تستعد شركة سامسونج لإطلاق تحديث رئيسي لواجهة المستخدم One UI 8.5، والذي يتضمن تحسينات كبيرة في الأداء والمظهر، بالإضافة إلى تعزيزات أمنية هامة. ويُعدّ التحديث بمثابة خطوة استباقية من سامسونج لمواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة، وعلى رأسها حماية الهواتف المسروقة من الاستخدام غير المصرح به، وذلك من خلال تطوير ميزة “التحقق من الهوية”.
يأتي هذا التحديث في ظل تزايد عمليات سرقة الهواتف الذكية حول العالم، وضرورة توفير طبقات حماية إضافية للمستخدمين. وتهدف سامسونج من خلال هذه التحسينات إلى منح المستخدمين مزيدًا من التحكم في أجهزتهم وبياناتهم، وتقليل الخسائر المحتملة في حالة فقدان الجهاز أو سرقته. وتعتبر هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أوسع لسامسونج لتعزيز الأمن والخصوصية في منتجاتها.
حماية متقدمة ضد السرقة في تحديث One UI 8.5
ميزة “التحقق من الهوية” ليست جديدة على مستخدمي سامسونج، حيث تم تقديمها لأول مرة مع إصدار One UI 7. وكانت تقتصر في البداية على طلب التحقق من الهوية عبر بصمة الإصبع أو التعرف على الوجه قبل إجراء تغييرات على الإعدادات الحساسة. ومع ذلك، فإن التحديث الجديد يوسع نطاق هذه الحماية بشكل ملحوظ، ليشمل المزيد من الإعدادات والميزات التي قد يستهدفها اللصوص.
تشمل التحسينات الجديدة حماية إضافية لمنع نقل حساب سامسونج إلى جهاز آخر باستخدام Smart Switch، وهو ما قد يمنح السارق وصولاً غير مصرح به إلى بيانات المستخدم. بالإضافة إلى ذلك، يمنع التحديث تعطيل ميزة “Auto Blocker” التي تحظر تثبيت التطبيقات غير الموثوقة، مما يقلل من خطر تثبيت برامج ضارة أو برامج تجسس على الجهاز.
عناصر الحماية الجديدة
يتضمن تحديث One UI 8.5 أيضًا حماية محسنة للوصول إلى “المجلد الآمن Secure Folder”، والذي يسمح للمستخدمين بتخزين الملفات والتطبيقات الخاصة بشكل آمن. ففي السابق، كان من الممكن الوصول إلى هذا المجلد باستخدام الرقم السري أو كلمة المرور، ولكن التحديث الجديد يضيف طبقة حماية إضافية تتطلب التحقق من الهوية حتى في حالة معرفة هذه البيانات.
كما يمنع التحديث فتح الألبومات الخاصة التي قد تحتوي على صور ومقاطع فيديو حساسة، ويحمي إعدادات اتصال USB لمنع استخراج البيانات أو الوصول إلى الجهاز من خلال طرق غير مصرح بها. وتهدف هذه الإجراءات إلى جعل عملية سرقة الهواتف أكثر صعوبة وتقليل الأضرار المحتملة.
وتُضاف هذه الإجراءات إلى الحماية الأساسية التي توفرها سامسونج، مثل القدرة على تغيير رمز PIN وتحديث إعدادات الأمان الأخرى. ووفقًا لشركة سامسونج، يجب على المستخدمين تفعيل ميزة “التحقق من الهوية” يدويًا من خلال الإعدادات، وتحديد “الأماكن الآمنة” مثل المنزل، حيث يمكن الاستغناء عن التحقق البيومتري لتسهيل الاستخدام اليومي. وتعتبر هذه المرونة مهمة لضمان تجربة مستخدم سلسة.
وتشير التقارير إلى أن هذه التحديثات تأتي استجابةً لزيادة عمليات سرقة الهواتف الذكية في مدن مثل لندن، حيث تعمل عصابات الجريمة المنظمة على استهداف المستخدمين لسرقة أجهزتهم وبياناتهم. وتعتبر هذه الظاهرة مقلقة وتتطلب اتخاذ إجراءات وقائية فعالة.
تحسينات أخرى في واجهة المستخدم
بالإضافة إلى تعزيزات الأمان، يتضمن تحديث One UI 8.5 تحسينات أخرى في واجهة المستخدم، مثل تصميم جديد لبعض التطبيقات، وتحسينات في الأداء والاستقرار. كما يتضمن التحديث ميزات جديدة للكاميرا، وتحسينات في إدارة الطاقة، مما يساهم في تحسين تجربة المستخدم بشكل عام. وتعتبر هذه التحسينات جزءًا من التزام سامسونج بتقديم أفضل تجربة ممكنة لمستخدميها.
الأمن السيبراني للهواتف الذكية
تأتي هذه التحديثات في سياق اهتمام متزايد بالأمن السيبراني للهواتف الذكية، حيث أصبحت هذه الأجهزة هدفًا رئيسيًا للمتسللين والمجرمين الإلكترونيين. وتعتبر حماية البيانات الشخصية والمالية للمستخدمين أمرًا بالغ الأهمية، وتتطلب اتخاذ إجراءات وقائية مستمرة. وتشمل هذه الإجراءات تحديث نظام التشغيل والتطبيقات بانتظام، واستخدام كلمات مرور قوية، وتجنب تثبيت التطبيقات من مصادر غير موثوقة.
حتى الآن، لم تعلن سامسونج عن موعد إطلاق One UI 8.5 بشكل رسمي، ولكن من المتوقع أن تبدأ الشركة في طرح برنامج تجريبي للمستخدمين خلال الأسابيع القليلة القادمة. ويجب على المستخدمين الراغبين في تجربة الميزات الجديدة قبل إطلاقها الرسمي التسجيل في البرنامج التجريبي عبر موقع سامسونج. ومن المتوقع أن يتم إطلاق التحديث الرسمي لجميع المستخدمين في غضون شهر أو شهرين.
من المنتظر أن تواصل سامسونج جهودها في تعزيز الأمن والخصوصية في تحديثاتها المستقبلية، وذلك لمواكبة التهديدات الأمنية المتطورة وحماية مستخدميها. ويجب على المستخدمين متابعة أخبار سامسونج والتحديثات الأمنية بانتظام، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أجهزتهم وبياناتهم. وستظل حماية الهواتف الذكية أولوية قصوى لسامسونج ومصنعي الهواتف الآخرين.
