يتزايد اهتمام الشركات باستخدام أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي في مجال التجارة الإلكترونية؛ لأنها تساعد في فهم احتياجات العملاء بدقة كبيرة، واختيار العروض المناسبة لهم. كما يعزز الذكاء الاصطناعي تجربة التسوق وخدمة العملاء ويسهل للمستخدمين الوصول إلى ما يبحثون عنه بسرعة ودقة.
دور الذكاء الاصطناعي في تحسين التجارة الإلكترونية:
إليك أبرز الطرق التي يمكن للذكاء الاصطناعي من خلالها تحسين التجارة الإلكترونية:
1- يعزز الذكاء الاصطناعي المبيعات:
في تقرير عن تجربة العملاء نشرته شركة Salesforce Research، وشارك فيه أكثر من 6700 شخص، يتوقع ما نسبته 76% منهم من الشركات أن تفهم احتياجاتهم وتوقعاتهم.
وما يبحث عنه عملاء المتاجر الإلكترونية الراحة والتخصيص، ونظرًا إلى قدرة أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي على تخصيص تجربة التسوق؛ تسعى شركات التجارة الإلكترونية إلى تضمين الذكاء الاصطناعي في عملها لجذب العملاء والاحتفاظ بهم.
ويمكن لإستراتيجية التسويق الفعالة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تقديم ما يرغب فيه العميل ويحتاج إليه في الوقت المناسب، أي أن قدرة الذكاء الاصطناعي لا تقتصر على معرفة رغبات العملاء وحسب، بل تساعد أيضًا في توقع رغباتهم.
مزية أخرى يقدمها الذكاء الاصطناعي لتجار التجزئة عبر الإنترنت المساعدة في الحفاظ على علاقات طويلة الأمد مع العملاء؛ إذ يعزز الذكاء الاصطناعي ولاء العملاء للشركة بفضل التجربة المميزة التي حصلوا عليها في أثناء التسوق.
2- يمكن لأنظمة التعلم الآلي توقع ما يرغب فيه العملاء:
تُعد التجارة الإلكترونية المجال الذي تظهر فيه إمكانات التعلم الآلي بنحو واضح؛ فمن خلال مراقبة الأنماط المتكررة في سلوك العملاء، يمكن للأنظمة التقنية التي تستخدمها شركات التجارة الإلكترونية تحديد اهتمامات جمهورها المستهدف في الوقت الحالي وفي المستقبل بدقة.
ويمكن تطبيق التعلم الآلي في التجارة الإلكترونية بالخطوات التالية:
- جمع سيناريوهات مختلفة عن سلوك العملاء.
- معالجة المعلومات وتحديد الأنماط في سلوك العملاء.
- تحسين خوارزميات التحليل ومزايا القدرة على التنبؤ.
ومن خلال جمع البيانات عن تجربة العملاء ومعالجتها، يمكن للذكاء الاصطناعي تكوين توصيات فردية وعروض خاصة لحظيًا، ونتيجة لذلك، تأتي العروض للعملاء في الوقت الذي يكونون فيه أكثر اهتمامًا بالشراء.
3- يزيد الذكاء الاصطناعي رغبة العملاء في شراء المزيد:
عند التسوق لشراء بدلة أو فستان جديد على سبيل المثال، قد يتساءل العميل عن كون الأحذية أو الإكسسوارات التي يمتلكها بالفعل تناسب القطعة الجديدة، ومع أنه يحتاج فقط إلى شيء واحد، فإنه يقرر إجراء عمليات شراء إضافية، وتُعرف هذه الحال باسم تأثير ديدرو (Diderot effect).
في التجارة الإلكترونية يمكن مضاعفة تأثير ديدرو بنحو كبير باستخدام الذكاء الاصطناعي، إذ يمكن للأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تعرّف أنماط سلوك العملاء وتحليلها على موقع التسوق، وتقديم اقتراحات لمنتجات تناسب المنتج الذي يرغبون في شرائه.
تتضمن بعض الأنماط الأكثر شيوعًا التي يمكن للذكاء الاصطناعي اكتشافها ومعالجتها ما يلي:
- العناصر التي ينقر عليها المستخدم، أو يضع عليها علامة النجمة، أو يضيفها إلى عربة التسوق.
