بدأ الذكاء الاصطناعي تدريجيًا بتحويل كل جانب من جوانب حياتنا تقريبًا، لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أنه يمكن أن يساعد أولئك الذين يعانون اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، أو ما يُعرف باسم ADHD.
يواجه الأشخاص الذين يعانون هذا الاضطراب تحديات يومية عديدة، مثل: صعوبة الحفاظ على التركيز وعدم القدرة على إدارة الوقت بفعالية، وهذه الجوانب يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدم فيها دعمًا استثنائيًا، وسنذكر فيما يلي أبرز الطرق التي يساعد فيها الذكاء الاصطناعي مرضى اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
1- إدارة الوقت:
قد تكون إدارة المهام الكبيرة أمرًا مرهقًا للمصابين بنقص الانتباه وفرط النشاط؛ في مثل هذه الحالات، يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم الدعم من خلال تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام صغيرة يمكن إدارتها بسهولة.
تتيح تطبيقات مثل TrevorAI إمكانية تنظيم الوقت، وتقسيم المهام الكبيرة إلى مهام صغيرة يمكن إنجازها بسهولة، وهناك تطبيق آخر يسمى Evernote يساعد في وضع قوائم المهام وتعيين التذكيرات للمساعدة في إدارة الوقت بفعالية.
2- مراقبة الأعراض:
إضافةً إلى إدارة المهام والوقت، يساعد الذكاء الاصطناعي أيضًا في مراقبة أعراض الاضطراب، إذ تستخدم أدوات مثل Affectiva التعلم الآلي للمساعدة في مراقبة صحة الفرد، فمن خلال معالجة المعلومات المتعلقة بالأنشطة والسلوكيات اليومية، يمكن لهذه الأداة تقديم رؤى عن مدى نجاح الفرد في إدارة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وهذا النوع من المراقبة المستمرة يتيح إمكانية اتباع الإستراتيجيات المناسبة لحظيًا وتقليل حدة الأعراض.
3- تسهيل تحديد الأولويات:
بالنسبة لمرضى اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فإن تحديد الأولويات أمرًا صعبًا للغاية، لكن مع أدوات الذكاء الاصطناعي، يمكن إنشاء قوائم مهام ذكية تحدد أولويات المهام تلقائيًا، ومن أبرز هذه الأدوات أداة Monday ، وأداة Jira.
4- تذكر جميع الأعمال اليومية:
إن صعوبة تذكر المهام والمواعيد من أكثر المشكلات شيوعًا لدى الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وهنا يأتي دور المساعدين الافتراضيين المدعومين بالذكاء الاصطناعي مثل سيري ومساعد جوجل لتذكيرهم بكل شيء مثل تناول الأدوية ومواعيد اجتماعات العمل وغير ذلك.
كل ما عليك فعله هو إخبار المساعد الافتراضي بما يجب أن يذكرك به ومتى، وسيقوم بذلك في الوقت المناسب لمساعدتك في تجنب تفويت الأحداث المهمة أو المواعيد النهائية.
5- التركيز والإنتاجية:
مشكلة أخرى يعانيها الأشخاص المصابون باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط هي صعوبة التركيز في شيء واحد مدة طويلة، وللتعامل مع هذه المشكلة؛ يمكن اللجوء إلى بعض أدوات الذكاء الاصطناعي مثل: Superhuman و Sunsama التي تساعد في زيادة الإنتاجية والتركيز.
6- التذكير بالأدوية:
يحتاج معظم المصابين بهذا الاضطراب إلى تناول أدوية معينة للسيطرة على الأعراض، ولكنهم يجدون غالبًا صعوبة في تذكر تناول الدواء في الوقت المحدد. وللتغلب على هذه المشكلة؛ يمكن الاستفادة من التطبيقات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مثل: Healthily للتذكير بتناول الدواء في الوقت المحدد.
الخاتمة:
إن التعايش مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ليس بالأمر السهل، ولكن الذكاء الاصطناعي يمكنه المساعدة في التغلب على العقبات اليومية التي يواجهها الذين يعانون هذا الاضطراب؛ إذ يمكن للعديد من أدوات الذكاء الاصطناعي مساعدتهم في تنظيم وقتهم، ومراقبة الأعراض وإدارتها وتعزيز التركيز والإنتاجية.
وفي المستقبل سيستمر الذكاء الاصطناعي في مساعدة المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مع تحسين الأدوات المعتمدة عليه، وقد يفتح آفاقًا جديدة في طرق تحسين حياتهم.
ومع أن الذكاء الاصطناعي يقدم العديد من الفوائد للمصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، يحذر بعض الأطباء من الاعتماد المفرط عليه؛ لأن الاعتماد المفرط على التكنولوجيا يمكن أن يُضعف مهارات حل المشكلات لدى الفرد، وخاصةً عند الأطفال والمراهقين.