يُغير الذكاء الاصطناعي العديد من الصناعات بسرعة من خلال تحسين سير العمل، وتسهيل تحليل البيانات والمساعدة في إنشاء أنظمة أكثر ذكاءً وكفاءة من قبل، ويُعدّ قطاع التأمين من القطاعات التي يمكنها الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتسهيل تحديد الأسعار المناسبة.
تحلل شركات التأمين مجموعة واسعة من البيانات لحساب المخاطر المُحتملة، ثم تحديد السعر المناسب للخدمات المختلفة، وعند استخدام الذكاء الاصطناعي للتدقيق في مجموعات البيانات الضخمة، سيضمن هذا تقديم خدمة أسرع وأسعار مناسبة لحاملي وثائق التأمين. ويمكن أن يُحدث هذا التحول ثورة في كيفية حساب شركات التأمين للأقساط لجعل العملية أكثر شفافية ومُصممة خصوصًا لكل فرد.
إليك المزيد من التفاصيل حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تسعير خدمات التأمين:
أولًا: ما أساسيات التسعير في شركات التأمين؟
تحدد شركات التأمين الأسعار بعد تحليل البيانات الخاصة بالعميل مثل: العمر والموقع الذي يعيش فيه، بالإضافة إلى نوع التأمين الذي يريده.
على سبيل المثال: في حالات التأمين على الحياة أو التأمين الشخصي تزداد الأقساط مع تقدم عمر الشخص، ويعود السبب في ذلك إلى أن الشيخوخة ترتبط عادة بالمزيد من المضاعفات الصحية وهذا يزيد المخاطر على شركات التأمين.
تتحقق الشركات أيضًا من المكان الذي يعيش فيه العميل لأن المناطق المختلفة لديها مستويات مخاطر مختلفة بسبب معدلات الجريمة أو المخاطر البيئية.
تواجه شركات التأمين التحدي المتمثل في تحقيق التوازن بين التقييم الدقيق للمخاطر والتسعير التنافسي، ويجب أن يقدموا أسعارًا جذابة للعملاء مع ضمان تغطية التكاليف المُحتملة، وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي.
ثانيًا ما دور الذكاء الاصطناعي في التأمين؟
في الوقت الحالي، تستخدم العديد من شركات التأمين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لإدارة بياناتها وتحليلها. ويؤكد هذا التبني الواسع النطاق دور هذه التقنية الحاسم في تحديث هذه الصناعة وتسهيل عملها.
يسمح استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لشركات التأمين بالتعامل مع كميات كبيرة من المعلومات بدقة وسرعة غير مسبوقة. وتتيح لهم هذه القدرة تقييم المخاطر وتحديد الأسعار المناسبة واكتشاف الاحتيال بنحو أكثر فعالية من قبل. وهذا يعني خدمة أسرع وتسعير أكثر دقة يعكس المخاطر الفعلية ومصمم خصوصًا لاحتياجات الأشخاص الفردية، وهذه التحسينات تعزز مكانة شركة التأمين كما تعزز تجربة حامل وثيقة التأمين.
ثالثًا: ما التغييرات التي يُحدثها الذكاء الاصطناعي في طريقة تسعير خدمات التأمين؟
يعزز الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي بنحو كبير دقة تقييم المخاطر من خلال تحليل مجموعات البيانات الواسعة. وتدرس هذه التقنيات الأنماط المعقدة التي قد يغفل عنها المحللون البشريون وتساعد في الفهم العميق لعوامل الخطر الخاصة بكل حامل وثيقة تأمين. وهذا يعني أنه يمكن لشركات التأمين تحديد أسعار خدماتها بنحو أكثر دقة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن قدرة هذه التقنيات على معالجة كميات كبيرة من البيانات وتحليلها تُسرّع معالجة المطالبات وتضمن حصول العملاء على تعويضات بسرعة أكبر عند الحاجة، كما تقلل بنحو كبير من احتمالية الإفراط في الأسعار أو التقليل منها بنحو كبير، ويضمن أن يدفع حاملو وثائق التأمين مبالغ مناسبة تتوافق مع مستوى المخاطر الفعلي.
من ناحية أخرى، تمتاز أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في شركات التأمين بأنها بارعة في الكشف عن الأنشطة الاحتيالية؛ مما يساعد في حماية شركة التأمين وحاملي وثائق التأمين من الخسائر المالية المُحتملة.
يساعد الذكاء الاصطناعي أيضًا في إنشاء خطط تأمين شخصية مصممة خصوصًا لتلبية الاحتياجات الفردية. ويحدث هذا التخصيص من خلال تحليل البيانات التفصيلية؛ مما يسمح لشركات التأمين بفهم العملاء من مُختلف الفئات بنحو أعمق وتقديم خطط تناسب أنماط الحياة المختلفة.
من ناحية أخرى، يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة المهام والتحليلات الروتينية التي تقوم بها شركات التأمين مثل: إدخال البيانات ومعالجة المطالبات؛ مما يسرّع هذه العمليات ويقلل فرصة الخطأ البشري، وينتج عن ذلك خدمة أسرع وأكثر موثوقية.
رابعًا: ما الآثار المترتبة على حاملي وثائق التأمين؟
أدى استخدام الذكاء الاصطناعي في التأمين إلى تحول كبير نحو أقساط أكثر عدلًا، فمن خلال إدماج الذكاء الاصطناعي، يمكن لشركات التأمين تخصيص الأقساط ومكافئة حاملي وثائق التأمين على أنماط الحياة الصحية أو ممارسات القيادة الآمنة بأسعار مخفضة.
من ناحية أخرى، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع التأمين يثير لدى حاملي وثائق التأمين مخاوف تتعلق بالخصوصية وأمن البيانات؛ لأن شركات التأمين ستجمع المزيد من البيانات الشخصية وتحللها لضبط الأسعار وتسريع معالجة المطالبات.
لذا يجب على شركات التأمين أن يستثمروا بكثافة في تأمين البيانات، وهذا يعني تنفيذ تدابير قوية للأمن السيبراني وسياسات واضحة لاستخدام البيانات لحماية المعلومات الحساسة للعملاء، بالإضافة إلى ذلك، يجب على حاملي وثائق التأمين البقاء على علم بكيفية تعامل الشركات مع بياناتهم.