أعلنت شركة آبل أمس سلسلة هواتف (iPhone 16) الجديدة، التي وصفتها بأنها أول سلسلة مصممة خصوصًا لتعمل بنحو متكامل مع مزايا الذكاء الاصطناعي التي تعرف باسم (Apple Intelligence).
ومع ذلك أكدت آبل أن مزايا الذكاء الاصطناعي الجديدة لن تكون مثبتة سابقًا في هواتف iPhone 16 عند إطلاقها في الأسواق. وبدلًا من ذلك، ستصل هذه المزايا للمستخدمين على شكل تحديثات برمجية تدريجيًا على مدار الأشهر القادمة.
وقد أثار هذا التأخير التساؤلات حول قرار المستهلكين بشراء هواتف iPhone 16 الجديدة، خاصة وأن المنافسين يقدمون مزايا ذكاء اصطناعي تتفوق علي ما تقدمه آبل هذا العام!
هواتف (iPhone 16) الجديدة:
تضم سلسلة هواتف (iPhone 16) الجديدة 4 هواتف بأحجام مختلفة، وهي: iPhone 16، و iPhone 16 Plus، و iPhone 16 Pro، و iPhone 16 Pro Max.
وتشكل مبيعات هواتف آيفون الجديدة العمود الفقري لأعمال شركة آبل، إذ تساهم بنحو كبير في إيراداتها وتؤثر في سلسلة التوريد بأكملها ابتداءً من شركات التجزئة وشركات الاتصالات ووصولًا إلى موردي المكونات. لذلك، فإن أي تراجع في مبيعات آيفون قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.
ومع ذلك، أكدت الشركة أمس خلال حدث الكشف عن هواتف (iPhone 16) الجديدة، أن مزايا الذكاء الاصطناعي الجديدة لن تكون متاحة عند شحن الهواتف يوم 20 من سبتمبر الجاري. وبدلًا من ذلك، ستُطرح هذه المزايا باللغة الإنجليزية فقط تدريجيًا على مدار الأشهر القادمة.
تأجيل يؤثر في تجربة المستخدم:
ستطلق آبل المجموعة الأولى من مزايا الذكاء الاصطناعي، التي تشمل أدوات الكتابة وتلخيص النصوص، وتحرير الصور، تدريجيًا وبشكل تجريبي خلال الشهر المقبل، ولكن هذه المزايا هي نفسها المزايا التي قدمتها آبل في الإصدارات التجريبية الأخيرة من نظام التشغيل، فما الجديد الذي ستقدمه عند الإطلاق؟
بينما المزايا الأخرى القوية، مثل: مزية (Image Playground) لتوليد الصور، ورموز (Genmoji) الجديدة ستصل في وقت لاحق من هذا العام، وحتى بعض المزايا الأكثر تطورًا لن تصل للمستخدمين حتى النصف الأول من عام 2025.
ويعني هذا التأخير أن هواتف (iPhone 16) الجديدة ستفتقر عند إطلاقها إلى العديد من مزايا الذكاء الاصطناعي الرئيسية، التي تروج لها آبل بشكل مكثف منذ شهر يونيو الماضي، وقد يؤثر هذا في قرار الشراء بالنسبة لبعض المستخدمين الذين كانوا يتطلعون إلى تجربة هذه المزايا الجديدة.
كما قد يدفع هذا التأخير بعض المستهلكين إلى تأجيل قرار الشراء إلى حين توفر المزايا الجديدة بشكل كامل، أي حتى النصف الأول من عام 2025، ووقتها قد يؤجل المستخدمون قرار الشراء مرة أخرى لحين صدور هواتف العام القادم.
ومع ذلك، تعتقد آبل أن إطلاق المزايا تدريجيًا سيسمح لها بتحسين أدائها وتقديم تجربة مستخدم أفضل على المدى الطويل.
منافسة قوية في مجال الذكاء الاصطناعي:
لن تقف الشركات المنافسة لآبل مكتوفة الأيدي، في الوقت الذي ستطلق فيه الشركة مزايا الذكاء الاصطناعي تدريجيًا لمستخدميها خلال الأشهر القادمة، إذ تستثمر شركات مثل سامسونج وجوجل بقوة في مجال الذكاء الاصطناعي وتقدم مزايا مبتكرة تجذب المستخدمين.
لطالما كانت سامسونج رائدة في مجال الترجمة، وتُعدّ مزية الترجمة الفورية للمكالمات (Live Translate)، واحدة من أبرز مزايا الذكاء الاصطناعي التي أضافتها سامسونج إلى هواتفها هذا العام لتحسين تجربة الاستخدام، كما أتاحتها في شهر يوليو الماضي في تطبيقات المكالمات الخارجية.
ومن جهة أخرى، تُعدّ مزايا الذكاء الاصطناعي نقطة بيع قوية لسلسلة هواتف (Pixel 9)، التي طرحتها شركة جوجل خلال شهر أغسطس الماضي، إذ تقدم مزايا قوية، مثل: توليد الصور وتحسين جودة المكالمات الهاتفية، كما قدمت جوجل مزية (أضفني) Add Me، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لإضافة الأشخاص إلى الصور الجماعية إذا لم يكونوا موجودين فيها، مع جعل الصورة تبدو طبيعية.
ومن ثم تضع هذه التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي آبل أمام تحدٍ كبير، إذ يتعين عليها الإسراع في تطوير مزايا الذكاء الاصطناعي الخاصة بها لتتمكن من المنافسة في سوق الهواتف الذكية السريع التطور.
مستقبل (Apple Intelligence):
عندما كشفت آبل النقاب عن مزايا (Apple Intelligence) في شهر يونيو الماضي،كانت التوقعات عالية بشأن قدرتها على فهم احتياجات المستخدمين بشكل أعمق من أي مزايا ذكاء اصطناعي أخرى متاحة للمستخدمين.
فقد وعدت الشركة بأن منتجها سيتفوق على المنافسين بفضل فهمه العميق لكل مستخدم على حدة، إذ أطلقت الشركة على (Apple Intelligence) اسم (نظام الذكاء الشخصي) Personal Intelligence، لأنه يركز في فهم السياق الشخصي للمستخدم لتزويده بالمعلومات ذات الصلة، مع الحفاظ على الخصوصية، التي تؤكد دائمًا أنها تضعها على رأس أولوياتها.
إذ تستند مزايا (Apple Intelligence) في عملها إلى عدة نماذج ذكاء اصطناعي توليدي عالية القدرة ومتخصصة في المهام اليومية لمستخدمي أجهزة آبل، ويمكنها التكيف بسرعة وسلاسة مع النشاط الحالي للمستخدم.
وقد ضبطت آبل النماذج المضمنة في (Apple Intelligence) بدقة لتفهم السياق الشخصي للمستخدم، ثم تزوده بالمعلومات التي يحتاج إليها، مثل: كتابة النصوص وتدقيقها وتلخيصها، وفرز الإشعارات وتحديد أكثرها أهمية وإظهاره للمستخدم، وكذلك تلخيص الإشعارات الطويلة، وإنشاء صور مرحة للمحادثات مع العائلة والأصدقاء، واتخاذ إجراءات داخل التطبيق لتبسيط التفاعلات عبر التطبيقات.
مع ذلك، فإن المزايا التي أطلقتها حتى الآن تشبه إلى حد كبير ما تقدمه الشركات الأخرى، بل تتفوق عليها الكثير من الشركات المنافسة في هذا الأمر، مما يثير التساؤلات حول قدرة (Apple Intelligence) على تحقيق التفوق الذي وعدت به الشركة.