تختبر شركة مايكروسوفت حاليًا نسخة مُحدثة من نافذة “تشغيل” (Run) الشهيرة في نظام التشغيل Windows 11. هذه النافذة، التي يتم الوصول إليها عبر الضغط المتزامن على زري نافذة تشغيل (Windows key) + R، قد تحصل على واجهة مستخدم جديدة كليًا بعد عقود من بقائها على حالها. التحسينات، التي رصدها أولاً مسرب الأخبار PhantomOfEarth، تهدف إلى تحديث تجربة المستخدم بما يتناسب مع تصميم Windows 11 الحديث.
بدأت مايكروسوفت في طرح هذه النسخة التجريبية لمجموعة محدودة من المستخدمين كجزء من اختبارات Windows 11 المستمرة. ما زال الأمر في المراحل الأولية، حيث يوفر النظام خيارًا للمستخدمين للتبديل بين الإصدار القديم والإصدار الجديد من خلال إعدادات النظام المتقدمة. يشير هذا إلى أن مايكروسوفت تسعى للحصول على تعليقات المستخدمين قبل إجراء تغييرات جذرية.
تحديث تصميم نافذة تشغيل (Run)
يأتي التصميم الجديد متوافقًا مع لغة تصميم “Fluent Design” الخاصة بمايكروسوفت. ويتميز بزوايا مستديرة، واستخدام أكثر حداثة للألوان، ودعم كامل للوضع المظلم الذي أصبح شائعًا في العديد من تطبيقات Windows 11. هذه التغييرات تهدف إلى تحقيق مظهر أكثر تناسقًا وجاذبية بصريًا عبر نظام التشغيل.
لطالما كانت نافذة “تشغيل” أداة أساسية لمستخدمي Windows، حيث تسمح لهم بتشغيل برامج، وفتح ملفات، والوصول إلى أدوات النظام بسرعة وسهولة. ومع ذلك، فإن واجهة المستخدم الخاصة بها ظلت كما هي منذ إصدار Windows 95 في عام 1995، مما يجعلها تبدو قديمة الطراز مقارنةً ببقية نظام التشغيل.
أهمية التحديث للمستخدمين
يعتبر هذا التحديث بمثابة خطوة إيجابية من مايكروسوفت نحو تحديث واجهات المستخدم القديمة في Windows. فقد تزايدت الانتقادات حول بقاء بعض العناصر بصورتها الأصلية بينما يخضع نظام التشغيل لتحديثات بصرية شاملة. بالإضافة إلى ذلك، فإن تحديث واجهة المستخدم يمكن أن يوفر تجربة أكثر سهولة للمستخدمين الجدد.
لا يقتصر التحديث على الجانب الجمالي فحسب، بل قد يتضمن أيضًا تحسينات في الأداء وسهولة الاستخدام. ومع ذلك، لم تكشف مايكروسوفت عن أي تفاصيل محددة حول هذه التحسينات. تشير بعض التقارير إلى أن الإصدار الجديد قد يتضمن أيضًا ميزات إضافية، مثل البحث المحسن والتكامل مع خدمات مايكروسوفت الأخرى.
التأثير على تجربة Windows 11
يعكس هذا التحديث التزام مايكروسوفت بتوفير تجربة مستخدم متسقة وحديثة عبر جميع جوانب نظام التشغيل Windows 11. فقد أطلقت الشركة بالفعل العديد من التحديثات البصرية الأخرى، مثل تصميم جديد لـ File Explorer وتحديثات لواجهة المستخدم في الإعدادات.
إن دمج تصميم “Fluent Design” في نافذة “تشغيل” يتماشى مع جهود مايكروسوفت الأوسع لتبسيط واجهات المستخدم وجعلها أكثر سهولة. يهدف هذا النهج إلى تقليل التشتيت البصري وتمكين المستخدمين من التركيز على المهام التي يقومون بها. وهذا يتماشى بشكل خاص مع التركيز المتزايد على الإنتاجية وسهولة الوصول في Windows 11.
من الجدير بالذكر أن هذا التحديث لا يؤثر على وظائف نافذة “تشغيل” الأساسية. فلا يزال بإمكان المستخدمين تشغيل البرامج، وفتح الملفات، والوصول إلى أدوات النظام بنفس الطريقة التي اعتادوا عليها. ومع ذلك، فإن الواجهة الجديدة قد تجعل هذه المهام أكثر سهولة وراحة.
يشكل تحديث نظام تشغيل Windows جزءًا من استراتيجية مايكروسوفت الأوسع لتقديم تجربة حوسبة موحدة عبر جميع الأجهزة. وتشمل هذه الاستراتيجية أيضًا تطوير تطبيقات وخدمات جديدة مصممة للعمل بسلاسة مع Windows 11.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تحديث واجهة المستخدم يمكن أن يساعد مايكروسوفت في جذب مستخدمين جدد إلى نظام التشغيل. فقد أظهرت الدراسات أن المستخدمين يميلون إلى تفضيل الأنظمة التي تتميز بواجهات مستخدم حديثة وجذابة. وهذا مهم بشكل خاص في سوق أنظمة التشغيل التنافسي.
الخطوات التالية والمستقبل
في الوقت الحالي، لا يوجد جدول زمني محدد لإطلاق الإصدار النهائي من نافذة “تشغيل” المُحدثة. ومع ذلك، من المتوقع أن تستمر مايكروسوفت في اختبار الميزات الجديدة وجمع تعليقات المستخدمين قبل إجراء أي تغييرات دائمة. من المرجح أن يتم دمج التحديث في إصدار رئيسي مستقبلي من Windows 11، مثل الإصدار 23H2 أو إصدار لاحق.
يجب على المستخدمين المهتمين بتجربة التصميم الجديد البحث عن خيارات التحديث في إعدادات Windows المتقدمة. ومع ذلك، قد لا يكون هذا الخيار متاحًا لجميع المستخدمين في الوقت الحالي. من المهم أيضًا ملاحظة أن الإصدار التجريبي قد يحتوي على أخطاء أو مشكلات في الأداء. لذلك، يجب على المستخدمين توخي الحذر قبل التبديل إلى الإصدار الجديد.
من المهم متابعة التحديثات الرسمية من مايكروسوفت لمعرفة المزيد حول خططها لتحديث نافذة “تشغيل”. كما يجب على المستخدمين مشاركة تعليقاتهم مع مايكروسوفت لمساعدتها في تحسين المنتج. ستكون التطورات المستقبلية في هذا المجال مثيرة للاهتمام، خاصةً مع استمرار مايكروسوفت في الاستثمار في تحديث تجربة Windows 11.
