قدمت شركة هواوي العام الماضي أول هاتف “ثلاثي الطي” في العالم، وأطلقته رسميًا في الأسواق خارج الصين في فبراير 2025. ومع توقعات نمو مبيعات الهواتف القابلة للطي بنسبة 30٪ سنويًا في عام 2026، وفقًا لمحللي IDC، يزداد التنافس في هذا القطاع. هذا المقال يقارن بين هاتف هواوي Mate XT Ultimate والهاتف المنافس الجديد، Samsung Galaxy Z TriFold، لاستكشاف نقاط القوة والضعف لكل منهما في سوق الهواتف ثلاثية الطي.
تعتبر الهواتف القابلة للطي، وخاصةً تلك التي تتميز بتصميمات مبتكرة مثل الطي الثلاثي، من أحدث التطورات في عالم الهواتف الذكية. تسعى كل من هواوي وسامسونج إلى ترسيخ مكانتهما في هذا السوق الناشئ، وتقديم أجهزة تلبي احتياجات المستهلكين المتنوعة. التمييز بين هذه الأجهزة يصبح أكثر أهمية مع زيادة عدد الخيارات المتاحة.
تصميم Samsung Galaxy Z TriFold مقابل تصميم Huawei Mate XT
يشترك كلا الهاتفين في استخدام شاشات كبيرة تنقسم إلى ثلاثة أقسام مع وجود مفصلتين، لكنهما يختلفان بشكل ملحوظ في طريقة الطي. هاتف هواوي Mate XT يتميز بطي على شكل حرف “Z”، مما يسمح بثلاثة أوضاع استخدام مختلفة: هاتف تقليدي، جهاز لوحي صغير، وجهاز لوحي بشاشة عريضة.
في المقابل، يطوى هاتف Galaxy Z TriFold على شكل حرف “U”، حيث يتم طي كلا اللوحين إلى الداخل. هذا التصميم يقتصر على وضعين فقط: هاتف مغلق وجهاز لوحي مفتوح، دون إمكانية استخدام الجهاز كجهاز لوحي صغير بشكل مستقل. يستخدم Z TriFold مفصلتين مختلفتين في الحجم، مع وجود شاشة خلفية إضافية للاستخدام عند طي الهاتف.
يتميز هاتف Mate XT بجوانب منحنية، مما يمنحه مظهرًا أكثر أناقة، بينما يعتمد Z TriFold على تصميم أكثر صلابة. كما أن Mate XT أخف وزنًا (298 جرامًا) وأقل سمكًا (12.8 ملم عند الطي) مقارنةً بـ Z TriFold (309 جرامًا و 12.9 ملم عند الطي). بالإضافة إلى ذلك، يتمتع هاتف Mate XT بتصنيف IPX8 لمقاومة الماء، بينما يحمل Z TriFold تصنيف IP48 لمقاومة الغبار والماء، مما يعني أن Mate XT يوفر حماية أفضل ضد الماء.
شاشات العرض ومقارنة الجودة
يحتوي هاتف Galaxy Z TriFold على شاشتين: شاشة AMOLED خارجية مقاس 6.5 بوصة وشاشة داخلية قابلة للطي مقاس 10 بوصات. بينما يعتمد هاتف Huawei Mate XT على شاشة OLED واحدة مقاس 10.2 بوصة. تتميز شاشة Mate XT بكثافة بكسلات أعلى (382ppi) مقارنة بالشاشة الداخلية لـ Z TriFold (269ppi)، مما قد يؤدي إلى صورة أكثر وضوحًا.
على الرغم من أن معدل تحديث شاشة Z TriFold متغير ويصل إلى 120 هرتز، إلا أن شاشة Mate XT تقدم تجربة بصرية جيدة بمعدل تحديث 90 هرتز. تظهر تجاعيد الشاشة بشكل أقل وضوحًا على هاتف سامسونج، ولكنها موجودة في كلا الجهازين، خاصةً عند النظر إليها تحت زوايا معينة أو في ظروف إضاءة اصطناعية.
الأداء والبطارية
يعمل هاتف Samsung Galaxy Z TriFold بمعالج Qualcomm Snapdragon 8 Elite for Galaxy، بينما يعتمد هاتف Huawei Mate XT على شريحة Kirin 9010 الداخلية. كلا الهاتفين يأتيان مع ذاكرة وصول عشوائي (RAM) بسعة 16 جيجابايت وخيارات تخزين تصل إلى 1 تيرابايت. من المتوقع أن يقدم معالج Snapdragon أداءً أفضل في المهام الثقيلة والألعاب، ولكن شريحة Kirin لا تزال قادرة على التعامل مع معظم التطبيقات بسلاسة.
يحتوي كلا الهاتفين على بطارية بسعة 5600 مللي أمبير في الساعة. ومع ذلك، قد يختلف عمر البطارية الفعلي اعتمادًا على الاستخدام. يدعم Z TriFold الشحن السريع بقوة 45 واط والشحن اللاسلكي Qi، بينما يدعم Mate XT الشحن السريع بقوة 66 واط والشحن اللاسلكي بقوة 55 واط. هذا يعني أن Mate XT يمكن شحنه بشكل أسرع.
مستقبل الهواتف ثلاثية الطي
مع استمرار تطور تكنولوجيا الشاشات القابلة للطي، من المتوقع أن نشهد المزيد من الابتكارات في تصميم الهواتف القابلة للطي. سيكون التركيز على تحسين متانة الشاشات، وتقليل التجاعيد، وزيادة عمر البطارية. من المرجح أن تستمر سامسونج وهواوي في المنافسة الشديدة في هذا القطاع، مع إطلاق نماذج جديدة ومحسنة في المستقبل القريب. من المهم مراقبة التطورات في مجال المواد المستخدمة في الشاشات القابلة للطي، وكذلك التقدم في تقنيات المفصلات، حيث أن هذه العوامل ستلعب دورًا حاسمًا في تحديد نجاح هذه الأجهزة.
من المتوقع أن تعلن سامسونج وهواوي عن خططهم المستقبلية لتطوير الهواتف القابلة للطي خلال المؤتمرات التقنية القادمة في الربع الأخير من عام 2025. سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كانت ستتبنى تقنيات جديدة أو ستركز على تحسين التصاميم الحالية. بالإضافة إلى ذلك، يجب مراقبة تأثير التغيرات في اللوائح التجارية على قدرة هواوي على الوصول إلى التكنولوجيا والمكونات اللازمة لتصنيع هذه الأجهزة.
