أعلنت شركة OpenAI عن حالة طوارئ داخلية، مدفوعة بالضغط التنافسي المتزايد من جوجل ونجاح نموذج Gemini 3. وتهدف الشركة إلى استعادة زمام المبادرة في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تركيز جهودها على تحسين أداء روبوت الدردشة ChatGPT وتسريع تطوير نماذج استدلال جديدة. يأتي هذا التحرك بعد فترة من التقدم الملحوظ الذي حققته جوجل في هذا المجال.
وتشير التقارير إلى أن OpenAI أعادت توجيه موارد كبيرة نحو ChatGPT، مع تأجيل بعض المشاريع التجارية الحالية. وقد نقلت صحيفة وول ستريت جورنال وموقع “ذا إنفورميشن” التقني تفاصيل هذه المذكرة الداخلية التي توضح مدى خطورة الوضع بالنسبة للشركة.
تركيز OpenAI على تطوير ChatGPT
تعتبر OpenAI أن ChatGPT هو أحد أهم منتجاتها، وتسعى جاهدة لتحسينه باستمرار. وتشمل التحسينات الرئيسية التي تركز عليها الشركة تطوير ميزات التخصيص، وزيادة سرعة الاستجابة، وتعزيز موثوقية الإجابات، بالإضافة إلى توسيع نطاق المهام التي يمكن للنظام التعامل معها بكفاءة.
وقد تم رفع تصنيف مشروع تحسين ChatGPT إلى أعلى مستويات الأولوية داخل الشركة، مما أدى إلى نقل بعض الموظفين من فرق أخرى للعمل على هذا المشروع. وتُعقد اجتماعات يومية لمتابعة التقدم المحرز وتقييم فعالية الإجراءات المتخذة.
إطلاق نموذج استدلال جديد
تهدف OpenAI إلى إطلاق نموذج استدلال جديد خلال الأيام القليلة القادمة، بهدف تعزيز قدرات الاستنتاج والتحليل المتسلسل لـ ChatGPT. لم يتم الكشف عن تفاصيل هذا النموذج بعد، ولكن التقارير تشير إلى أنه قد يمثل خطوة مهمة نحو تحسين أداء النظام.
تأجيل المشاريع التجارية
في محاولة لتخصيص أكبر قدر ممكن من الموارد لتطوير ChatGPT، قررت OpenAI تأجيل عدد من المشاريع التجارية التي كانت قيد التطوير. وتشمل هذه المشاريع خطط إدماج الإعلانات في ChatGPT، وتطوير وكلاء ذكاء اصطناعي مخصصين للتسوق والرعاية الصحية، وتحسين خدمة “ChatGPT Pulse”.
الضغط التنافسي من جوجل
يأتي هذا التحرك من OpenAI في ظل التقدم الكبير الذي تحرزه جوجل في مجال الذكاء الاصطناعي، وخاصةً مع إطلاق نموذج Gemini 3 ونسخة Deep Think. وقد أظهرت هذه النماذج أداءً قويًا في اختبارات الاستدلال المتقدمة، مما زاد من الضغط على OpenAI.
بالإضافة إلى ذلك، طورت جوجل أدوات توليد صور متقدمة مثل Nano Banana و Nano Banana Pro، مما وسع نطاق منتجاتها التنافسية في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي. هذا التوسع يمثل تحديًا إضافيًا لـ OpenAI التي تسعى للحفاظ على مكانتها الرائدة.
ومع ذلك، تشير OpenAI إلى أن ChatGPT لا يزال يحظى بشعبية كبيرة، حيث يقدر عدد مستخدميه الأسبوعيين بأكثر من 800 مليون مستخدم، معظمهم من أصحاب الحسابات المجانية. ويؤكد نيك تورلي، رئيس ChatGPT، أن حصة الاستخدام العالمية لـ ChatGPT تقارب 70% بين روبوتات الدردشة الذكية.
تكرار سيناريو المنافسة
يعكس هذا الوضع ديناميكية المنافسة المتكررة في مجال الذكاء الاصطناعي. ففي عام 2022، عندما أطلقت OpenAI ChatGPT، أعلنت جوجل عن حالة طوارئ مماثلة لتحفيز تطوير نماذجها الخاصة. والآن، يبدو أن الأدوار قد انعكست، حيث تواجه OpenAI ضغوطًا مماثلة بسبب تقدم جوجل.
يعتمد تأثير هذه الخطوات على قدرة OpenAI على تحويل جهودها إلى تحسينات ملموسة في قدرات الاستدلال والأداء العام لـ ChatGPT. كما أن التميّز الذي سيقدمه النموذج الجديد مقارنةً بنماذج جوجل سيكون عاملاً حاسمًا في تحديد موازين القوى في هذا المجال.
من المتوقع أن تواصل OpenAI جهودها لتطوير ChatGPT وإطلاق نماذج جديدة في المستقبل القريب. في الوقت نفسه، من المرجح أن تستمر جوجل في إصدار تحديثات وتحسينات على أدواتها الذكية، مما سيؤدي إلى استمرار المنافسة الشديدة في مجال الذكاء الاصطناعي. سيكون من المهم مراقبة التطورات في كلا الشركتين لتقييم تأثيرها على مستقبل هذا المجال.
