تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة تحولًا ملحوظًا في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، إذ تتسارع الخطى نحو ترسيخ مكانتها كمركز عالمي رائد في هذا المجال بحلول عام 2033، وتدعم هذه التحولات استثمارات ضخمة، ومبادرات حكومية طموحة، وشراكات إستراتيجية مع كبرى الشركات العالمية.
نمو ضخم وتوقعات واعدة:
كشف تقرير أصدرته منصة (Statista)، عن نمو ملحوظ في سوق الألعاب الإلكترونية في الإمارات، إذ سيتجاوز حجم هذا السوق 492 مليون دولار بحلول عام 2027. ويرجع هذا النمو إلى الزيادة الكبيرة في عدد اللاعبين، وارتفاع طلب الألعاب عبر الإنترنت، واهتمام الشركات العالمية بهذا السوق الواعد.
ومن المتوقع أن يحافظ السوق الذي يشمل قطاعي الألعاب الإلكترونية التقليدية والألعاب عبر الإنترنت على معدل نمو سنوي ثابت قدره 5.88% خلال المدة الممتدة من عام 2024 إلى عام 2027، مع زيادة عدد المستخدمين في سوق الألعاب الإلكترونية إلى 1.7 مليون مستخدم بحلول 2027.
مبادرات حكومية طموحة:
1- برنامج الألعاب 2033:
أطلقت إمارة دبي (برنامج الألعاب 2033)، الذي يهدف إلى وضع الإمارة بين أفضل 10 مراكز عالمية في صناعة الألعاب الإلكترونية بحلول عام 2033، وتعزيز مساهمته في نمو الاقتصاد الرقمي والناتج الإجمالي المحلي للإمارة لنحو مليار دولار.
ويركز البرنامج في تطوير البنية التحتية التقنية، ودعم الشركات الناشئة، وتقديم حوافز لجذب الاستثمارات العالمية وتعزيز المهارات المحلية في تطوير الألعاب، وتقديم الدعم للشركات الصغيرة والمتوسطة في هذا المجال.
2- إطلاق فيزا دبي للألعاب الإلكترونية:
أطلقت دبي أيضًا خلال شهر مايو الماضي، (فيزا دبي للألعاب الإلكترونية)، بهدف دعم أصحاب المواهب وصناع ورواد قطاع الألعاب الإلكترونية، وتحفيزهم على تنمية وتطوير مهاراتهم، إلى جانب إتاحة العديد من الفرص الاستثمارية الرامية إلى مساعدتهم في تحويل أفكارهم المبتكرة إلى مشروعات ناجحة.
3- ألعاب المستقبل 2025:
فازت دولة الإمارات ممثلة في (دبي) باستضافة حدث (ألعاب المستقبل 2025)، وهو الحدث الرياضي البارز الذي سيقام في خريف عام 2025، وذلك من بين 9 دول تقدمت للحصول حق استضافة الحدث.
ومن المتوقع أن يوفر هذا الحدث ما يصل إلى 30 ألف وظيفة جديدة، مرتبطة بقطاع الألعاب الإلكترونية بحلول عام 2033، مما يكشف حجم الدعم الذي يحظى به القطاع في الإمارة.
أبوظبي تستقطب كبرى الشركات العالمية:
يواصل قطاع الألعاب الإلكترونية في إمارة أبوظبي، تنافسيته العالمية، عبر استقطاب أبرز المطورين والناشرين المواهب في هذا المجال.
وأعلن مكتب أبوظبي للاستثمار، في مارس الماضي، دعمه لجهود شركة طماطم للألعاب، الشركة المتخصصة في تطوير محتوى الألعاب العربية للأجهزة المحمولة، ونقل مقرها الرئيس إلى أبوظبي، مما يدعم مرحلة النمو والتوسع المستقبلية للشركة، ويعزز من ازدهار وتطور قطاع الألعاب الإلكترونية في الإمارة.
ويضم قطاع الألعاب في أبوظبي أكثر من 70 شركة متخصصة في تطوير المحتوى، ويهدف مكتب أبوظبي للاستثمار إلى دعم هذه المنظومة من خلال الشراكات الإستراتيجية، التي تتماشى مع توجهات أبوظبي الساعية لترسيخ مكانتها وجهة عالمية للابتكار والتكنولوجيا.
كما تعاون مكتب أبوظبي للاستثمار سابقًا مع شركة (يو بي سوفت)، التي تُعدّ من أكبر الشركات المتخصصة في تطوير ونشر وتوزيع ألعاب الفيديو الخاصة بأجهزة الألعاب الإلكترونية، بالإضافة إلى الحواسيب والأجهزة المحمولة.
وفي السياق ذاته كشفت شركة (True Gamers)، الشبكة الدولية الرائدة لنوادي الرياضات الإلكترونية، عن خطط لتطوير أول جزيرة للرياضات الإلكترونية في العالم في أبوظبي تتضمن فندقًا فاخرًا (بمفهوم فريد)، وأماكن عالية التقنية لبطولات الألعاب، ومرافق تدريب احترافية، ومساحات لإنشاء المحتوى وتبلغ تكلفة المشروع أكثر من 280 مليون دولار وسيكون الأول من نوعه على مستوى العالم.
واستضافت أبوظبي في يوليو الماضي الفعاليات الرسمية لأكبر منافسات الرياضات الإلكترونية الجامعية في المنطقة، لتشجيع المبادرات المرتبطة بعالم الألعاب الإلكترونية والتكنولوجيا في المنظومة الجامعية.
وفي الشارقة، استقطبت فعاليات النسخة الثانية من بطولة شمس للألعاب الإلكترونية، التي أقيمت في ديسمبر الماضي، عددًا كبيرًا من عشاق الألعاب الإلكترونية.
وتميزت الفعاليات بمشاركة رواد أعمال من مستثمري المشروعات الصغيرة، الذين يتطلعون إلى الاستفادة من تسارع نمو صناعة الرياضات الإلكترونية في الدولة عمومًا.
الخلاصة:
تُعدّ دولة الإمارات العربية المتحدة من أبرز الدول العربية التي تشهد نموًا متسارعًا في قطاع الألعاب الإلكترونية. وتدعم هذه التحولات الاستثمارات الضخمة، والمبادرات الحكومية الطموحة، والشراكات الإستراتيجية مع كبرى الشركات العالمية. ومن المتوقع أن تستمر الإمارات في لعب دور رائد في هذا القطاع الواعد في السنوات المقبلة.