في مشهدٍ يُجسّد التحوّل الرقمي الذي تقوده دبي بخطى واثقة نحو المستقبل، شاركت غرف دبي في فعاليات “جيتكس جلوبال 2025” لتؤكد مجدداً أن الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية لم تعد مجرد أدوات تقنية، بل أصبحت محركات رئيسية لتوسيع آفاق الأعمال وتعزيز مكانة دبي كعاصمة عالمية للاقتصاد الرقمي. وجاءت المشاركة لتبرز رؤية الإمارة الطموحة في بناء اقتصاد أكثر ذكاءً، وبيئة أعمال تتكامل فيها التكنولوجيا مع الابتكار وريادة الأعمال.
التحول الرقمي ركيزة لتسريع النمو الاقتصادي
أكد سعادة محمد علي راشد لوتاه، مدير عام غرف دبي، في كلمة ألقاها خلال جلسة “باور سميت Power Summit”، أن الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية يشكّلان اليوم محركًا رئيسيًا لتسريع وتيرة النمو الاقتصادي العالمي، مشيرًا إلى أن وتيرة التطور التكنولوجي المتسارعة تُحدث تحولًا جذريًا في التجارة الدولية، وتُعيد تعريف سلاسل الإمداد وأنماط العمل التقليدية.
وأوضح سعادته أن التحول الرقمي أصبح أداة تمكينية تتيح للشركات الصغيرة والناشئة فرصًا متكافئة في الأسواق العالمية، عبر خفض تكاليف التشغيل والدخول إلى الأسواق، وتمكينها من التواصل المباشر مع العملاء والشركاء في مختلف أنحاء العالم.
دعم منظّم للشركات الرقمية الناشئة
وسلّط سعادته الضوء على النتائج الملموسة لجهود غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، التي دعمت أكثر من 1,200 شركة رقمية ناشئة خلال عام 2024، بزيادة بلغت 120% مقارنةً بالعام السابق، ما يعكس تسارع نمو المنظومة الرقمية في الإمارة. وأشار إلى أن مبادرات مثل “منصة دعم وجذب الشركات” شكّلت نقلة نوعية في تسهيل تأسيس المشاريع الرقمية، من خلال تبسيط الإجراءات وتوفير بيئة مرنة تُشجّع رواد الأعمال على الابتكار وتوسيع نطاق أعمالهم داخل دبي وخارجها.
“مقر رواد أعمال دبي”.. منصة متكاملة للمستقبل
تطرّق سعادته إلى الدور الإستراتيجي الذي يؤديه “مقر رواد أعمال دبي” في تحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33)، قائلاً: “يشكل مقر رواد أعمال دبي أول منصة من نوعها تجمع بين التواجد الفعلي والمنظومة الرقمية الشاملة، بهدف جمع روّاد الأعمال والمستثمرين وغيرهم من أصحاب الشركات والمؤسسات الداعمة تحت سقف واحد، إذ تمكّن هذه الخطوة روّاد الأعمال من الوصول إلى موارد جديدة لإطلاق مشاريعهم وتوسيع نطاقها وتحقيق النجاح”.
وأوضح سعادته أن مقر رواد أعمال دبي يأتي كإحدى المبادرات الريادية ضمن أجندة دبي الاقتصادية (D33)، ليشكّل ركيزة أساسية في تحقيق أهدافها الطموحة. ويعمل المقر على تمكين 30 شركة ناشئة من النمو والتحوّل إلى شركات مليارية (يونيكورن) تنطلق من دبي نحو الأسواق العالمية، إلى جانب مساعدة نحو 400 شركة صغيرة ومتوسطة على توسيع حضورها الدولي بحلول عام 2033، بما يعزز مكانة دبي كمركز عالمي لريادة الأعمال والابتكار.
ويعكس هذا المشروع الطموح إستراتيجية دبي لبناء منظومة اقتصادية رقمية متكاملة، تتيح للشركات العمل في بيئة تدعم التجربة والابتكار والانتقال السلس نحو الأسواق العالمية.
بيئة رقمية مزدهرة تقود المستقبل
وفي ختام كلمته، شدّد سعادته على أن الرؤية الواضحة التي تتبناها دبي، إلى جانب بنيتها التحتية الرقمية المتقدمة، تمهّد الطريق نحو اقتصاد مستدام قائم على المعرفة والتقنية. ودعا إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لبناء عالم أكثر ذكاءً وترابطًا تُصبح فيه التكنولوجيا عنصرًا أساسيًا في تمكين رواد الأعمال وتحفيز النمو الاقتصادي الشامل.
وبهذا، تواصل دبي ترسيخ مكانتها كحاضنة عالمية للابتكار الرقمي، ومركز جذب للشركات التقنية الطموحة التي تبحث عن بيئة أعمال تتكامل فيها التكنولوجيا مع الرؤية الاقتصادية الطموحة.