة متداخلة في الفضاء من خلال استخدام هذه التقنية عبر كوكبة أقمارنا الصناعية، وصممنا هذا النظام بالكامل داخليًا من أجل تحسين السرعة والتكلفة والموثوقية”.
وتتوقع أمازون أن يكون لديها في النصف الأخير من عام 2024 عدد كافٍ من الأقمار الصناعية من أجل بدء التجارب المبكرة للعملاء الأوائل.