أعلنت مجموعة Bluetooth Special Interest Group (SIG) عن الجيل الجديد من تقنية الاتصال اللاسلكي، وهو **بلوتوث 6.0**، والذي من المقرر طرحه في سبتمبر 2024. يأتي هذا الإصدار بتحسينات كبيرة تهدف إلى تعزيز موثوقية الاتصال، وزيادة الأمان، وتحسين تجربة المستخدم بشكل عام، خاصةً فيما يتعلق بالأجهزة الصوتية. من المتوقع أن يستفيد المستخدمون من نطاق أوسع وأداء أفضل لسماعات الرأس اللاسلكية وأجهزة أخرى.
يشهد السوق الآن وصول أولى الأجهزة المتوافقة مع **بلوتوث 6.0**، بما في ذلك الهواتف الذكية الرائدة من شركات مثل Apple وGoogle، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من سماعات الرأس والأجهزة القابلة للارتداء. يهدف هذا التحديث إلى إحداث ثورة في طريقة تفاعل الأجهزة اللاسلكية مع بعضها البعض، وتقديم تجربة أكثر سلاسة وكفاءة للمستخدمين على نطاق واسع.
التحسينات الرئيسية في بلوتوث 6.0
أحد أبرز التحسينات التي يقدمها **بلوتوث 6.0** هو تقليل زمن الوصول (Latency). يشير زمن الوصول إلى التأخير الزمني بين إرسال الإشارة الصوتية أو المرئية واستقبالها. كلما زاد هذا التأخير، كلما أصبحت التجربة أقل سلاسة، خاصةً في التطبيقات التي تتطلب استجابة فورية مثل الألعاب ومشاهدة الفيديو.
تعتمد تقنية Bluetooth 6.0 على طبقة متزامنة تكيفية جديدة، تُعرف باسم ISOAL، والتي تسمح بتقسيم البيانات إلى حزم أصغر، مما يتيح معالجتها بشكل أسرع. من الناحية النظرية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تقليل زمن الوصول إلى أقل من 10 مللي ثانية في الظروف المثالية، مثل المسافة القريبة وعدم وجود تداخل. ومع ذلك، من المتوقع أن يعمل معظم المستخدمين بزمن وصول يبلغ حوالي 20 مللي ثانية، وهو تحسن ملحوظ مقارنة بالإصدارات السابقة.
تتبع الموقع المحسن والأمان المعزز
تتضمن المواصفات الجديدة ميزة تسمى Channel Sounding، والتي تعمل على تحسين دقة تتبع موقع الأجهزة بشكل كبير. تعتمد هذه الميزة على تبادل حزم البيانات بين الأجهزة المتصلة، وتحليل الطوابع الزمنية والترددات، بدلاً من الاعتماد على قياس قوة الإشارة فقط. هذا النهج الجديد يوفر دقة تصل إلى 10 سنتيمترات.
وفقًا لمجموعة SIG، سيكون نظام صوت القنوات مفيدًا بشكل خاص لتطبيقات تحديد الموقع مثل Apple Find My وخدمات مماثلة من Google وSamsung. بالإضافة إلى ذلك، يعزز هذا النظام الأمان في أنظمة قفل Bluetooth من خلال استخدام التشفير والعشوائية والإحالة المرجعية للموقع، مما يقلل من خطر الوصول غير المصرح به.
كفاءة الطاقة وسرعة الاقتران
تساهم التحسينات في زمن الوصول أيضًا في زيادة كفاءة استهلاك الطاقة. تتيح التقنية الجديدة للأجهزة تخصيص استخدام الطاقة بناءً على نوع التطبيق، مما يوفر الطاقة في التطبيقات الأقل تطلبًا ويحافظ على الأداء الأمثل في التطبيقات التي تتطلب استجابة فورية. هذه المرونة مهمة بشكل خاص للأجهزة الصغيرة مثل سماعات الأذن اللاسلكية.
كما تم تحسين عملية البحث عن الأجهزة القريبة، حيث يتم الآن تصفية الإعلانات ومراقبتها بشكل أكثر فعالية. بدلاً من البحث المستمر عن الأجهزة، يتتبع **بلوتوث 6.0** الأجهزة المقترنة مسبقًا عند دخولها أو خروجها من النطاق، مما يوفر عمر البطارية ويجعل عملية الاقتران أسرع وأكثر سلاسة. تعتبر هذه الميزة مفيدة بشكل خاص للمستخدمين الذين يتنقلون بين أجهزة مختلفة بشكل متكرر.
ما الذي لا يفعله بلوتوث 6.0؟
على الرغم من التحسينات الكبيرة، لا يقدم **بلوتوث 6.0** حلًا فوريًا لنقل الصوت عالي الجودة بدون فقدان. يتطلب نقل الصوت بجودة القرص المضغوط سرعة نقل بيانات تبلغ 1.4 ميجابت في الثانية، بينما توفر تقنية Bluetooth 6.0 سرعة نظرية تبلغ 3 ميجابت في الثانية. ومع ذلك، يتم استهلاك جزء كبير من هذا النطاق الترددي بواسطة البروتوكولات الأمنية والنفقات العامة الأخرى.
يقدم Bluetooth 6.0 برنامج الترميز الاختياري LC3plus، والذي يمكنه نقل الصوت بمعدل يصل إلى 24 بت و96 كيلو هرتز. ومع ذلك، يتطلب استخدام هذا البرنامج الترميز دفع رسوم ترخيص منفصلة، مما قد يحد من اعتماده على نطاق واسع. يجب أن يكون كل من الجهاز وسماعات الرأس متوافقين مع LC3plus حتى يتمكن المستخدم من الاستفادة من هذه الميزة.
تشير التوقعات المستقبلية إلى أن الإصدارات اللاحقة من Bluetooth قد تتضمن ميزات لزيادة إنتاجية البيانات، مما قد يفتح الباب أمام نقل الصوت عالي الدقة بدون فقدان. ومع ذلك، يعتمد ذلك على تبني الشركات المصنعة لبرامج الترميز المناسبة. من المرجح أن تتبنى الشركات المصنعة الأقل شهرة هذه التقنيات أولاً، قبل أن يتم دمجها في الأجهزة الرائدة.
أين تجد أجهزة بلوتوث 6.0 الآن
بدأت بعض الأجهزة بالفعل في الشحن بتقنية **بلوتوث 6.0**، على الرغم من أن توافرها قد يختلف حسب المنطقة. تشمل هذه الأجهزة:
- Samsung Galaxy S24
- Google Pixel 8
- Xiaomi 14
- Edifier NeoBuds 2
- بعض أجهزة الكمبيوتر المحمولة الحديثة
من المتوقع أن يزداد توافر الأجهزة المتوافقة مع **بلوتوث 6.0** تدريجيًا خلال الأشهر القادمة. سيستمر تطوير وتنفيذ هذه التقنية، مع التركيز على تحسين الأداء وتوسيع نطاق التطبيقات المدعومة. من المهم مراقبة التطورات المستقبلية لمعرفة كيف ستؤثر هذه التقنية على مستقبل الاتصالات اللاسلكية.
