أعلنت شركة OpenAI عن إطلاق الجيل الجديد من نماذجها اللغوية الكبيرة، GPT-5.2، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدراتها في المهام الاحترافية والتنافس بقوة مع نماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى مثل Gemini 3 من جوجل. يأتي هذا الإطلاق بعد فترة تطوير مطولة، وفقًا للرئيسة التنفيذية للشركة، فيدجي سيمو، ويُركز على تقديم قيمة اقتصادية ملموسة للمستخدمين من خلال تحسين الأداء وزيادة الكفاءة. الهدف الرئيسي هو جعل هذه النماذج أداة أساسية للاستخدام اليومي في مختلف المجالات المهنية.
يُعد هذا التحديث هامًا في ظل التطور السريع الذي يشهده قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث تتسارع الشركات لتقديم نماذج أكثر تطورًا وقدرة على تلبية احتياجات المستخدمين المتزايدة. تتضمن هذه التطورات التركيز على تحسين دقة النماذج وتقليل الأخطاء، بالإضافة إلى توسيع نطاق المهام التي يمكنها إنجازها. ويأتي إطلاق GPT-5.2 في وقت تشهد فيه OpenAI منافسة حادة من شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى.
GPT-5.2: قفزة نوعية في نماذج الذكاء الاصطناعي
تتكون سلسلة GPT-5.2 من ثلاثة نماذج رئيسية: Instant و Thinking و Pro، وكل منها مصمم لتلبية احتياجات محددة. تتميز هذه النماذج بقدرتها المحسنة على إنشاء الجداول، وتصميم العروض التقديمية، وكتابة الأكواد البرمجية، وتحليل الصور بدقة أكبر. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت النماذج الجديدة فهمًا أفضل للسياقات الطويلة والقدرة على استخدام الأدوات الرقمية بفعالية، مما يتيح لها تنفيذ مشاريع معقدة تتطلب خطوات متعددة.
تحسينات في الأداء العام
وفقًا لـ OpenAI، فإن النماذج الجديدة تتفوق على الإصدارات السابقة في العديد من المهام، مما يجعلها أكثر موثوقية وكفاءة. يشمل ذلك تحسينات في سرعة الاستجابة ودقة النتائج، بالإضافة إلى القدرة على التعامل مع كميات كبيرة من البيانات. هذه التحسينات تعزز من إمكانية استخدام GPT-5.2 في مجموعة واسعة من التطبيقات، بدءًا من خدمة العملاء وصولًا إلى البحث العلمي.
أدوات متطورة للوكلاء الرقميين
أحد الجوانب الرئيسية في تطوير GPT-5.2 هو التركيز على تحسين قدرات الوكلاء الرقميين، وهي برامج ذكاء اصطناعي مصممة لأداء مهام محددة بشكل مستقل. تسعى OpenAI إلى جعل ChatGPT أفضل مساعد شخصي ممكن، وذلك من خلال تزويده بالقدرات اللازمة لفهم احتياجات المستخدمين وتنفيذها بكفاءة. هذا يشمل القدرة على التخطيط واتخاذ القرارات وتنفيذ الإجراءات اللازمة لتحقيق الأهداف المحددة.
تقليل “الهلوسة” وزيادة الموثوقية
أكدت OpenAI أن نموذج Thinking الجديد يقلل بشكل كبير من ظاهرة “الهلوسة”، وهي ميل النماذج اللغوية إلى توليد معلومات غير دقيقة أو غير منطقية. هذا التحسين يجعل النموذج أكثر موثوقية للمستخدمين في المهام المهنية التي تتطلب دقة عالية. يُعد تقليل الهلوسة تحديًا كبيرًا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن أن يؤدي إلى نتائج مضللة أو غير صحيحة.
يأتي إطلاق GPT-5.2 بعد فترة قصيرة من طرح GPT-5.1، الذي ركز على تخصيص تجربة المستخدم من خلال إعدادات اللغة والنبرة. وتعتبر OpenAI أن الإصدار الجديد يمثل خطوة إضافية نحو توفير تجربة أكثر تنظيمًا وسلاسة وموثوقية. هذه التحديثات المتتالية تعكس التزام الشركة بتطوير نماذج ذكاء اصطناعي تلبي احتياجات المستخدمين المتغيرة.
في سياق متصل، كشفت تقارير عن خطط OpenAI لإطلاق نموذجين جديدين في العام المقبل، مما يشير إلى استمرار الشركة في الاستثمار في البحث والتطوير. وقد أعلن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، عن “حالة طوارئ” داخل الشركة ردًا على التقدم الذي حققته نماذج جوجل الجديدة، مما يعكس المنافسة الشديدة في هذا المجال. الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) هو محور التركيز الرئيسي للعديد من شركات التكنولوجيا الكبرى.
شراكة استراتيجية مع ديزني
بالتزامن مع إطلاق GPT-5.2، أعلنت OpenAI عن شراكة استراتيجية لمدة ثلاث سنوات مع شركة ديزني. تهدف هذه الشراكة إلى إنتاج مقاطع فيديو اجتماعية موجّهة بالمستخدم، وتضم أكثر من 200 شخصية من ديزني ومارفيل وبيكسار. ستعرض ديزني بعض المحتوى عبر خدمة +Disney، وستصبح “عميلًا رئيسيًا” لـ OpenAI مع استثمار بقيمة مليار دولار في الشركة.
يُعد هذا التعاون علامة فارقة في مجال الذكاء الاصطناعي والترفيه، حيث يجمع بين القدرات التكنولوجية المتقدمة لـ OpenAI والإبداع والجاذبية التي تتمتع بها شخصيات ديزني. من المتوقع أن تساهم هذه الشراكة في تطوير تطبيقات جديدة ومبتكرة في مجال الترفيه والتواصل الاجتماعي.
سيتم طرح GPT-5.2 تدريجيًا داخل ChatGPT لمشتركي الخطط المدفوعة، بهدف ضمان تجربة استخدام مستقرة. وستظل نماذج GPT-5.1 متاحة في قسم “النماذج القديمة” لمدة ثلاثة أشهر قبل إزالتها نهائيًا. هذه الخطوة تتيح للمستخدمين الانتقال إلى النماذج الجديدة بشكل تدريجي والتأكد من توافقها مع احتياجاتهم.
من المتوقع أن تستمر OpenAI في تطوير نماذجها اللغوية الكبيرة، مع التركيز على تحسين الأداء وزيادة الموثوقية وتوسيع نطاق التطبيقات. يجب مراقبة التطورات المستقبلية في هذا المجال، بما في ذلك إطلاق النماذج الجديدة المخطط لها في العام المقبل، لتقييم تأثيرها على سوق الذكاء الاصطناعي.
