لم يفتقر معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (CES) أبدًا إلى الابتكارات المثيرة، ولكن هذا العام شهد ظهور منتج فريد من نوعه: Smartlet، وهو حزام ساعة معياري يتيح للمستخدمين ارتداء ساعة ميكانيكية تقليدية وساعة ذكية في وقت واحد على نفس المعصم. هذا الاختراع الجديد يهدف إلى سد الفجوة بين الأناقة الكلاسيكية والوظائف الحديثة التي توفرها الساعات الذكية، مما يجعله موضوع نقاش واسع في عالم التكنولوجيا.
ما هو حزام الساعة الذكي Smartlet؟
كشفت شركة Smartlet الناشئة، ومقرها باريس، عن منتجها في معرض CES 2026 بلاس فيغاس. يهدف هذا الحزام إلى تلبية احتياجات عشاق الساعات الذين يقدرون المظهر التقليدي للساعات الميكانيكية، ولكنهم يرغبون أيضًا في الاستفادة من ميزات الساعات الذكية مثل الإشعارات وتتبع اللياقة البدنية وإجراء المدفوعات الرقمية. الفكرة الأساسية هي تركيب الساعة الميكانيكية المفضلة على الجزء العلوي من المعصم، بينما يتم إخفاء الساعة الذكية أو جهاز تتبع اللياقة البدنية أسفلها.
يبدأ سعر حزام Smartlet المصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ من 418 دولارًا أمريكيًا، ولا يشمل هذا السعر تكلفة الساعة الذكية أو الساعة الميكانيكية نفسها. المستخدم يشتري نظام الحزام فقط، والذي يتوافق مع مجموعة واسعة من الساعات الذكية والأجهزة القابلة للارتداء الرائدة في السوق، بما في ذلك أجهزة Apple Watch و Samsung Galaxy Watch و Fitbit و Garmin، بالإضافة إلى العديد من العلامات التجارية الأخرى.
التوافق مع الساعات الفاخرة
بالنسبة للساعات الميكانيكية، يدعم Smartlet أحجام العروة التي تتراوح بين 18 و 24 ملم، مما يجعله متوافقًا مع العديد من الموديلات الراقية من العلامات التجارية المرموقة مثل Omega و Tudor و TAG Heuer و Rolex. هذا التوافق الواسع يجعله جذابًا بشكل خاص لهواة جمع الساعات الفاخرة.
يعود الفضل في هذه الفكرة إلى ديفيد أوهايون، مؤسس الشركة، الذي أوضح أنه كان يشعر بالإحباط من الاضطرار إلى الاختيار بين ساعته الميكانيكية وساعة Apple Watch كل صباح. يهدف Smartlet إلى توفير حل يجمع بين أفضل ما في العالمين، مما يسمح للمستخدمين بالتبديل بسهولة بين الأناقة الكلاسيكية والوظائف الحديثة.
التحديات والاعتبارات العملية
على الرغم من المفهوم المبتكر، يثير Smartlet بعض التساؤلات العملية. أحد أهم هذه التساؤلات هو الارتفاع الإضافي الذي يضيفه النظام إلى المعصم. تشير الشركة إلى أن النظام يزيد من ارتفاع المعصم بمقدار 9 إلى 12 ملم، وهو ما قد يكون ملحوظًا وغير مريح لبعض المستخدمين. بالإضافة إلى ذلك، قد يزيد هذا الارتفاع من خطر تعرض الساعات للخدش أو التلف، خاصةً عند ملامسة الأسطح الصلبة.
من ناحية الجمالية، يبدو أن Smartlet يستهدف شريحة معينة من المستخدمين، وهم ما تصفهم الشركة بـ “الرجل العصري”. تعتمد استراتيجية التسويق بشكل كبير على ثقافة الساعات الفاخرة، مما يشير إلى أن المنتج موجه بشكل أساسي للأفراد ذوي الدخل المرتفع الذين يرغبون في إظهار استثماراتهم في الساعات الراقية مع الاستمرار في تتبع بياناتهم الصحية واللياقة البدنية. الساعات الذكية (smart watches) أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للعديد من الأشخاص.
قد يكون هذا المنتج بمثابة حل متخصص ومتميز، ولكنه بالتأكيد ليس الخيار الأكثر عملية أو اقتصادا لمعظم المستهلكين. تتبع اللياقة البدنية (fitness tracking) هو أحد المجالات التي تشهد نموًا سريعًا في سوق الأجهزة القابلة للارتداء.
الخطوات التالية والمستقبل
من المقرر أن يبدأ شحن Smartlet في الربع الثالث من عام 2026. تعتزم الشركة جمع المزيد من التعليقات من المستخدمين في معرض CES لضبط تصميم المنتج وتحسين توافقه مع مجموعة متنوعة من الساعات. من الأمور التي يجب مراقبتها مدى استجابة السوق لهذا المنتج الفريد، وما إذا كانت الشركة ستتمكن من التغلب على التحديات العملية والجمالية التي يثيرها. بالإضافة إلى ذلك، سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كانت Smartlet ستوسع نطاق منتجاتها لتشمل تصميمات وأحجامًا مختلفة لتلبية احتياجات جمهور أوسع.
بشكل عام، يمثل Smartlet محاولة جريئة لدمج عالمي الساعات التقليدية والذكية. سواء نجح هذا المنتج في تحقيق مكانة له في السوق أم لا، فإنه يثير بالتأكيد تساؤلات مهمة حول مستقبل الأجهزة القابلة للارتداء وكيف يمكننا الاستمرار في الاستمتاع بأفضل ما في العالمين التناظري والرقمي.
