أطلقت شركة X، المملوكة لإيلون ماسك، ميزة جديدة تسمى “حول هذا الملف الشخصي” أثارت جدلاً واسعاً على المنصة. تتيح هذه الميزة للمستخدمين الوصول إلى معلومات إضافية حول حسابات الآخرين، بما في ذلك تاريخ تغييرات أسماء المستخدمين، وتاريخ الانضمام إلى المنصة، والموقع الجغرافي المُعلن. وقد كشفت هذه الميزة عن أنشطة غير متوقعة، خاصةً فيما يتعلق بالحسابات التي تدعي الولاء لأمريكا، مما أثار تساؤلات حول انتشار التضليل والتأثير الأجنبي على المنصة.
بدأ المستخدمون في مشاركة اكتشافاتهم حول مواقع الحسابات المختلفة، حيث تبين أن العديد منها يقع خارج الولايات المتحدة، على الرغم من ادعاءاتها بالوطنية الأمريكية. وقد أدى هذا إلى نقاش حول دوافع هذه الحسابات وأهدافها المحتملة، بالإضافة إلى مدى تأثيرها على الرأي العام.
كشف مواقع الحسابات يثير تساؤلات حول انتشار التضليل
أظهرت الميزة الجديدة أن حساباً يحمل اسم المستخدم “@MAGANationX” ويضم ما يقرب من 400 ألف متابع، يدعي أنه “صوت أمريكا الوطني الأول”، ولكنه في الواقع مُقرّه في أوروبا الشرقية. وبالمثل، تبين أن حساباً آخر، “@1776جنرال_”، والذي يصف نفسه بأنه “أمريكي من أصل عرقي”، يقع في تركيا. هذه الاكتشافات ليست معزولة، حيث تم تحديد حسابات أخرى ذات توجهات مماثلة في بنجلاديش وأماكن أخرى.
أمثلة على الحسابات المثيرة للجدل
تشمل الأمثلة الأخرى التي تم الكشف عنها حساباً باسم “America First” موجوداً في بنجلاديش، وحسابات أخرى تدعم عائلة ترامب وتعمل من دول في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وأفريقيا. حتى الحسابات التي تدعي معارضة هذه التوجهات، مثل حساب مُحذوف كان يصف نفسه بأنه “ديمقراطي فخور” و”صياد محترف لـ MAGA”، تبين أنه يقع في كينيا.
تأتي هذه الاكتشافات في وقت تزداد فيه المخاوف بشأن انتشار المعلومات المضللة والتأثير الأجنبي على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد اتهمت دول مثل روسيا والصين وإيران وإسرائيل والولايات المتحدة نفسها بالتدخل في الانتخابات والعمليات السياسية الأخرى من خلال حملات على الإنترنت.
وفقاً لنيكيتا بير، رئيس منتج X، فإن الهدف من هذه الميزة هو مساعدة المستخدمين على “التحقق من صحة المحتوى الذي يرونه على X”. وتسمح هذه الخطوة للمستخدمين بتقييم مصداقية الحسابات والمحتوى الذي تقدمه بشكل أفضل، مما قد يقلل من تأثير الأخبار الكاذبة.
ومع ذلك، فإن بعض الحسابات تستخدم شبكات افتراضية خاصة (VPN) لإخفاء مواقعها الحقيقية. وقد طورت X آلية للكشف عن هذه الشبكات، حيث تعرض على الحسابات التي تستخدمها تصنيفاً يشير إلى أن “الدولة أو المنطقة قد لا تكون دقيقة”.
يشير الخبراء إلى أن وجود العديد من الحسابات ذات المحتوى المتشابه والتي تقع في نفس المنطقة، على الرغم من ادعاءاتها المختلفة، قد يكون مؤشراً على وجود مزارع روبوتات. تستخدم هذه المزارع حسابات آلية أو مُدارة من قبل أشخاص حقيقيين لنشر رسائل محددة والتأثير على الرأي العام.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الحسابات التي تكذب بشأن مواقعها كأدوات في حملات التأثير الأجنبي. يمكن للجهات الفاعلة الأجنبية دفع أموال للمستخدمين الأفراد أو استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء حسابات آلية ونشر معلومات مضللة أو روايات كاذبة بهدف تغيير الرأي العام أو التسبب في الاستقطاب السياسي. يذكر أن روسيا اتُهمت بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 من خلال حملة تأثير أجنبي.
تعتبر هذه الميزة خطوة مهمة نحو زيادة الشفافية على منصة X، ولكنها ليست حلاً كاملاً. فلا يزال بإمكان المستخدمين إنشاء حسابات وهمية واستخدام VPN لإخفاء مواقعهم، كما أن التحقق من صحة المعلومات يتطلب جهداً واعياً من قبل المستخدمين أنفسهم.
من المتوقع أن تواصل X تطوير أدواتها للكشف عن الحسابات الوهمية والتأثير الأجنبي، وأن تعمل على تحسين دقة معلومات الموقع التي تعرضها. في الوقت الحالي، يجب على المستخدمين توخي الحذر وتقييم مصداقية الحسابات والمحتوى الذي يستهلكونه على المنصة. من المهم أيضاً مراقبة التطورات المتعلقة بسياسات X وجهودها لمكافحة التلاعب بالمنصة، بالإضافة إلى أي تقارير جديدة حول أنشطة مشبوهة.
