العديد من الشركات المتخصصة في مجال تخزين البيانات تحدثت عن الدور الإيجابي للحمض النووي لتحسين قدرة تخزين البيانات لمدة زمنية طويلة جدًا.
شركة Biomemory الفرنسية هي واحدة من هذه الشركات التي تدعي قدرتها على حفظ البيانات لمدة قدرها 150 عامًا. وتدّعي Biomemory أنها الشركة الأولى في السوق التي تقدم ما تطلق عليه “بطاقة الحمض النووي” التي يمكنها استيعاب واحد كيلوبايت من بيانات الحمض النووي مقابل مبلغ قدره 1000 يورو. فعليًا هي ليست بطاقة تخزين بل هي كبسولة دائرية صغيرة الحجم توضع في البطاقة للحفاظ عليها.
وتزعم Biomemory أن طريقة تخزين بيانات الحمض النووي الخاصة بها توفر بعض المزايا الكبرى التي قد تستحق التكلفة المالية المرتفعة. وتتوقع أن تدوم مدة تخزين البيانات لكل بطاقة من بطاقات الحمض النووي لمدة قدرها 150 عامًا على الأقل، وهي مدة تزيد بكثير على عمر أي شخص قد يحتاج إلى تخزين بياناته.
تجدر الإشارة إلى أن Biomemory ليست أول شركة تكشف عن تقنية تخزين البيانات المستندة إلى الحمض النووي، البداية كانت في عام 2012 مع فريق من جامعة هارفارد الذي استطاع تخزين بيانات بحجم قدره 5 جيجابايت واستعادة تلك البيانات دون مشكلة.
وفي عام 2019، كشف الباحثون في مايكروسوفت وجامعة واشنطن عن وصولهم لخطوات عملية مع تقنية تخزين البيانات المستندة إلى الحمض النووي. وقبل بضعة أشهر فقط، في أواخر عام 2023، صمم العلماء الصينيون جهاز حاسوب يمكن برمجته باستخدام الحمض النووي.
وكشفت شركة Biomemory أيضًا عن أحدث ابتكاراتها مع نظام تخزين البيانات (Biomemory Prime Server Rack) المستقبلي، الذي سيكون قادرًا على تخزين بيانات بحجم قدره 100 بيتابايت لاستخدامه في مراكز البيانات. وتضع شركة التكنولوجيا الفرنسية موعدًا لإصدار (Biomemory Prime Server Rack) في عام 2026، لكن قد يكون موعدًا مبالغًا فيه نظرًا إلى أن تقنيتها الحالية تستغرق أيامًا لقراءة وكتابة البيانات.
اللافت أنك إذا قمت باختبار وظيفة DNA Encode من شركة Biomemory على موقعها الإلكتروني، فستكون قادرًا على كتابة نص بحد أقصى يصل إلى 1024 حرفًا أو بايتًا، وترميزها بالحمض النووي مباشرة.
وقمنا بتجربة ذلك بكتابة كلمة AitNews، وكما تلاحظون ظهر ترميز الحمض النووي بالشكل الظاهر في (الصورة المرفقة).
تجدر الإشارة أن الحمض النووي يتكون من أربعة نقاط رئيسية وهي: ثايمين (T)، وأدينين (A)، وجوانين (G)، وسيتوزين (C)، وبدلًا من نظام تشفير 10011101110 التقليدي، تحول نظام التشفير مع الحمض النووي إلى AGTTCACCGTA.