يشهد قطاع الهواتف الذكية حاليًا تطورًا متسارعًا وتحولات جذرية تعكس التقدم المستمر في مجال التكنولوجيا، إذ أظهر تقرير جديد من مؤسسة (Counterpoint Research) لأبحاث السوق أن شحنات الهواتف الذكية المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي ستصل إلى أكثر من 100 مليون وحدة في 2024، ومن المتوقع أن تصل شحنات هذه الهواتف إلى 522 مليون وحدة بحلول عام 2027، وذلك بمعدل نمو سنوي مركب قدره 83%.
وأوضح التقرير أيضًا أن سامسونج وكوالكوم ستكونان من الشركات الرائدة في قطاع الهواتف التي تدعم الذكاء الاصطناعي، إذ تعزز منتجاتهما الحالية وإمكانياتهما وضعهما الريادي في هذا المجال.
وعلى غرار ما فعلته سامسونج في قطاع الأجهزة القابلة للطي، من المتوقع أن تستحوذ الشركة على ما يقرب من 50% من حصة الهواتف التي تدعم الذكاء الاصطناعي خلال العامين المقبلين، تليها الشركات الصينية الرائدة في سوق الهواتف الذكية، مثل: شاومي، وهونر، وأوبو، وفيفو.
وتستعد شركة سامسونج للكشف عن سلسلة هواتف (Galaxy S24) الرائدة المنتظرة يوم 17 من يناير الجاري، وصرحت سامسونج بأن هواتفها الجديدة ستوفر تجربة هاتف محمول جديدة تمامًا مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
في حين أشار التقرير إلى أن شركة كوالكوم ستستحوذ على أكثر من 80% من سوق الهواتف التي تدعم الذكاء الاصطناعي خلال العامين المقبلين، ومن المرجح أن تلحق بها شركة ميدياتيك بفضل معالج Dimensity 9300 الذي ستعمل به بعض الأجهزة.
كيف سيغير الذكاء الاصطناعي الهواتف خلال 2024؟
كانت تقنية الذكاء الاصطناعي مزية موجودة في الهواتف الذكية على مدار الأعوام القليلة الماضية، ولكن تشير التقارير والمنتجات التي ظهرت حتى الآن إلى أن عام 2024 سيشهد ظهور الهواتف الذكية التي تعمل بمعالجات يمكنها تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي محليًا دون الحاجة إلى خوادم سحابية.
وأخذت شركة جوجل السبق في هذه الخطوة عندما كشفت في نهاية عام 2023 عن نموذج (Gemini Nano)، الذي صُمم للعمل في الهواتف الذكية، وأدمجته في هواتفها (Pixel 8) التي تعمل بمعالج (Tensor G3) الجديد، لأداء المهام التي تتطلب معالجة سريعة للذكاء الاصطناعي في الهاتف نفسه دون الحاجة إلى الاتصال بخوادم خارجية، مثل: اقتراح الردود داخل تطبيقات الدردشة أو تلخيص النصوص.
وأشارت الكثير من التقارير إلى أن سامسونج ستتبع نهج جوجل نفسه في هواتفها (Galaxy S24)، إذ ستدمج فيها نموذجها للذكاء الاصطناعي التوليدي (غاوس) لإنشاء الصور وتحريرها، وإنشاء رسائل البريد الإلكتروني، وتلخيص المستندات، والمساعدة في البرمجة.
كما ستقدم في هواتف (Galaxy S24) المساعد الذكي (Galaxy AI)، الذي وصفته بأنه سيقدم تجربة ذكاء اصطناعي شاملة للهواتف المحمولة، مدعومة بكل من الذكاء الاصطناعي الموجود في الجهاز، الذي طورته بنفسها، والذكاء الاصطناعي القائم على السحابة الذي طورته بالتعاون مع شركات أخرى.
ومن ثم؛ ستجمع الهواتف الذكية بين قدرات الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق لتوفير تجربة مستخدم فريدة ومتطورة، إذ ستتميز بالقدرة على تحليل البيانات والمعلومات المتعلقة بالمستخدم لتوفر له تجربة مخصصة وفاعلة.
سيساعد الذكاء الاصطناعي التوليدي المدمج في الهواتف المستخدم في إنشاء محتوى وتجارب مخصصة، مثل: الخلفيات المخصصة، ونغمات الرنين، والرموز التعبيرية، والملصقات، كما يمكن استخدامه في تخصيص التوصيات والإشعارات والإعدادات وفقًا لتفضيلات كل مستخدم وسلوكه.
وستوفر هذه الهواتف مساعدًا رقميًا ذكيًا، يساعد المستخدم في إجراء المهام اليومية، مثل: تنظيم المواعيد، وتذكيره بالأحداث المهمة، وتوفير إرشادات وتوصيات مخصصة، وسيتعلم المساعد الرقمي من سلوك المستخدم ويتكيف مع احتياجاته وتفضيلاته الشخصية مع مرور الوقت، مما يجعل التفاعل مع الهاتف الذكي تجربة أكثر متعة.
علاوة على ذلك، ستؤدي الهواتف التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي دورًا مهمًا في تحسين أداء الكاميرا والتصوير، إذ ستستخدم هذه الهواتف تقنيات التعلم العميق لتحليل المشاهد وتحسين جودة الصور ومقاطع الفيديو.
وبالنسبة للأمان، يمكن أن تقدم الهواتف التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي طبقات إضافية من الحماية والأمان، باستخدام تقنيات التعلم العميق للكشف عن السلوك غير المعتاد وتحليل البيانات لتعرّف تهديدات الأمان المحتملة.