لقد أعطانا تلسكوب ويب الفضائي علاجًا كونيًا آخر. التقط المرصد الشاب نظرة فاحصة على السحب الأثيرية من الغبار والغاز التي تشكل سديمًا قريبًا، مضاءً بنجم مرافق في كوكبة أوريون.
يقع سديم رأس الحصان على بعد 1375 سنة ضوئية فقط، وهو على شكل حصان سماوي يعدو عبر السحب في حلم مليء بالنجوم. وفي أحدث الملاحظات للسديم الأيقوني، التقط ويب أوضح صورة بالأشعة تحت الحمراء حتى الآن لجزء مكبر من سديم رأس الحصان، وفقًا لـ وكالة الفضاء الأوروبية.
وتظهر الصورة جزءا من السماء في كوكبة أوريون، في الجانب الغربي من منطقة كثيفة تعرف باسم سحابة أوريون بي الجزيئية. يظهر سديم رأس الحصان برأسه من خلال الجزء السفلي من الصورة، متوهجًا في الضوء الصادر عن نجم ساخن قريب (والذي يظهر في الجزء العلوي من الصورة).
التقطت كاميرا ويب للأشعة تحت الحمراء القريبة الجزء العلوي من سحب الغاز والغبار بتفاصيل غير مسبوقة، وكشفت عن مدى تعقيد حواف السديم المضيئة. ولأول مرة، اكتشف تلسكوب ويب شبكة من المعالم الرفيعة التي تتتبع حركة جزيئات الغبار أثناء حملها مع الغاز الساخن بعيدًا عن السحب. تم تفصيل النتائج الجديدة في أ ورق نشرت يوم الاثنين في المجلة علم الفلك والفيزياء الفلكية.
كما أتاحت الملاحظات الأخيرة لسديم رأس الحصان لعلماء الفلك فهمًا أفضل للشكل متعدد الأبعاد للسديم ودراسة كيفية حجب الغبار وإصدار الضوء.
سديم رأس الحصان، والمعروف باسم بارنارد 33، تشكل من سحابة من المواد المنهارة. الجزء الرأس هو ما يقرب من 3.5 سنة ضوئية عبر. وعلى الرغم من أن سحب الغاز المحيطة به بدأت في التلاشي، إلا أن عموده الشهير لا يزال يرتفع بقوة مع كتل سميكة من المواد التي يصعب تآكلها. يقدر علماء الفلك أن سديم رأس الحصان موجود ليبقى لمدة خمسة ملايين سنة على الأقل، لذلك من الآمن أن نقول أننا سنكون قادرين على الاستمتاع بهذا الجمال لفترة من الوقت.
نظرًا لقربه، يعد سديم رأس الحصان هدفًا مثاليًا للعلماء لدراسة التطور الجزيئي للغاز والغبار فيما يتعلق بالبيئة المحيطة بهم وكيفية تفاعل الإشعاع مع المادة بين النجوم. ومن خلال الصور الملتقطة حديثًا، سينظر علماء الفلك أيضًا إلى البيانات الطيفية لجمع رؤى حول كيفية تطور الخواص الفيزيائية والكيميائية للمادة المرصودة عبر السديم مع مرور الوقت.
سديم رأس الحصان هو الوحش الكوني الذي يستمر في إمدادنا بالمعلومات والمناظر الجميلة.
أكثر: الصورة الأكثر ساحقة بين النجوم على الإطلاق