من المتوقع أن تدخل آبل سوق الهواتف القابلة للطي في العام المقبل مع إطلاق هاتف “آيفون فولد“، وهو ما يمثل تحولًا كبيرًا في استراتيجية الشركة. يأتي هذا التوقع بعد سلسلة من التسريبات والمصادر الموثوقة التي كشفت عن تفاصيل حول تصميم ومواصفات هذا الجهاز الجديد، والذي قد يُحدث ثورة في عالم الهواتف الذكية. تعتبر هذه الخطوة بمثابة رد فعل على المنافسة المتزايدة من شركات مثل سامسونج وهواوي في هذا المجال.
تستعد آبل لإطلاق هاتفها القابل للطي في خريف عام 2025، وفقًا لأحدث التقارير، مع احتمال تأجيله إلى عام 2027 إذا واجهت الشركة تحديات في تصميم المفصل. يُتوقع أن يكون سعر الجهاز مرتفعًا للغاية، يتراوح بين 2000 و 2500 دولار أمريكي، مما يجعله أغلى هاتف آيفون على الإطلاق. هذا السعر المرتفع يعكس التحديات التقنية والتكاليف المرتبطة بتطوير هاتف قابل للطي.
تصميم هاتف آيفون فولد: نظرة على التفاصيل المتوقعة
تشير التسريبات إلى أن آبل ستعتمد تصميمًا مشابهًا لهواتف Galaxy Z Fold من سامسونج، حيث سيكون الهاتف قابلاً للطي أفقيًا مثل الكتاب. هذا يعني أن المستخدمين سيحصلون على شاشة أكبر عند فتح الهاتف، مما يوفر تجربة مشاهدة أفضل للأفلام والألعاب. في المقابل، لن تتبع آبل تصميم “الفليب” الصدفي الموجود في هواتف Galaxy Z Flip.
من المتوقع أن يتراوح سمك الجهاز بين 9 ملم و 9.5 ملم عند طيه، وبين 4.5 ملم و 4.8 ملم عند فتحه، وفقًا للمحلل Ming-Chi Kuo. هذا السُمك يعتبر معقولًا بالنسبة لهاتف قابل للطي، خاصةً مع الأخذ في الاعتبار الحاجة إلى توفير مساحة للمفصل والشاشات.
أبعاد الشاشات وجودتها في هاتف آيفون فولد
من المرجح أن يتميز هاتف آيفون فولد بشاشة خارجية بقياس 5.5 بوصات، مماثلة لشاشات آيفون التقليدية، لتوفير سهولة الاستخدام للمهام اليومية. بالإضافة إلى ذلك، سيحتوي على شاشة داخلية أكبر بقياس 7.8 بوصات، تقترب من حجم شاشة جهاز آيباد ميني، مما يجعله مثاليًا لتصفح الإنترنت ومشاهدة مقاطع الفيديو.
تشير التسريبات إلى أن الشاشة الداخلية ستأتي بدقة 1920 × 2713 بكسل، بينما ستكون الشاشة الخارجية بدقة 1422 × 2088 بكسل. هذه الدقة العالية ستضمن تجربة مشاهدة واضحة وحادة على كلا الشاشتين.
تقليل التجعد في منطقة الطي
أحد التحديات الرئيسية في تصميم الهواتف القابلة للطي هو تقليل التجعد الذي يظهر في منطقة الطي. تشير التقارير إلى أن آبل تعمل على حل هذه المشكلة من خلال استخدام لوح معدني لتوزيع الضغط الناتج عن الانحناء، بالإضافة إلى استخدام معدن سائل داخل المفصل لتعزيز المتانة وتقليل ظهور آثار الطي. هذه التقنيات قد تسمح بإنتاج هاتف قابل للطي بشاشة أكثر سلاسة.
المواد المستخدمة والكاميرات
من المتوقع أن يتم تصنيع هيكل هاتف آيفون فولد من التيتانيوم، وهو مادة قوية وخفيفة الوزن. أما المفصل، فسيتم تصنيعه من مزيج من التيتانيوم والفولاذ المقاوم للصدأ لضمان المتانة والاستقرار.
فيما يتعلق بالكاميرات، من المرجح أن يضم الهاتف كاميرا خلفية مزدوجة العدسات، بالإضافة إلى كاميرا أمامية خارجية وأخرى داخلية. تشير التسريبات إلى أن العدستين الخلفيتين ستأتيان بدقة 48 ميجابكسل لكل منهما، مما يوفر صورًا عالية الجودة. وتشير بعض المصادر إلى أن هذا الهاتف قد يحصل على تحسينات خاصة في معالجة الصور.
الاتصال والتكنولوجيا اللاسلكية
وفقًا لمارك جورمان، سيتضمن هاتف آيفون فولد مودم آبل الجديد C2، والذي يمثل خطوة نحو استقلالية الشركة عن مودمات كوالكوم. وكانت آبل قد قدمت مودمها الأول C1 في iPhone 16e، ثم C1X في iPhone Air.
من الجدير بالذكر أن الجهاز لن يحتوي على منفذ لشريحة SIM فعلية، بل سيعتمد على تقنية eSIM بشكل كامل. هذا التحول يعكس الاتجاه العام نحو التكنولوجيا اللاسلكية وتقليل الاعتماد على المكونات المادية.
تختبر آبل حاليًا اللونين الأسود والأبيض فقط للهاتف، ولكن قد يتم إضافة ألوان أخرى قبل الإطلاق. يبقى أن نرى ما إذا كانت الشركة ستتبع نفس استراتيجية الألوان التي تعتمدها في هواتف آيفون التقليدية.
بشكل عام، يمثل هاتف آيفون فولد خطوة جريئة من آبل نحو دخول سوق الهواتف القابلة للطي. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من التحديات التي يجب على الشركة التغلب عليها، مثل تقليل التجعد في الشاشة وتوفير عمر بطارية كافٍ. في الوقت الحالي، يجب على المستهلكين الانتظار حتى الإطلاق الرسمي للهاتف لتقييم أدائه وميزاته بشكل كامل. الخطوة التالية المتوقعة هي المزيد من التسريبات التفصيلية حول البرمجيات وتكامل نظام iOS مع الشاشة القابلة للطي، بالإضافة إلى أي تحديثات حول موعد الإطلاق النهائي.
