حققت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) تقدمًا كبيرًا في مجال التقنيات الزراعية المناخية من خلال تطوير تقنية تُسمى (SecondSky) لأغطية البيوت المحمية الزراعية، وذلك بالتعاون مع شركة (آيريس) Iyris الناشئة، التي تدعمها الجامعة.
وقد طُورت تقنية (SecondSky) خلال ست سنوات في مختبرات (كاوست) بقيادة الدكتورة ديريا باران، والدكتور مارك تيستر، والدكتور ريان ليفرز. وستعمل (كاوست) على دعم شركة آيريس لتلبية الطلب الدولي القوي على أغطية وشبكات البيوت المحمية الزراعية المعززة بتقنية (SecondSky).
وتعمل هذه التقنية المبتكرة على تحسين غلة المحاصيل وخفض تكاليف الإنتاج في البيئات الزراعية الصعبة، مما يساهم في تعزيز الأمن الغذائي.
أهم مزايا تقنية (SecondSky) الجديدة:
تمتلك تقنية (SecondSky) القدرة على حجب الإشعاع الحراري بالأشعة تحت الحمراء القريبة، مما يساعد المزارعين في:
- زيادة غلة المحاصيل: تساعد تقنية (SecondSky) في تحسين ظروف النمو، مما يساعد في زيادة غلة المحاصيل.
- خفض تكاليف الإنتاج: تقلل هذه التقنية من الحاجة إلى الري والأسمدة، مما يساعد في خفض تكاليف الإنتاج.
- مقاومة تغيرات المناخ: تساعد تقنية (SecondSky) في حماية المحاصيل من الإجهاد الحراري والجفاف، مما يُساعد على زراعة المحاصيل في بيئات صعبة.
وتعليقًا على ذلك؛ قالت ديريا باران، الأستاذة المساعدة في قسم هندسة وعلوم المواد في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والمؤسس المشارك لشركة آيريس: “استغرقت تقنية (SecondSky) سنوات من البحث في مختبرات كاوست، وكانت الجامعة أول مستثمر ينضم إلينا في عام 2018، إذ حرصت جامعة كاوست على دعم تطورنا من شركة ناشئة إلى شركة زراعية مجدية تجاريًا”.
دعم كاوست للشركات الناشئة:
أشارت (ديريا باران) إلى أن جامعة (كاوست) تُعدّ من الجهات القوية الداعمة للشركات الناشئة، إذ ساعدت أكثر من 374 شركة في مراحلها الأولى، وجمعت هذه الشركات مجتمعة أكثر من 537 مليون دولار ووفرت أكثر من 4300 وظيفة.
وتسعى (كاوست) إلى الاستمرار في دعم الحلول الرائدة في مجالات متنوعة مثل: المدن الذكية والتجارة الإلكترونية والتحول الاقتصادي والرقمي والتخفيف من آثار تغير المناخ وتعزيز الأمن الغذائي.
التكنولوجيا الزراعية بوابة جديدة للنمو في السعودية:
يشهد قطاع التكنولوجيا الزراعية نموًا هائلًا على مستوى العالم، حيث من المتوقع أن يصل حجمه إلى 7.4 مليارات دولار أمريكي بحلول عام 2030. وتُدرك المملكة العربية السعودية إمكانيات هذا القطاع الواعد، وتسعى جاهدة إلى أن تصبح مركزًا رائدًا للابتكار في مجال التكنولوجيا الزراعية.
وتؤدي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) دورًا محوريًا في دفع عجلة التقدم في مجال التكنولوجيا الزراعية في المملكة، إذ تضم الجامعة العديد من فرق الأبحاث المتخصصة التي تركز في الزراعة الصحراوية، وتُساهم في تأسيس شركات ناشئة رائدة في هذا المجال.
ومن أبرز الشركات الناشئة التي تخرجت من مختبرات كاوست هي شركة تيراكسي، التي تركز في تحويل النفايات العضوية إلى تربة دائمة، تُستخدم لتخضير المناظر الطبيعية القاحلة وتحتجز الكربون في الوقت نفسه.
وقد أشار إيان كامبل، نائب الرئيس لمعهد التحول الوطني في (كاوست) إلى أن نجاح التقنية الجديدة يُظهر القوة الإبداعية التي تتمتع بها الجامعة داخل المملكة، إذ أدت مبادراتها في دعم الشركات الناشئة دورًا محوريًا في تشكيل منظومة الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا العميقة في المملكة وتحقيق التقدم في قطاع التكنولوجيا الزراعية.
وتجدر الإشارة إلى أن تقنية (SecondSky) ساعدت في جينات نباتية جديدة من خلال عملية تهجين مبتكرة لتعزيز مرونة النباتات وقدرتها على مقاومة الملوحة والحرارة والجفاف في محاصيل متنوعة، مما يضمن إنتاجًا غذائيًا أكثر مرونة ويمكن الاعتماد عليه.
وقد أثبتت التقنية الجديدة فعاليتها وحققت نتائج مذهلة مع بعض كبار مزارعي الطماطم في العالم في تجارب واسعة النطاق في حقول مفتوحة، إذ أظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا في مقاومة النباتات لهذه الظروف القاسية، مما أدى إلى زيادة الإنتاجية بنحو كبير.