شهد سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية تطورًا غير متوقع في عام 2025، حيث بدأت بعض الشركات في تقديم خيار شراء أجهزة كمبيوتر مكتبية بدون ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) مُثبتة مسبقًا. يأتي هذا التغيير استجابةً للارتفاعات الهائلة في أسعار الذاكرة، مما يجعل بناء أجهزة كمبيوتر جديدة ميسورة التكلفة أمرًا صعبًا على المستهلكين ومُجمّعي الأنظمة على حد سواء. هذا الاتجاه الجديد، الذي أطلقت عليه شركة Maingear اسم “BYOR” (أحضر ذاكرة الوصول العشوائي الخاصة بك)، قد يكون مؤشرًا على تحول أوسع في الصناعة.
ارتفاع أسعار الذاكرة يدفع إلى حلول “أحضر ما لديك” (BYOR)
بدأت مشكلة ارتفاع أسعار الذاكرة في التفاقم خلال الأشهر الأخيرة، مدفوعة بشكل كبير بالطلب المتزايد من شركات الذكاء الاصطناعي التي تحتاج إلى كميات هائلة من الذاكرة لمراكز البيانات الخاصة بها. وفقًا لشركة Maingear، ارتفعت أسعار مجموعات ذاكرة DDR5 بنسبة تتراوح بين 100% و 400% في بعض الحالات. هذا الارتفاع الكبير يجعل من الصعب على الشركات المصنعة تقديم أنظمة بأسعار معقولة، وعلى المستهلكين الحصول على ترقيات ضرورية.
تتيح استراتيجية BYOR للعملاء استخدام ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) الموجودة لديهم، سواء كانت من ترقية سابقة أو من صفقات تم الحصول عليها بشكل مستقل. تقوم Maingear بتثبيت واختبار وضبط الذاكرة التي يوفرها العميل في النظام الجديد. هذا يقلل من التكلفة الأولية للجهاز، ولكنه يثير أيضًا مخاوف بشأن سلامة الشحن.
مخاطر الشحن وتأمين المكونات
نظرًا لقيمة ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) العالية حاليًا، فإن شحنها إلى شركة لتثبيتها يمثل خطرًا كبيرًا للسرقة أو التلف. قد يفضل بعض العملاء تلقي إرشادات حول كيفية تثبيت وضبط الذاكرة بأنفسهم لتجنب هذه المخاطر. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون من الصعب على المستخدمين العثور على ذاكرة DDR5 بأسعار معقولة إذا كانوا يقومون بالترقية من نظام DDR4.
هذا الوضع يذكرنا بالقيود التي واجهتها صناعة أجهزة الكمبيوتر في الماضي، حيث كانت تواجه صعوبات في توفير مكونات رئيسية بأسعار تنافسية. قد يؤدي هذا إلى عودة الاعتماد على الأجهزة القديمة، مثل ذاكرة DDR4، حيث لا تزال متوفرة وبأسعار معقولة.
بالإضافة إلى ذاكرة الوصول العشوائي (RAM)، قد يؤثر ارتفاع أسعار المكونات الأخرى، مثل وحدات معالجة الرسومات (GPU)، على هذه الاستراتيجية. الطلب المتزايد على هذه المكونات من قبل قطاعات مثل الألعاب والذكاء الاصطناعي يؤدي إلى تفاقم المشكلة.
التحول المحتمل نحو التوافق مع الأجهزة القديمة
يتوقع خبراء الصناعة أن يتبنى المزيد من الشركات نهج BYOR أو يقدمون أنظمة متوافقة مع ذاكرة الوصول العشوائي DDR4 كحل مؤقت. هذا من شأنه أن يسمح للمستهلكين باستخدام الذاكرة الموجودة لديهم أو العثور على خيارات أرخص. في الواقع، توقع فريق PCWorld هذا الاتجاه في وقت سابق من هذا العام، ليس فقط لأنظمة DDR5 ولكن أيضًا لأنظمة أخرى قد تعتمد على تقنيات أقدم لتلبية احتياجات السوق.
قد يكون هذا التحول بمثابة تراجع مؤقت عن التقدم السريع في تكنولوجيا أجهزة الكمبيوتر. بعد سنوات من التحسينات المستمرة في الأداء والكفاءة، قد يشهد السوق فترة من الاستقرار أو حتى التراجع في بعض الجوانب.
من المهم ملاحظة أن هذا الوضع قد يكون مؤقتًا. مع زيادة الإنتاج وتخفيف القيود على سلسلة التوريد، من المتوقع أن تنخفض أسعار الذاكرة في النهاية. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح متى سيحدث ذلك.
في الوقت الحالي، من المرجح أن يستمر الاتجاه نحو BYOR والأنظمة المتوافقة مع الأجهزة القديمة. سيكون من المهم مراقبة تطورات السوق عن كثب لمعرفة كيف ستستجيب الشركات والمستهلكون لهذه التحديات الجديدة. من المتوقع أن تقدم الشركات المصنعة حلولًا إضافية في الأشهر القادمة، مع التركيز على توفير خيارات أكثر مرونة وبأسعار معقولة للمستخدمين.