- المنتجات التي يتخطاها المستخدم.
- الوقت الذي يقضيه المستخدم في الصفحة التي تعرض معلومات وصور للمنتج.
- المنتجات المخزنة في سجل طلبات المستخدم.
من خلال تحليل هذه المعلومات، يساعد الذكاء الاصطناعي أصحاب مواقع التسوق الإلكتروني في تخمين اهتمامات المشترين بنحو دقيق، وعرض المنتجات المناسبة لهم.
4- يساعد في تخصيص العروض وتجربة التسوق:
وفقًا لتقرير ديلويت، فإن الناس على استعداد لدفع ما نسبته 20% أكثر مقابل منتج أو عرض مخصص، وهذا يدل على أهمية تقديم العروض المخصصة للعملاء حسب رغباتهم، ومن خلال الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي، يمكن لتجار التجزئة عبر الإنترنت زيادة تنوع العروض المقدمة للعملاء وتخصيصها.
ويمكن أن توفر الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي إمكانيات تخصيص عديدة، مثل:
- تخصيص الأوصاف: ويُقصد بذلك تخصيص النصوص التي تصف المنتجات وتكييفها مع احتياجات المشتري المحتمل.
- إنشاء عروض مخصصة: وهذا يعني إنشاء عروض فردية لمجموعات مختلفة من الجمهور المستهدف تناسب رغباتهم الخاصة.
- تخصيص النشرة الإخبارية عبر البريد الإلكتروني: تخصيص محتوى النشرة الإخبارية عبر البريد الإلكتروني وفقًا لاهتمامات العملاء.
- معالجة مراجعات العملاء: تحليل مراجعات العملاء لتحديد المنتجات المطلوبة بكثرة.
- تقديم الاستشارات والتوجيه: تقديم الاستشارات وحل مشكلات العملاء في الوقت المناسب، والتحدث معهم عبر الإنترنت مباشرةً على موقع الويب من خلال برامج الدردشة أو المساعدين الصوتيين.
أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية:
فيما يلي سنذكر أبرز 3 تطبيقات للذكاء الاصطناعي في مجال التجارة الإلكترونية:
1- البحث باستخدام الصور:
يساعد البحث باستخدام الصور المعتمد على الذكاء الاصطناعي في البحث عن المنتجات التي قد لا يعرف المستخدم اسمها أو كيفية وصفها، على سبيل المثال: قد يعجبك بنطال له تصميم مميز ورأيت صورته عبر الإنترنت، يمكنك تخزين الصورة، ثم رفعها إلى موقع التسوق الذي يدعم مزية البحث باستخدام الصور، وستظهر لك نتائج بحث تتضمن منتجات مشابهة، ولأن هذه الطريقة في البحث تسهل للعملاء الحصول على النتائج المناسبة لهم بسرعة أصبحت العديد من مواقع البيع الإلكترونية تضيف هذه المزية.
2- التواصل مع العملاء عبر روبوتات الدردشة:
تستخدم معظم مواقع التجارة الإلكترونية برامج الدردشة الآلية والمساعدين الافتراضيين القائمين على الذكاء الاصطناعي لتوفير الدعم طوال الوقت والإجابة الفورية عن استفسارات العملاء، ويمكن لهذه البرامج ذات قدرات التعلم الآلي التعلم المستمر من استفسارات العملاء؛ مما يجعلها أدق بمرور الوقت في الرد على استفساراتهم، كما تستطيع برامج الدردشة الآلية تفسير الرسائل الصوتية من خلال معالجة اللغة الطبيعية.
3- التنبؤ بالاتجاهات ومراقبة الأسعار:
يُستخدم الذكاء الاصطناعي للتنبؤ باتجاهات الموضة من خلال مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة الرقمية، ويستطيع التجار الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي للتنبؤ باتجاهات الموضة تحديد فئات السلع المطلوبة وتشكيل إستراتيجيات تسويق فعالة.
كما تساعد خوارزميات الذكاء الاصطناعي في تحليل الأسعار التي يحددها المنافسون والتنبؤ بتغييرات الأسعار، وبناءً على النتائج، يوصي الذكاء الاصطناعي بالسعر المثالي لتحقيق أقصى قدر من الأرباح.