حذّر خبراء الصناعة والمصنعون من احتمال ارتفاع أسعار الهواتف الذكية في الأشهر المقبلة، مدفوعة بشكل أساسي بالزيادة الحادة في تكلفة شرائح الذاكرة. يأتي هذا التحذير في ظل تزايد الطلب على هذه الشرائح ليس فقط في قطاع الهواتف، بل وأيضًا في تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتنامية، مما يضع ضغوطًا كبيرة على سلاسل التوريد ويؤثر على هوامش الربح للشركات المصنعة.
تأثير ارتفاع أسعار الذاكرة على سوق الهواتف الذكية
أكد لو ويبنج، رئيس شركة شاومي، خلال إعلان الشركة عن نتائجها المالية الأخيرة، أن ارتفاع أسعار شرائح الذاكرة سيؤثر على جميع الشركات العاملة في هذا المجال، وليس شاومي وحدها. ويرجع ذلك إلى الاعتماد الكبير على هذه الشرائح في كل من الهواتف الذكية والخوادم التي تدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي. وقد أدى هذا الطلب المتزايد إلى ارتفاع ملحوظ في الأسعار، مما يهدد بتصعيد تكاليف الإنتاج.
الذكاء الاصطناعي كمحرك للطلب
شهدت تقنيات الذكاء الاصطناعي تطورات سريعة في السنوات الأخيرة، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من العديد من التطبيقات والخدمات. يتطلب تشغيل هذه التقنيات قدرات معالجة وذاكرة كبيرة، مما يزيد الطلب على شرائح الذاكرة عالية الأداء. وبحسب تقارير الصناعة، فإن هذا الطلب المتزايد من قطاع الذكاء الاصطناعي هو المحرك الرئيسي لارتفاع الأسعار الحالي.
توقعات بزيادة أسعار الطرازات الجديدة
من المتوقع أن تنعكس هذه الزيادات في الأسعار على المستهلكين، حيث قد تشهد الطرازات الجديدة من الهواتف الذكية ارتفاعًا في أسعارها. على سبيل المثال، قد تكون سلسلة Xiaomi 18 أغلى من سلسلة Xiaomi 17 Pro. وبالمثل، تشير التوقعات إلى أن هواتف سامسونج Galaxy S26، وخاصة طراز Ultra، قد تشهد زيادة في السعر، بينما قد تحافظ الطرازات الأساسية على سعرها مع بعض التعديلات في المواصفات.
استراتيجيات الشركات المصنعة لمواجهة الأزمة
تواجه الشركات المصنعة للهواتف الذكية تحديًا كبيرًا في كيفية التعامل مع هذه الزيادات في التكاليف. هناك عدة استراتيجيات محتملة يمكن للشركات اتباعها، بما في ذلك تمرير التكاليف الإضافية إلى المستهلكين، أو تقليل هوامش الربح، أو البحث عن بدائل أرخص لشرائح الذاكرة.
زيادة حجم الذاكرة العشوائية (RAM)
أحد الاتجاهات الناشئة هو زيادة حجم الذاكرة العشوائية في الهواتف الذكية. تهدف هذه الخطوة إلى تحسين أداء الهواتف في معالجة تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ولكنها تأتي بتكلفة إضافية. تشير التقارير إلى احتمال ظهور هواتف بذاكرة عشوائية تصل إلى 24 جيجابايت في بعض الإصدارات المتقدمة. أسعار الهواتف قد تتأثر بشكل كبير بهذه التطورات.
دور سامسونج كمورد رئيسي
تعتبر شركة سامسونج من أبرز موردي شرائح الذاكرة في العالم، وقد رفعت الشركة بالفعل أسعار بعض أنواع الشرائح بنسبة تصل إلى 60%، وفقًا لتقارير حديثة. يعتمد العديد من مصنعي الهواتف الذكية على سامسونج لتأمين ذواكر هواتفهم، مما يجعلهم عرضة للتأثير المباشر لقرارات التسعير الخاصة بالشركة. سوق الهواتف يعتمد بشكل كبير على هذه الشركات.
الآفاق المستقبلية وتوقعات السوق
إذا استمرت أسعار شرائح الذاكرة في الارتفاع، فمن المرجح أن تستمر الأزمة حتى العام القادم أو ما بعده. سيواجه المستهلكون خيارًا صعبًا: إما دفع أسعار أعلى مقابل الهواتف الذكية، أو تأجيل ترقية أجهزتهم. تكنولوجيا الهواتف قد تشهد تباطؤًا في النمو بسبب هذه التحديات.
من المتوقع أن تواصل الشركات المصنعة مراقبة الوضع عن كثب وتقييم تأثير ارتفاع الأسعار على مبيعاتها وأرباحها. سيكون من المهم أيضًا مراقبة تطورات تقنيات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على الطلب على شرائح الذاكرة. في غضون الأشهر القليلة القادمة، من المرجح أن نشهد المزيد من الإعلانات من الشركات المصنعة حول استراتيجياتها للتعامل مع هذه الأزمة، مع التركيز على إيجاد حلول مبتكرة لخفض التكاليف والحفاظ على القدرة التنافسية في سوق الهواتف الذكية.
