أعلنت شركة أدوبي عن دمج مجموعة من تطبيقاتها الإبداعية الشهيرة مباشرةً داخل منصة الذكاء الاصطناعي التوليدي ChatGPT. يتيح هذا التكامل للمستخدمين الاستفادة من قدرات أدوبي في تحرير الصور والتصميم وإنشاء ملفات PDF من خلال واجهة نصية بسيطة، مما يبسط سير العمل ويزيد من الإنتاجية. يهدف هذا التعاون إلى جعل أدوات التصميم الاحترافية أكثر سهولة في الوصول والاستخدام.
أدوبي و ChatGPT: ثورة في عالم تحرير الصور والتصميم
تأتي هذه الخطوة بعد فترة من التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث تسعى الشركات إلى دمج هذه التقنيات في أدواتها الحالية لتعزيز قدراتها. أدوبي ليست وحدها في هذا السباق، حيث قامت OpenAI، مطورة ChatGPT، بتوسيع نطاق تكامل التطبيقات داخل المنصة في أكتوبر الماضي ليشمل تطبيقات منافسة مثل Canva.
تطبيقات أدوبي المدمجة في ChatGPT
تشمل التطبيقات المتاحة حاليًا Photoshop و Acrobat و Adobe Express. يمكن للمستخدمين تفعيل هذه التطبيقات ببساطة عن طريق كتابة اسم التطبيق متبوعًا بالملف الذي يرغبون في تعديله والتعليمات المطلوبة، على سبيل المثال: “Adobe Photoshop، قم بإزالة الخلفية من هذه الصورة”.
يوفر تطبيق Photoshop داخل ChatGPT إمكانات تحرير الصور الأساسية، مثل تعديل السطوع والتباين، وتطبيق المؤثرات، وإزالة العناصر غير المرغوب فيها. بينما يتيح Acrobat للمستخدمين تحرير ملفات PDF، ودمج المستندات، واستخراج النصوص، وضغط الملفات، وتحويلها إلى صيغ مختلفة. أما Adobe Express فيمكن المستخدمين من إنشاء وتعديل التصميمات والرسومات للمشاريع المختلفة.
كيف يعمل التكامل؟
وفقًا لأدوبي، لا يتطلب استخدام هذه التطبيقات داخل ChatGPT اشتراكًا إضافيًا في البداية. يمكن للمستخدمين البدء في استخدامها مباشرةً من خلال واجهة الدردشة. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن النسخة المدمجة من التطبيقات لا تقدم جميع الميزات المتاحة في الإصدارات الكاملة على أجهزة الكمبيوتر.
تُظهر المنصة نتائج متعددة للاختيار من بينها، أو تعرض أدوات تحكم داخلية بسيطة لتعديل الإعدادات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمستخدمين نقل المشاريع التي بدأوها داخل ChatGPT إلى تطبيقات أدوبي الأصلية لإجراء تعديلات أكثر دقة وتفصيلاً.
التأثير على المنافسة
يأتي هذا الإطلاق في وقت تشهد فيه سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي منافسة متزايدة. يعزز هذا التعاون بين أدوبي و OpenAI مكانة كلتا الشركتين في مواجهة منافسين رئيسيين مثل Google Gemini، الذي يقدم أيضًا قدرات متقدمة في معالجة الصور والذكاء الاصطناعي.
يعتبر هذا التكامل خطوة استراتيجية من أدوبي لدعم حلول الذكاء الاصطناعي القائمة على الوكلاء، مما يسهل على المستخدمين الوصول إلى أدواتها الإبداعية من خلال الأوامر النصية البسيطة. يهدف هذا النهج إلى تقليل الحواجز التقنية وتشجيع المزيد من الأشخاص على استخدام أدوات التصميم والتحرير.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في الإبداع
من المتوقع أن تستمر أدوبي في توسيع نطاق تكامل تطبيقاتها مع منصات الذكاء الاصطناعي الأخرى في المستقبل. قد يشمل ذلك إضافة المزيد من الميزات إلى التطبيقات المدمجة في ChatGPT، أو إطلاق تطبيقات جديدة مصممة خصيصًا للعمل مع الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، لا يزال هناك بعض عدم اليقين بشأن كيفية تطور هذه التقنيات. من المهم مراقبة التطورات المستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وكيفية تأثيرها على صناعة الإبداع. كما يجب الانتباه إلى التحديات المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية والأخلاقيات في استخدام هذه التقنيات.
في الوقت الحالي، تركز أدوبي على جمع ملاحظات المستخدمين حول هذه الميزات الجديدة، وتحسينها بناءً على احتياجاتهم. من المرجح أن نرى تحديثات وإضافات مستمرة في الأشهر القادمة، مما يجعل الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من سير عمل التصميم والتحرير.
