أصدرت ميتا أربعة نماذج ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر مدربة سابقًا تستفيد من نهج جديد للتعلم الآلي يُعرف باسم التنبؤ المتعدد الرموز المميزة، مما قد يغير كيفية تطوير النماذج اللغوية الكبيرة.
وتختلف هذه التقنية الجديدة عن الطريقة التقليدية لتدريب النماذج اللغوية الكبيرة عبر التنبؤ بالكلمة القادمة في التسلسل.
ويكلف نهج ميتا النماذج بالتنبؤ بعدة كلمات مستقبلية في وقت واحد، مما يَعدّ بأداء محسن وخفض أوقات التدريب.
وقد تكون الآثار المترتبة على هذا الاختراق بعيدة المدى. ومع تضخم نماذج الذكاء الاصطناعي من ناحية الحجم والتعقيد، أثار زيادة طلب القوة الحسابية مخاوف بخصوص التكلفة والأثر البيئي.
وقد توفر طريقة التنبؤ المتعدد الرموز المميزة من ميتا طريقة للحد من هذا الاتجاه، مما يجعل الذكاء الاصطناعي المتقدم متاحًا ومستدامًا.
وتفوق إمكانات هذا النهج الجديد مجرد تحقيق مكاسب في الكفاءة. ومن خلال التنبؤ بالرموز المميزة المتعددة في وقت واحد، قد تطور هذه النماذج فهمًا دقيقًا لمعمارية اللغة وسياقها.
وقد يؤدي هذا إلى تحسينات في المهام التي تتراوح بين توليد التعليمات البرمجية والكتابة الإبداعية، مما قد يؤدي إلى سد الفجوة بين الذكاء الاصطناعي وفهم اللغة على المستوى البشري.
ويتماشى قرار ميتا بإطلاق هذه النماذج بموجب ترخيص بحث غير تجاري عبر منصة Hugging Face مع التزام الشركة المعلن بفتح مصدر العلم، كما يُعد خطوة إستراتيجية في مشهد الذكاء الاصطناعي الذي يتسم بالتنافس، إذ قد يؤدي الانفتاح إلى سرعة الابتكار واكتساب المواهب.
ويركز الإصدار الأولي على مهام إكمال التعليمات البرمجية، وهو خيار يعكس السوق المتنامي لأدوات البرمجة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
ومع تزايد تشابك تطوير البرمجيات مع الذكاء الاصطناعي، فإن مساهمة ميتا قد تسرع الاتجاه نحو البرمجة التعاونية بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.
ويحاجج النقاد بأن نماذج الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى تفاقم المخاوف الحالية بخصوص المعلومات الخطأ التي يولدها الذكاء الاصطناعي والتهديدات السيبرانية.
وقد حاولت ميتا معالجة هذه المشكلات من خلال طبيعة الترخيص البحثية فقط، مع أنه لا تزال هناك أسئلة بخصوص مدى فعالية تطبيق هذه القيود.
وتُعد نماذج التنبؤ المتعدد الرموز المميزة جزءًا من مجموعة كبرى من أدوات أبحاث الذكاء الاصطناعي التي أصدرتها ميتا، ويشمل ذلك التطورات في تحويل الصورة إلى نص واكتشاف الكلام الناتج عن الذكاء الاصطناعي.
ويشير هذا النهج الشامل إلى أن ميتا تضع نفسها بصفتها رائدة في مجالات الذكاء الاصطناعي المتعددة، وليس النماذج اللغوية فقط.